الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

رضا بهلوي: بديل للتغيير أم عقبة في طريقه؟

انضموا إلى الحركة العالمية

رضا بهلوي: بديل للتغيير أم عقبة في طريقه؟ تقرير حصري لشبكة "علماء إيران الحرة" يحلل طموحات نجل الشاه وعلاقته بالحرس والنظام السابق

رضا بهلوي: بديل للتغيير أم عقبة في طريقه؟

رضا بهلوي: بديل للتغيير أم عقبة في طريقه؟

تقرير حصري لشبكة “علماء إيران الحرة” يحلل طموحات نجل الشاه وعلاقته بالحرس والنظام السابق

في مقال تحليلي نشره موقع “شبكة علماء إيران الحرة“، يقدم الدكتور خليل خاني، الأستاذ الفخري للموارد الطبيعية بجامعة طهران، قراءة نقدية معمقة لشخصية رضا بهلوي، نجل شاه إيران المخلوع، الذي يقدم نفسه كزعيم للمعارضة في وقت تمر فيه إيران بمنعطف حرج. يجادل الدكتور خاني بأن طموحات بهلوي الملكية، وعلاقاته برموز جهاز “السافاك” القمعي، واستعداده للتعامل مع عناصر من حرس النظام الإيراني، وغياب أي قاعدة شعبية منظمة له في الداخل، تجعل منه عقبة أمام التغيير الديمقراطي الذي يطمح إليه الإيرانيون، وليس بديلاً حقيقيًا لنظام الملالي.

خط اتصال مباشر مع حرس النظام

أثار رضا بهلوي مؤخرًا جدلاً واسعًا بإعلانه في 29 يونيو 2025، عن إطلاق قناة اتصال آمنة لأعضاء حرس النظام الإيراني ووزارة المخابرات الراغبين في الانضمام إلى فريقه. هذه المبادرة، التي قوبلت بالسخرية والنقد من قبل العديد من الإيرانيين في الداخل والشتات، أثارت في الوقت نفسه قلقًا عميقًا. فبينما يراها البعض “حيلة دعائية” يائسة من شخصية تفتقر للدعم الشعبي، يخشى آخرون من أن تكون هذه القناة وسيلة للنظام لاختراق صفوف المعارضة في الخارج.

ومما زاد من هذه المخاوف، تصريحات بهلوي السابقة التي لم يستبعد فيها دورًا مستقبليًا لحرس النظام الإيراني، وهي المنظمة التي تصنفها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية، والتي يعتبرها الشعب الإيراني أداة القمع الرئيسية للنظام. ففي عام 2018، صرح بهلوي لتلفزيون “إيران إنترناشيونال”: “لدي اتصالات ثنائية مع الجيش وحرس النظام والباسيج، ونحن نتواصل”.

سلوك استبدادي وحنين إلى الماضي

يشير المقال إلى أن سلوك بهلوي يعكس عقلية استبدادية، فهو يطلق على نفسه لقب “الزعيم” ويدعي أنه قبل دور القيادة في نضال الشعب الإيراني، دون أن يوضح من منحه هذه الصفة. بل إن بعض أنصاره يذهبون إلى أبعد من ذلك، معلنين أن “الملك رضا بهلوي هو إله كل الإيرانيين”، وهو خطاب يذكر بعبادة الشخصية التي سادت في عهد والده.

ويؤكد الكاتب أن الشعب الإيراني، الذي أطاح بالملكية عام 1979، قد أوضح في انتفاضاته المتكررة، وخاصة انتفاضة 2022، أنه يرفض العودة إلى نظام يتركز فيه السلطة في يد فرد أو عائلة. وقد ترددت هتافات مثل “الموت للظالم، سواء كان الشاه أو الولي الفقيه” في جميع أنحاء البلاد، مما يعكس مطلبًا واسعًا بالديمقراطية ورفضًا قاطعًا لأي شكل من أشكال الحكم المطلق.

