وحدات الانتفاضة في عام 1403: تصعيد غير مسبوق في مواجهة دكتاتورية النظام الإيراني
شهد العام الإيراني 1403 (من مارس 2024 إلى مارس 2025) تصعيدًا لافتًا في أنشطة وحدات الانتفاضة التابعة لـمنظمة مجاهدي خلق، والتي باتت تمثل رأس الحربة في مقاومة النظام الإيراني القائم على ولاية الفقيه. هذه الوحدات، التي تستمد جذورها من عمق المجتمع الإيراني وإرث مقاومة دام لعقود، نجحت في كسر القبضة الأمنية للنظام، وتوسيع رقعة تحركها بشكل لم يسبق له مثيل.
في العام المنصرم، نفّذت وحدات الانتفاضة أكثر من 39 ألف نشاط مناهض للنظام، شملت 31 محافظة و135 مدينة في عموم إيران، ما يعكس قفزة نوعية وكمية في أدائها مقارنة بالأعوام السابقة. لم تقتصر هذه الأنشطة على الجانب الرمزي أو الإعلامي، بل كانت ميدانية وجريئة، تستهدف مراكز القمع والفساد في قلب المدن الإيرانية، من زاهدان إلى طهران.
تميزت هذه المرحلة بتطور استراتيجي لافت، حيث أظهرت وحدات الانتفاضة قدرة متقدمة على التخطيط والتنظيم، بما جعل عملياتها تُحدث صدى عميقًا في المجتمع، وتعيد الأمل إلى شرائح واسعة من الشعب الإيراني. المثال الأبرز كان الاحتجاجات المتواصلة في زاهدان، والتي استمرت لأكثر من 120 أسبوعًا رغم الاعتقالات الواسعة والقمع العنيف. هذا الصمود يبرهن على مرونة هذه الوحدات وقدرتها على التكيّف ومواصلة التوسع حتى في ظل أقسى الظروف.
عملت وحدات الانتفاضة كوحدات منظمة من الناشطين الشباب، تهدف إلى تحويل الاحتجاجات المتفرقة إلى حركة مقاومة ممنهجة داخل الجامعات، والأحياء، وأماكن العمل. كما ساهمت في تجنيد عناصر جديدة وتوسيع شبكاتها في مختلف المدن، في ظل تصاعد الغضب الشعبي ضد النظام.
الجدير بالذكر أن هذه الوحدات، بخلاف العديد من قوى المعارضة التي تنشط من الخارج، تتواجد فعليًا داخل إيران، وتقوم بعمليات ميدانية محفوفة بالمخاطر، ما أكسبها مصداقية داخلية وتأثيرًا سياسيًا متزايدًا.
وقد حظيت هذه التحركات باهتمام ودعم شخصيات سياسية وحقوقية دولية، أجمعت على أن وحدات الانتفاضة باتت تمثل قوة تغيير حقيقية على الأرض، تعزز من زخم الانتفاضة وتقرب لحظة التغيير.
إن استمرار هذا المسار في عام 1403 قد يضع إيران على أعتاب مرحلة مفصلية، يكون عنوانها سقوط الدكتاتورية وفتح الطريق نحو بديل ديمقراطي يمثل تطلعات الشعب الإيراني.