الخوف من عواقب عزلة نظام الملالي عالميًا وإقليميًا وتقييده في الوقت الراهن!
كشفت الدول الأوروبية على أنهم يسايرون أمريكا
الخوف من عواقب عزلة نظام الملالي عالميًا وإقليميًا وتقييده في الوقت الراهن! -حذرت الصين وروسيا
، وهما دولتان حليفتان لنظام الملالي في قضية الاتفاق النووي ظاهريًا، حذرتا هذا النظام من الانسحاب
من الاتفاق النووي ومن اتخاذ أي خطوات من شأنها أن تؤدي إلى إنهاء هذا الاتفاق.
ويمثل هذا التحذير مظهرًا من مظاهر عزلة نظام الملالي عالميًا. وفي وقت سابق ، حذرت الدول
الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي نظام الملالي ، بلهجة أكثر حدة، من مغبة انتهاك التزاماته نحو
الاتفاق النووي. وكشفوا له على أنهم يسايرون أمريكا في مجال الصواريخ والمجال الإقليمي.
كما ترتفع اصوات الرعب داخل نظام الملالي مرة أخرى من عواقب العزلة العالمية والإقليمية ويحذرون
النظام بشتى التعبيرات من أن الوقت ليس في مصلحته.
وقال هيرميداس باوند ، أحد العملاء السابقين لوزارة خارجية نظام الملالي ، إن أمريكا لديها ثلاثة مطالب
من النظام وهي كالتالي: أولًا: وقف إنتاج الصواريخ بعيدة المدى. ثانيًا: عدم تدخل نظام الملالي في
دول المنطقة. ثالثًا: التوقف عن دعم حماس والجهاد الإسلامي. واستطرد قائلًا: ” إذا تم التوصل إلى
تفهم حول هذه المطالب الثلاث فإن الأمريكيين يرغبون ذلك. ونصح الخبير الحكومي نظام الملالي
بضرورة تسوية المشكلات مع أمريكا على أساس المنفعة المتبادلة، حيث إن مشكلتنا هي أننا بمفردنا
في المنطقة. في حين أن المملكة العربية السعودية لديها حتى لواء عسكري في باكستان. روسيا
تستخدمنا كآلالة، ووقفت جنبا إلى جنب مع الغرب في مجلس المحافظين ومجلس الأمن وحققت
مصالحها.
كما نفى جلال ساداتيان ، سفير النظام السابق في المملكة المتحدة ، تحقيق الوسطاء بين النظام
وأمريكا أي إنجاز استراتيجي،وقال :” إن العراق والكويت وعمان واليابان وسويسرا لا يسعون إلى أن
يكون هناك تفاوض بين إيران وأمريكا وأن يصلا إلى نتيجة مثل الاتفاق النووي في حقبة اوباما”. لكنهم
يسعون إلى الحد من حدة التوترات في العلاقات بين الجانبين ، الأمر الذي أدى إلى إثارة القلق
والتهديدات للمجتمع الدولي ، وخاصة منطقة غرب آسيا “. وواصل حديثه وأقر بأن نظام الملالي هو
مصدر التوتر في المنطقة على مدار أربعة عقود واصفًا ذلك على نحو مشكوك فيه بأنه “فرق
أيديولوجي” قائلاً: “إن التوتر الذي استمر أربعين عامًا بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية كان في
حقيقة الأمر توترًا وأزمةً أيديولوجية ، ولا يتعلق الأمر بحقبة دونالد ترامب فقط. أي أن الفرق الأيديولوجي
واختلاف وجهات النظر بين طهران وواشنطن كان موجودًا على مدار أربعين عامًا”. وقد أوصى الخبير
الحكومي المذكور نظام الملالي أن يعتبر ما قاله ترامب بعدم نيته في تغيير النظام نهجًا إيجابيًا.
كما اعتبر محسن جليلي وند ، وهو خبير حكومي آخر ، – مثل أعوانه الآخرين – ما يسمى بعنصر القوة في
النظام هو السبب في الصداع الذي يعاني منه النظام. وصرح معربًا عن التشاؤم من عواقب زيارة وزير
الخارجية الألماني لإيران بأن برلين تسعى إلى اللجوء إلي العمل بسياسة العصا والجزرة تجاه طهران
تزامنًا مع زيارة هايكو ماس لطهران. يشير هنا إلى الجزرة التي تشبع امعاءه بالكاد والعصا التي من
الممكن أن تمثل تهديدًا من جانب واشنطن. إلى جانب ذلك ، ترى السيد هايكو ماس قادمًا إلى الإمارات
العربية المتحدة وربما نتابع قضية الفجيرة أيضًا. وتشير هذه القضية إلى أنه قد تم وضع برنامج أكثر
شمولية وأكبر حجمًا للأوروبيين.
وواصل محسن جليلي وند حديثه مشيرًا إلى عزلة نظام الملالي في أوروبا وأضاف: “أشار الرئيس
الفرنسي أيضًاإلى منع إيران من امتلاك السلاح النووي ، والحد من نشاطات طهران في مجال الصواريخ
الباليستية ، وتثبيط أنشطة إيران وتأثيرها الإقليمي ، وإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط باعتبارها
الأولويات الأربعة المشتركة بين فرنسا وأمريكا فيما يتعلق بالشأن الإيراني . إن هذه قضية مهمة للغاية
لأن هذه المواقف تعكس تقسيم المسؤوليات والتنسيق بين القارة الخضراء والولايات المتحدة
ضد إيران “.
وبناء عليه ، فإن نظام الملالي محاصر في فخ يُسمي اضلاعه حتى الأمس بالقدرة الصاروخية والسطلة
الإقليمية والمقاومة. ولكن المجتمع الدولي يعرف ذلك في الوقت الراهن بالطموح في التوسع ، وتهديد
السلام الإقليمي وتسليح المرتزقة بالوكالة. إن هذه هي نفس كلمات ومطالب المقاومة الإيرانية ، التي
نادت بها لسنوات عديدة كخطوة للضغط على نظام الملالي. إلا أن سياسة الاسترضاء التي اتبعتها
الدول الغربية وأمريكا وضعت حاجزًا أمام تحقيق حقوق الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية ، والآن علينا
أن ننتظر ما سيفسر عنه هذا الوضع.