الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

مشکلة النظام الايراني أکبر من أزمته مع واشنطن

انضموا إلى الحركة العالمية

مشکلة النظام الايراني أکبر من أزمته مع واشنطن

مشکلة النظام الايراني أکبر من أزمته مع واشنطن

مشکلة النظام الايراني أکبر من أزمته مع واشنطن

بقلم :  سعاد عزيز

مشکلة النظام الايراني أکبر من أزمته مع واشنطن – مع تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، والذي رافق تأسيسه مواجهة بلدان المنطقة لجملة من التهديدات المختلفة التي کانت ولاتزال مصدرها هذا النظام الذي عانى شعبه أيضا من القمع وکبت الحريات وبصورة أکبر من تلك التي کانت سائدة في النظام الملکي السابق، الى جانب إن الشعب الايراني قد بدأ يواجه أوضاعا إقتصادية صارت تنتقل من سئ الى أسوأ حتى وصل الحال به الى مستوى لم يسبق وإن واجه نظير له في التأريخ المعاصر.

 

هذا النظام وبسبب من إعتماده على نظرية ولاية الفقيه الدينية التي هي محط إختلاف بين علماء الشيعة أنفسهم، أطلق لنفسه العنان کي يتدخل في بلدان المنطقة مثلما منح نفسه الحق بقتل کل معارض له على إعتباره محاربا ضد الله، وبسبب من هذه النظرية التي هي بالاصل أساس لمشروع إقامة إمبراطورية دينية مترامية الاطراف، فقد إضطر هذا النظام ولکي يفرض مشروعه بفرض سيطرته ونفوذه على بلدان المنطقة وکذلك ليجعل من نفسه أمرا واقعا أمام الشعب الايراني أيضا، الى السعي الحثيث من أجل الحصول على الاسلحة النووية، وبکلام مبسط فإن هذا النظام لجأ دائما لمعالجة الخطأ بخطأ آخر أکبر منه، ولذلك فقد کان أمرا واردا أن يصل في نهاية المطاف الى منعطف الازمة الداخلية والخارجية الحادة.

 

الازمة الحادة القائمة حاليا في إيران بسبب الموقف الامريکي الصارم من النظام ولاسيما بعد فرض العقوبات القاسية على النظام، لايمکن أبدا أن نعزوها الى الموقف الامريکي والعقوبات المتداعية عنه، فذلك وإن کان يمثل جانبا ملفتا للنظر من مشکلة النظام، لکنه لايعتبر المشکلة کلها، خصوصا إذا ماتذکرنا ووضعنا في إعتبارنا أنه کانت هناك أوضاعا سيئة في إيران قبل الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي، والشعب کان يعاني الامرين من الاوضاع المزرية قبل وبعد الاتفاق النووي وکذلك قبل الانسحاب الامريکي من العقوبات وبعده أيضا، ولذلك فمن الخطأ الکبير ربط الاوضاع السيئة في إيران بالقوبات الامريکية وإنما يجب ربطها بسياسات النظام وبفشله الکبير في إدارتها.

 

مشکلة النظام الايراني أکبر من أزمته مع واشنطن، إذ هي مشکلته هو بحد ذاته، مشکلة النظرية الدينية التي صار من الصعب جعلها أمرا واقعا في المنطقة وإرجاع عقارب الزمن للقرون الوسطى، مشکلة الفساد المستشري في کل مکان والذي صار يعاني الشعب الايراني منه کثيرا وينظر للنظام کله کنظام فاسد خصوصا إذا ماإنتبهنا للإعتراف الهام لعلي ربيعي، المتحدث بإسم الحکومة الايرانية بتزايد کراهية الشعب الايراني وإنخفاض ثقته بالنظام الى أبعد حد بالقادة والمسٶولين الايرانيين عندما أکد في مقابلة له خلال الايام القليلة الماضية قائلا:

” يعتقد 91٪ من الناس أن الفساد من قبل المسؤولين”، وهذا مايثبت مرة أخرى منطقية وواقعية دعوة المقاومة الايرانيةNCRI لإسقاط النظام بإعتباره الحل الوحيد الحاسم للمشکلة الايرانية من الاساس.