آلاف المتظاهرين في واشنطن يطالبون بتغيير النظام والديمقراطية في إيران
واشنطن، 8 مارس 2025 – في عرض قوي للوحدة والعزيمة، تجمع آلاف الإيرانيين الأمريكيين ومؤيدي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI) في واشنطن، للمطالبة بإقامة جمهورية ديمقراطية، علمانية، وغير نووية في إيران. جاء هذا التجمع متزامناً مع اليوم العالمي للمرأة، حيث سار المتظاهرون من مبنى الكابيتول إلى البيت الأبيض، داعين إلى تبني موقف دولي حازم ضد النظام الإيراني والاعتراف بحق الشعب الإيراني في إسقاطه.
AP reported: "On March 8, 2025, thousands of Iranian supporters gather outside the US Capitol." #2025RallyForAFreeIran to support@Maryam_Rajavi
— OIAC: Organization of Iranian American Communities (@OrgIAC) March 9, 2025
and her 10 Point Plan.@RepBrianMast@repdarrellissa@RepMikeLawler@RepKeithSelf@RepMillsPress@RepJoeWilson@RepYoungKim pic.twitter.com/H3gxS47zm6
ولوّح المشاركون بالأعلام الإيرانية ورفعوا اللافتات التي تؤيد خطة النقاط العشر التي طرحتها رئيسة جمهورية المقاومة، السيدة مريم رجوي، والتي تحدد رؤية لإيران حرة وديمقراطية. تؤكد هذه الخطة على إقامة حكومة علمانية، والمساواة بين الجنسين، وإنهاء الطموحات النووية للنظام. كما شدد المتظاهرون على دعمهم لنضال الشعب الإيراني ضد الديكتاتورية الحاكمة وحق وحدات الانتفاضة في مواجهة حرس النظام الإيراني.
خاطبت السيدة مريم رجوي، رئيسة جمهورية المقاومة، الحشد عبر الإنترنت من فرنسا، مؤكدة على ضرورة المقاومة المنظمة والإطاحة بالنظام عبر الانتفاضة. وقالت: “الآن هو وقت النهوض. لا الحظ ولا الصدفة ولا أي قوة وهمية ستؤدي إلى تغيير إيران. هذا النظام لن ينهار من تلقاء نفسه. هناك طريق واحد فقط، وهو المقاومة المنظمة والانتفاضة. كل شيء يعتمد على إرادة الشباب الإيراني ونضالهم. كل شيء يعتمد على مدى استعدادنا لدفع الثمن الكامل من أجل الحرية. لهذا السبب نحن في طليعة هذه المعركة، ونعلن: الآن هو وقت النهوض.”
Our March concludes at the @WhiteHouse. pic.twitter.com/6n7DlIFFLo
— OIAC: Organization of Iranian American Communities (@OrgIAC) March 8, 2025
وحذّرت رجوي من بعض الجماعات التي تدعي المعارضة بينما تعمل على إحياء دكتاتورية الماضي، قائلة: “هناك مجموعة أخرى تحاول من خلال الضجيج والصخب دعم الدكتاتورية السابقة بهدف إنقاذ النظام الحالي. في الماضي، صنع ضباط روس وإنجليز، ثم الانقلابيون في 19 أغسطس 1953، ملكاً لإيران. والآن، جاء دور حرس النظام الإيراني ليفعل الشيء نفسه. هذا يعني أن الملكيين الجدد ليسوا سوى أدوات بيد الفاشية الدينية الحاكمة.”
وأشارت إلى أن المقاومة الإيرانية تعتمد على أبنائها الشجعان ودعم الشعب الإيراني، قائلة: “لم نطلب أبداً، ولن نطلب أبداً، تدخل القوى الأجنبية للقتال نيابة عنا أو لتحقيق التغيير. قوتنا الأخلاقية والمادية مستمدة من استقلالنا. هذه المعركة تعكس العطش اللامحدود للشعب الإيراني للحرية، وهو العطش الذي دفع أكثر من 100,000 شهيد حياتهم ثمناً له في الانتفاضات والمقاومة ضد هذا النظام.”
أعرب العديد من الشخصيات السياسية الأمريكية والدولية عن دعمهم للشعب الإيراني في نضاله من أجل الديمقراطية.
