النساء الرائدات من أجل التغيير الديمقراطي في إيران
تحت هذا العنوان، كتبت الدكتورة زينب البدول، الرئيسة السابقة للجنة المرأة في البرلمان الأردني، مقالًا تناول دور النساء الإيرانيات في النضال ضد التمييز ومواجهة نظام الملالي المعادي للمرأة. نُشر هذا المقال في موقع “إيلاف“ بتاريخ 6 مارس، حيث أشادت الكاتبة بالنساء اللواتي رفضن الخضوع لدكتاتورية الشاه ودكتاتورية الملالي، واخترن طريق الحرية، حتى لو كان الثمن هو اعتناق حبال المشانق. وصفت هؤلاء النساء بأنهن مقاومات لا تعرفن التعب، متابعات بإصرار، ورائدات في الحراك الثوري والطليعيات في التغيير الديمقراطي في إيران.

تقول الدكتورة البدول:
“على الرغم من كل الفظائع التي تعرضت لها النساء الإيرانيات في عهدين متتاليين من الدكتاتورية، لم تخمد شعلة نضالهن أبدًا، بل سطّرن أعلى درجات البطولة، الشجاعة، التضحية ونكران الذات. استُشهد عشرات الآلاف منهن في سبيل الحرية، ولم تنجح مقاصل الإعدام في كسر عزيمتهن أو الحد من شغفهن بالنضال. بل على العكس، أصبحن رائدات الحراك الثوري والنضال من أجل الحرية والديمقراطية وكرامة الوطن والمجتمع“.
وتؤكد الرئيسة السابقة للجنة المرأة في البرلمان الأردني أن النساء الإيرانيات حققن أعلى درجات التضحية واتخذن خطوات كبيرة في طريق النضال من أجل الحرية. وفي سياق تناولها لدور المقاومة النسائية على مدى أربعة عقود، وخاصة في أشرف 3، تشير إلى أن:
“النضال من أجل الحقوق الذاتية هو جهد نبيل، لكن النضال والتضحية من أجل الآخرين هو أسمى صور الإيثار، الشرف، والجمال التي نادرًا ما نجدها. وهذا النضال، الذي استمر لعقود ضد أكثر أنظمة الرجعية تطرفًا في التاريخ المعاصر، وفي عالم مليء بالتحديات والتشتت، يستحق كل التقدير والإشادة، كما يستحق أن يقف جميع أحرار العالم إلى جانبه”.
النساء الرائدات في إيران، كما تصفهن الكاتبة، هنّ من كسرن جدران القمع والخوف داخل إيران، ورفضن الاستسلام لأقوى آلة اضطهاد ضد المرأة في التاريخ. وفي مقالها، تتحدث عن القائدات في أشرف 3، والمقاومات اللواتي يحملن مشاعل الانتفاضة داخل إيران، حيث تقول:
“الدور النشط للمرأة الإيرانية لا يقتصر على القائدات في أشرف 3 أو في المقاومة الإيرانية فحسب، بل يمتد إلى الداخل الإيراني من خلال النساء اللواتي يشكّلن “كُتل المقاومة” داخل البلاد، حيث استطعن كسر حاجز الخوف لدى النساء داخل إيران. واليوم، هنّ في طليعة المواجهة، يصنعن أجمل صور الصمود والنضال، ويرفعن شعارات تتحدى النظام الإيراني وتُسقط مزاعمه الدينية الزائفة. ومن بين شعاراتهن: ’ محجبة أو غير محجبة، إلى الأمام نحو الثورة! ‘، وهو الشعار الذي يرد على مزاعم النظام بأن ثورة الإيرانيين تتعارض مع الدين والقيم”.
وتؤمن الدكتورة زينب البدول بأن مفتاح السلام والاستقرار في المنطقة مرتبط بتقدم المرأة وانتصار الثورة الديمقراطية للشعب الإيراني، وترى أن “دعم الشعب الإيراني في نضاله المشروع من أجل الحرية والديمقراطية” هو مسؤولية شعوب المنطقة، ولا سيما العالم العربي. وتختتم مقالها بالقول:
“نحن أبناء العالم العربي نؤكد على موقفنا الثابت في دعم نضالات وطموحات الشعب الإيراني بكل أطيافه، ليس فقط إيمانًا منا بعدالة قضيته، بل أيضًا لأننا نؤمن بأن منطقتنا لن تنعم بالاستقرار إلا بعد قيام إيران ديمقراطية غير نووية، بفضل نهوض النساء الإيرانيات الرائدات. ستُبنى إيران الحرة الحديثة على مبادئ العدالة، المساواة، احترام مبادئ حسن الجوار، حقوق الإنسان، والقوانين والأعراف الدولية. ومع قيامها، سينتهي عصر التوسع والتدخلات السافرة في شؤون دول المنطقة، ليحلّ مكانه عهدٌ جديد من الاستقرار والازدهار“.