جلسة في الكونغرس الأميركي تناقش أوضاع إيران وتدعو لإسقاط النظام
واشنطن – نشر موقع “الحرة” تقريرًا حول جلسة استماع عقدها الكونغرس الأميركي يوم الأربعاء لمناقشة الأوضاع في إيران، حيث دعا أعضاء في الكونغرس إلى إقامة جمهورية ديمقراطية علمانية خالية من الأسلحة النووية في إيران.
عقدت المجموعة البرلمانية لحقوق الإنسان والديمقراطية في إيران بمجلس النواب الأميركي جلسة برئاسة النائبين الجمهوري توم ماكلينتوك والديمقراطي براد شرمان، حيث تناولت الأوضاع السياسية والاقتصادية في إيران، وكذلك التهديدات التي يمثلها النظام الإيراني على الأمن الدولي.
دعوات لإسقاط النظام وإقامة جمهورية ديمقراطية
خلال الجلسة، شاركت رئيسة جمهورية المقاومة الإيرانية، مريم رجوي، افتراضيًا، وأكدت أن “النظام الإيراني يعيش أضعف مراحله، وأن التغيير الجذري هو الحل الوحيد لإنقاذ إيران من القمع والفساد والانهيار الاقتصادي”.
وأضافت رجوي: “النظام محاصر من جميع الجهات، من قبل مجتمع يغلي بالغضب والتمرد، ومن قبل وحدات الانتفاضة وشباب الثائر والمضحي”، مشيرة إلى أن “الاقتصاد منهار، والفساد الحكومي منتشر على نطاق واسع”.
كما أشارت إلى أن “النظام الإيراني يحاول الحفاظ على حكمه من خلال تنفيذ إعدامات جماعية وبث الرعب في المجتمع”، مؤكدة أن “سقوط الديكتاتور الدموي بشار الأسد أدى إلى انهيار العمق الاستراتيجي للنظام الإيراني في المنطقة”.
دعم أميركي لتطلعات الشعب الإيراني
أُعلن خلال الجلسة عن تسجيل القرار 166 في الكونغرس الأميركي، والذي وقّع عليه أكثر من 150 عضوًا من الحزبين، دعمًا لتطلعات الشعب الإيراني لإقامة جمهورية ديمقراطية.
وأوضح البيان الصادر عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن “القرار يشدد على إقامة نظام ديمقراطي يقوم على فصل الدين عن الدولة وخلوّه من الأسلحة النووية”.
تهديدات الإرهاب الإيراني
من جهته، قدم رئيس اللجنة الدولية للبحث عن العدالة ونائب رئيس البرلمان الأوروبي السابق، أليخو فيدال-كوادرس، شهادة خلال الجلسة، حيث سلط الضوء على “خطر الإرهاب الذي يمارسه النظام الإيراني”.
وكشف فيدال-كوادرس قائلاً: “لقد كنت شخصيًا هدفًا لمحاولة اغتيال دبّرها النظام الإيراني في مدريد عام 2023، حيث أطلق أحد المرتزقة النار عليّ من مسافة قريبة جدًا”.
وأضاف: “نجوت بأعجوبة، لكن هذه المحاولة تعكس مدى خطورة التهديد الذي يشكله النظام الإيراني على المعارضين في الداخل والخارج”.
وأشار إلى أن “النظام الإيراني بات يستخدم العصابات الإجرامية لتنفيذ عمليات إرهابية ضد المعارضين السياسيين في أوروبا وأميركا”، معتبرًا أن “هذا تطور خطير يهدف إلى خلق إنكار مقنع لمسؤوليته المباشرة عن تلك الهجمات”.
العقوبات الأميركية وتأثيرها على إيران
وفي سياق متصل، فرضت الولايات المتحدة، الأربعاء، عقوبات جديدة على ست كيانات مقرها هونغ كونغ والصين، متهمة إياها بالتورط في شبكة شراء طائرات بدون طيار إيرانية.
وأوضحت وزارة الخزانة الأميركية أن “إيران لا تزال تحاول العثور على طرق جديدة لشراء المكونات الرئيسية لتعزيز برنامج أسلحتها المسيرة”.
وأشار وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، إلى أن “الوزارة ملتزمة بعرقلة المخططات التي تمكّن إيران من إرسال أسلحتها الفتاكة إلى وكلائها الإرهابيين وغيرهم من الجهات المزعزعة للاستقرار”.
بدورها، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن “العقوبات تأتي ضمن حملة الضغط الأقصى للرئيس ترامب على النظام الإيراني”، مضيفة أن “الولايات المتحدة ستستخدم جميع الوسائل المتاحة لكشف وتعطيل تطوير إيران المتزايد للطائرات المسيّرة والصواريخ وانتشارها”.
تأثير العقوبات على الاقتصاد الإيراني
وصف أومود شكري، أستاذ الاقتصاد والطاقة بجامعة جورج ماسون، الوضع الاقتصادي في إيران بأنه “متردٍ للغاية”، موضحًا أن “ارتفاع التضخم ونقص موارد الطاقة أديا إلى انقطاعات مستمرة في الكهرباء”.
وأضاف شكري: “العوامل الداخلية تتعلق بسوء الإدارة، بينما العوامل الخارجية تتمثل في العقوبات المفروضة على إيران”، مشيرًا إلى أن “العزلة والركود باتت من أبرز معالم الأزمة الاقتصادية التي تواجهها البلاد”.
وأكد شكري أن “إيران كانت تصدر نحو مليونين وسبعمئة ألف برميل من النفط يوميًا، ولكن بسبب العقوبات الأميركية، انخفض هذا الرقم إلى حوالي مئتي ألف برميل يوميًا”.
تعكس جلسة الكونغرس الأميركي تشديد الضغوط على النظام الإيراني، مع تصاعد الدعوات لإسقاطه وإقامة جمهورية ديمقراطية. وبينما تواصل الولايات المتحدة فرض العقوبات، يواجه النظام أزمة اقتصادية خانقة وتحديات داخلية متزايدة، ما يزيد من احتمالات التغيير الجذري الذي تنادي به المعارضة الإيرانية.
