تصاعد القمع يكشف هشاشة النظام الإيراني والانفجار الداخلي يلوح في الأفق
نشر المركز الأوروبي العراقي للصحافة تقريراً تحليلياً يسلط الضوء على مؤشرات متزايدة تدل على أن النظام الإيراني يقف على حافة الانهيار، وأن الداخل يغلي ببوادر انفجار وشيك. ويخلص التقرير إلى أن حالة الهشاشة التي يعيشها النظام تتجلى في تصاعد غير مسبوق للقمع السياسي وتدهور أمني خطير، مما يعكس فشله في احتواء الغضب الشعبي المتنامي.
وفقاً لتحليل المركز، فإن أحد أبرز مظاهر هذا القمع الممنهج هو الحرب التي يشنها النظام على السجناء السياسيين والمجتمع المدني. وفي هذا السياق، يرصد التقرير الحملة الانتقامية الأخيرة التي شملت نقل آلاف السجناء، من بينهم ما يزيد عن ١٨٠ سجيناً سياسياً، من سجن إيفين سيئ الصيت إلى جحيم سجن قرجك، المعروف بظروفه اللاإنسانية. ويرى التقرير أن هذه الخطوة، التي استهدفت بشكل خاص السجينات والناشطات، هي وسيلة لإرهاب المجتمع وكتم أي صوت يعلو بالمطالبة بالحقوق الأساسية. وتتزامن هذه الحملة مع تضييق الخناق على الفنانين والنشطاء عبر محاكمات جائرة وأحكام مشددة بالسجن والجلد والإعدام، في مشهد يعيد للأذهان أحلك أيام أجهزة القمع الأمنية.
وعلى صعيد آخر، يشير التقرير إلى أن قبضة النظام الأمنية بدأت تتآكل في أطراف البلاد. فمحافظة سيستان وبلوشستان تشهد تدهوراً أمنياً خطيراً ومواجهات مسلحة متكررة، مع ورود تقارير عن هجمات تستهدف المراكز الحكومية بشكل متواصل. ويعتبر المركز الأوروبي العراقي للصحافة أن هذا الانفلات الأمني لا يعكس فقط انهيار سيطرة النظام في المحافظات الحدودية، بل يهدد بانتقال عدوى الاحتجاج المسلح إلى قلب المدن الكبرى.
والأخطر من ذلك، بحسب التقرير، هو ظهور انقسامات حادة داخل أجهزة النظام السيادية، وتحديداً بين وزارة الداخلية ووكالات الاستخبارات، حول كيفية التعامل مع الفوضى المتصاعدة. هذا الصراع الداخلي يوضح أن النظام لم يعد يواجه تحديات خارجية وشعبية فحسب، بل أصبح أسيراً لصراعاته الذاتية التي تنخر في بنيته.
على الصعيد الدولي، يرصد التقرير تحركات متسارعة تقودها الولايات المتحدة ودول الخليج، مدفوعة بتقارير عن نشاط نووي مشبوه بالقرب من بوشهر، وتورط حرس النظام الإيراني في تهريب الأسلحة وتطوير تقنيات تهدد أمن المنطقة. ويؤكد التقرير أن التصعيد الأمريكي الأخير في دير الزور، الذي استهدف مواقع موالية لطهران، كان رسالة واضحة بأن سياسة “الصبر الاستراتيجي” قد وصلت إلى نهايتها.
يخلص المركز الأوروبي العراقي للصحافة في تقريره إلى أن هذه المؤشرات مجتمعةً – من قمع السجون إلى انهيار الأمن في المحافظات وصراعات الأجنحة في طهران – لم تعد حوادث معزولة، بل هي أعراض واضحة تشير إلى أن الداخل الإيراني يغلي وأن البلاد تقف على شفا انفجار شعبي واسع النطاق، قد تتجاوز تداعياته الحدود الإيرانية لتطال أمن المنطقة بأكملها.