العلاقة مع “السافاك” وفظائع الماضي

من النقاط المثيرة للقلق التي يسلط عليها المقال الضوء، ارتباط بهلوي بمسؤولين سابقين في “السافاك”، الشرطة السرية للشاه التي اشتهرت بانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان، من تعذيب وقتل خارج نطاق القضاء وقمع للمعارضة. ويشير المقال إلى أنه في تجمع لمؤيدي بهلوي في ميونيخ عام 2023، عُرضت ملصقات لبرويز ثابتي، أحد نواب رئيس السافاك السابقين، مع شعار “كابوس إرهابيي المستقبل”، في تمجيد واضح لدوره القمعي. إن علاقات بهلوي بهذا الجهاز القمعي، الذي أفادت تقارير إعلامية أنه عمل كمستشار له لفترة، تشير إلى تسامحه مع الأساليب الاستبدادية التي ميزت عهد والده.

ميول فاشية جديدة وغياب الدعم الشعبي

ينتقد المقال بشدة سلوك أنصار رضا بهلوي، واصفًا إياه بأنه يحمل ميولاً “فاشية جديدة”، حيث يمجدون الديكتاتورية ويزدرون القيم الديمقراطية. ويشير إلى أن خطابهم، المتمحور حول “القيادة القوية” وازدراء التعددية واستعادة الشاه، يكشف عن أهدافهم الحقيقية في إحياء نظام أطاح به الشعب الإيراني بالفعل.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، يُعرف أنصار بهلوي بمهاجمة أي شخص يدعو إلى إقامة جمهورية ديمقراطية في إيران، وغالبًا ما يستخدمون الشتائم الجنسية وحتى التهديدات بالقتل لإسكات المعارضين، في تكتيكات تتشابه أحيانًا مع أساليب الجيش الإلكتروني للنظام الحالي.

ويخلص المقال إلى أن رضا بهلوي يفتقر إلى أي دعم شعبي منظم على أرض الواقع في إيران. فالتغيير السياسي الحقيقي، كما يؤكد الكاتب، لن يُملى من المنفى، بل ستقوده شبكات النشطاء والطلاب والعمال والنساء الذين يخاطرون بحياتهم في شوارع إيران. استراتيجية بهلوي، القائمة على وهم الوصول إلى السلطة بمساعدة حرس النظام وقوة أجنبية، محكوم عليها بالفشل، فالشعب الإيراني لن يقبل أبدًا بنظام جديد يتكون أعضاؤه من حرس نظام الملالي القديم الذي قمعهم لعقود.

خاتمة: العودة إلى الماضي ليست خيارًا

يخلص الدكتور خاني إلى أن تطلعات رضا بهلوي الملكية، وعلاقاته بشخصيات من “السافاك”، واستعداده للتعامل مع حرس النظام، وغياب الدعم الشعبي له، كلها عوامل تجعله مرشحًا غير مناسب ليكون بديلاً ديمقراطيًا لنظام الملالي. إن رؤيته تعكس عودة إلى ماضٍ استبدادي بدلاً من أن تكون مسارًا نحو المستقبل الديمقراطي الذي يستحقه الإيرانيون.

إن ثورة 1979 لم تكن دعوة لثيوقراطية، كما أنها لم تكن صرخة من أجل الملكية، بل كانت رفضًا جماهيريًا لكليهما. لقد كانت ولادة لمطلب شعبي بالعدالة والحرية والسيادة. وهذا النضال لم ينته بخيانة خميني، بل هو مستمر اليوم في المقاومة ضد الديكتاتورية الدينية وأي محاولة لإعادة تنصيب ملكية فاشية جديدة. إن مستقبل إيران ليس في ظل عروش قديمة أو عمائم مستبدة، بل هو في أيدي الشعب الإيراني، أولئك الذين يناضلون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان وجمهورية علمانية.

Verified by MonsterInsights