الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

مجزرة سنة 1988 في إيران قابلةٌ للتكرار والغرب يستعرض خلافاته مع ملالي إيران مجرد إستعراض مؤطراً إياها في الملف النووي في ظل هكذا نظام دكتاتوري استبدادي يحكم في إيران، وفي ظل سياسة النظام العالمي المتواطئة معه؛ قد تكرر نُسخ من مجزرة 1988 بكامل تفاصيلها

مجزرة سنة 1988 في إيران قابلةٌ للتكرار

مجزرة سنة 1988 في إيران قابلةٌ للتكرار

د. محمد الموسوي/ كاتب عراقي

والغرب يستعرض خلافاته مع ملالي إيران مجرد إستعراض مؤطراً إياها في الملف النووي 

   في ظل هكذا نظام دكتاتوري استبدادي يحكم في إيران، وفي ظل سياسة النظام العالمي المتواطئة معه؛ قد تكرر نُسخ من مجزرة 1988 بكامل تفاصيلها.. علما بأن الأوضاع اليومية للمواطنين والمقيمين في إيران لم تكن في يوم من الأيام أقل بؤسا وألما من أحداث سنة 1988 فالنظام يزداد وحشية وإجراماً في مواجهة الشعب خوفاً من السقوط، والشعب ينفجر ويزداد سخطاً بشكل تصاعدي يوماً بعد يوم لكن الجديد في الأمر أن النظام يطور أساليبه الملتوية في التغطية على جرائمه أكثر من ذي قبل وكثيراً من المجني عليهم في إيران اليوم هم ضمن آلاف حالات الاختفاء القسري ومن المفقودين الذين يصعب الوصول إليهم أو إلى أية بيانات حقيقية بشأنهم.. فلِما لا تكون هناك مجازر فعلية قد حدثت في إيران منذ أواسط عقد التسعينيات في القرن الميلادي الماضي خاصة في ظل تواطئ الغرب مع ملالي إيران وجرائمهم داخل إيران وفي عموم المنطقة.

لم نرى منذ وقوع مجزرة سنة 1988 أي موقف غربي حقيقي يُدين هذه المجزرة ويُعلن أنها مجزرة إبادة جماعية ويصدر قرارا بموجبه تتم محاكمة المتورطين في تلك المجزرة وكافة الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها النظام ضد معارضيه في إيران والعراق وأوروبا.. فعلى سبيل المثال ما وقع من مجازر وجرائم ضد الإنسانية بعد سنة 2003 بحق عناصر منظمة مجاهدي خلق حينما كانوا مقيمين في العراق كانت أبشع من تلك التي حدثت داخل إيران سنة 1988 بحق قرابة 30 ألف سجين سياسي من منظمة مجاهدي خلق؛ فالذين كانوا مقيمين في العراق كانوا تحت الحماية الدولية بموجب إتفاقية جنيف الرابعة، ولم يُخفي المجرمين المنفذين لهذه المجازر والجرائم بتكليف من ملالي إيران عداوتهم للمجني عليهم وتوعدهم بالقتل وقد تلى تلك المجازر والجرائم عمليات حصار جائر ومُهلِك، وقد جرى كل ذلك في العراق تحت مرأى ومسمع الأمم المتحدة والمؤسسات الأممية الأخرى وقد كنا شهوداً على ذلك.. وبدلا من إدانة هذه المجازر والجرائم كان المسؤولون الأمميون يخرجون في وسائل الإعلام ليرحبوا بالدور الإيراني البناء في العراق، ومن هنا ووفقاً للتكتيكات التي يحدثها نظام الملالي ضد معارضيه لا أستبعد شخصياً ارتكاب نظام ولاية الفقيه مجازر مشابهة أقل أو أكبر من تلك التي ارتكبها في ثمانينيات القرن الميلادي الماضي، وما الذي يمنعه من ارتكابها لطالما كان التواطؤ الدولي قائما لصالح نظام الملالي.

مؤتمرٌ في باريس يدين جرائم النظام ويحذر من تكرار مجازر الإبادة الجماعية على يد النظام

بعد اعتقال عشرات الآلاف من أنصارها وإعدام البعض منهم علنا، وكذلك اختفاء الكثيرين، وفي ظل سياسة الاسترضاء المهادنة الغربية والتخاذل الدولي مع الشعب الإيراني وتمادي نظام ولاية الفقيه في نهجه القمعي تُجدد المقاومة الإيرانية مخاوفها من تكرار مجزرة سنة 1988 خاصة بعد هدم وتجريف مقابر الشهداء وطمس معالم وجودهم، ومحاولة طمس الأدلة المتعلقة بمجزرة سنة 1988، وما يثير القلق والاستغراب سواء لدى المقاومة الإيرانية أو لدى المهتمين بحقوق الإنسان هو أن المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة لم تعد تهتم بالحقائق التي تضمنتها تقارير مسؤوليها غير آبهة حتى بمواثيقها التي تأسست عليها وبالتالي بدت تكيل بمكيالين مكيال عدم الاكتراث عندما يتعلق الأمر بالإنسان في الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم، ومكيالٌ آخر يتماشى مع قوانينها وفكرها عندما يتعلق الأمر بمواطني الغرب أو أشخاص ضمن دائرة إهتمام الغرب، وما يثير القلق والاستغراب أيضا أن المجتمع الدولي بات يحصر خلافاته مع نظام الملالي في الملف النووي والقضايا التسليحية أما ملف حقوق الإنسان فلم يهتم به إلا على سبيل المناورة.. وإلى هذا الحد لم تعد للإنسان قيمة في هذا العالم الذي لم يتخلص من روح الشر الكامنة فيه.

د. محمد الموسوي/ كاتب عراقي