قال النائب الأمريكي براد شيرمان (D-CA): “نحن هنا لنقول إننا نقف مع الشعب الإيراني ونرفض هذا النظام الطفيلي الذي يحكم البلاد منذ عام 1979. دعونا نكرم النساء الإيرانيات الأبرياء اللواتي قتلن على يد هذا النظام الشرير، وننضم إلى النساء الإيرانيات هنا، وإلى السيدة مريم رجوي، في الدعوة إلى جمهورية إيرانية حرة، ديمقراطية، وغير نووية.”
كما أشار إلى التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أكد قيام النظام الإيراني بتخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من تصنيع الأسلحة النووية، مضيفاً: “يجب أن نتذكر أن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية (PMOI/MEK) هي التي كشفت للعالم عام 2002 عن البرنامج النووي الإيراني السري. هذا هو الملاذ الأخير لنظام الملالي، حيث لا يمكنه كسب الشعبية بسبب سياساته القمعية، لذلك يلجأ إلى الإرهاب ضد شعبه وضد شعوب المنطقة. لكنه فشل في ذلك. لقد فقد حليفه حزب الله، وفقد حليفه بشار الأسد، وسيفقد قريباً قبضته الحديدية على الشعب الإيراني.”
رودي جولياني، العمدة السابق لمدينة نيويورك، شدد في كلمته على ضرورة فرض المزيد من العقوبات على النظام، قائلاً: “مرة أخرى، تُفرض العقوبات على واحد من أكثر الأنظمة وحشية في التاريخ. ومرة أخرى، بدأ هذا النظام في المعاناة.”
وأضاف مشيداً بجهود المقاومة الإيرانية في الانتفاضات السابقة: “كنتم قريبين جداً من تحقيق النصر في 2019، 2020، و2022. ونحن الآن في نفس المرحلة، لكن الملالي أضعف من أي وقت مضى. لقد كانوا يعتمدون على حزب الله، فأين هو الآن؟ كانوا يعتمدون على الأسد في سوريا، فأين هو الآن؟ أنتم لستم بحاجة إلى قوات أمريكية أو أوروبية، كل ما تحتاجونه هو أنفسكم، والسيدة رجوي، والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.”
وفي إشارة إلى مخاوف خامنئي من المعارضة، قال جولياني: “إذا كنتم ضعفاء كما يدعي النظام، فلماذا أنتم الأكثر استهدافاً بالإعدامات والاغتيالات؟ السبب هو أنهم يخشونكم. إنهم يعلمون ما فعلتموه في 2017، 2018، و2019. إنهم يعلمون كيف يمكنكم إشعال ثورة شاملة في إيران. كل ما تحتاجونه منا هو الدعم، وليس الجنود.”
أكد السفير سام براونباك، الحاكم السابق لولاية كانساس، أن التغيير يقترب في طهران، قائلاً: “رياح التغيير تهب في طهران. حان الوقت، بل تأخر الوقت لهذا التغيير. أنا أشيد بقلوبكم القوية وصمودكم في هذه القضية.”
وأضاف، مردداً مع الحشود شعار “لا للمفاعلات النووية، لا للملالي”: “نحن بحاجة إلى دعم أوروبي لتغيير النظام في إيران. لا بد من التخلص من هذا النظام، وإلا فسيحصل على سلاح نووي. المسألة ليست الآن أو لاحقاً، بل الآن أو نووياً. يجب أن يحدث التغيير.”
وأكد أن حملة الضغط الأقصى يجب أن تترافق مع دعم سياسي واضح لتغيير النظام، قائلاً: “لدينا ضغط اقتصادي أقصى، ونحتاج إلى ضغط أمني أقصى، وضغط سياسي أقصى على نظام طهران. لا يمكن أن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط طالما أن الملالي يحكمون طهران. لن يحدث ذلك أبداً. إنهم لا يصنعون السلام، بل ينشرون الفوضى. إنهم ليسوا صناع اتفاقيات، بل كاسروها، ويجب أن يرحلوا.”
عكست التظاهرة في واشنطن إصرار الشعب الإيراني على تحقيق الحرية والديمقراطية. ومع تزايد الدعم الدولي ورؤية واضحة للتغيير، يكتسب الحراك من أجل إيران ديمقراطية زخماً متزايداً، مما يعزز القناعة بأن سقوط النظام أصبح أمراً محتوماً.