سقوط القناع الأخير الصدر يتبرأ من أتباعه المنضمين لانتفاضة العراق !
خاص : كتبت – هانم التمساح :
سقوط القناع الأخير .. “الصدر” يتبرأ من أتباعه المنضمين لانتفاضة العراق ! – لا يمر يومًا إلا وتتضح حقيقة موقف الزعيم الشيعي، “مقتدى الصدر”، من “انتفاضة العراق” شيئًا فشيئًا.. كونه مجرد لاعب “سياسة” يريد اللعب على جميع الأطراف ومحاولة إغتنام أكبر قدر من المكاسب، خاصة مع تردده المستمر على “إيران”، التي يندد المتظاهرين بهيمنتها، وبمجرد خروج الصراع “الأميركي-الإيراني” للعلن؛ حتى أبدى نيته الحقيقية وبدأ ينقلب على إدعاءاته الثورية، بمهاجة الانتفاضة، بل ذهب إلى أبعد من ذلك وتنصل من رجاله الذين رفضوا الإنصياع للأوامر واستمروا في المشاركة في التظاهرات.
تجميد عضوية قيادي بالناصرية..
أعلن مكتب “الصدر” تجميد عضوية القيادي المقرب من قائد (التيار الصدري)، “أسعد الناصري”، والذي يُمثله في احتجاجات “الناصرية”، وذلك بسبب ما سماها “تجاوزات” صُدرت عن الأخير عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتناقلت وسائل إعلام عراقية بيانًا باسم مكتب “الصدر”، يحوي ثلاثة بنود، تقول إن “الناصري”: “يجب عليه فورًا ترك ثوار الناصرية؛ وعدم التدخل بتقرير مصيرهم لا سلبًا ولا إيجابًا”.
وبحسب البيان؛ فإن الناصري “يُعتبر مجمدًا من الآن؛ وإلى إشعار آخر، لعصيانه أوامر آل الصدر”.
وقال البيان عن “الناصري”: “كفاه تسلطًا وحبًا للدنيا”.
وختم بيان “الصدر”؛ بأن الناصري “إذا كان مضطرًا لتغيير أفكاره؛ فلا داعي للتمسك بإرتداء العمة الشريفة. ولا دخل للتيار الصدري بأفكاره”.
وغرد “الناصري”، في وقت مبكر من صباح السبت؛ عبر حسابه على (تويتر)؛ مناشدًا “أحرار العراق” لمساندة الثوار في ساحات “الاعتصام والكرامة” بكامل إمكانياتهم.
وقال: “يا أحرار العراق ساندوا الثوار في ساحات الاعتصام والكرامة بكل ما تتمكنون. فإن أحزاب القمع وميليشياتهم، قد قرروا تصفيتهم من أجل بقائهم في السلطة، وضرب كل مطالبهم بعناد واستبداد وغطرسة”.
“الناصري” يخلع العمامة : أرجو أن تعجلوا بتصفيتي !
في ردٍ على قرار “مقتدى الصدر” بتجميد عضويته في (التيار الصدري)، والطلب منه “خلع العمامة”، قال “أسعد الناصري”، أمس الأحد: “سأخلع العمامة حبًا بالعراق والناصرية والثائرين، أنا مع العراقيين، كنت وما زلت وسأبقى، أرجو الاستعجال في تصفيتيي”، ونشر “الناصري” في تغريدة، صورة له من دون العمامة، في إشارة إلى رفضه الإنصياع إلى أوامر “الصدر”، الذي طلب من أتباعه الانسحاب من التظاهرات التي يشهدها “العراق” ضد الطبقة السياسية الحاكمة والنفوذ الإيراني.
غضب الناشطون ضد “الصدر”..
وعبر ناشطون عراقيون عن غضبهم وسخريتهم من تغريدة للزعيم الشيعي العراقي، “مقتدى الصدر”، حملت عنوان: “شطحة”، والتي دعا من خلالها، العراقيين، إلى التظاهر لإخراج القوات الأميركية.
وتناول ناشطون، بالسخرية، طريقة الزعيم الديني والسياسي العراقي في كتابة تغريدته، إذ بدأت بالإشارة إلى حج المسلمين: “وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق”، وشبه التظاهرة التي يدعو لها، يوم الجمعة، بـ”فريضة الحج”.
وكتب الزعيم العراقي البارز: “موطني موطني.. الكمال والفناء في رباك في رباك الصلاح للنظام والجلاء للغزاة.. كي أراك كي أراك.. سيدًا وعاليًا”.
وأضاف في التغريدة: “حان وقت الوطن ودقت ساعة الاستقلال والسيادة فهل أنتم عاشقون للوطن ؟. يا عشاق الوطن هبوا لنصرة المعشوق”.
وغضب البعض من تفسير “الصدر” للآيات القرآنية بطريقة تخدم أغراضه، وكتب أحد المتابعين لمنشوره: “شطحاتك ما تخلص. تستخدم آية الحج حتى تشير للتظاهرات المشبوهة مالتك ؟”.
مستطردًا: “استغفر الله بعدكم تحرفون بالدين ؟!.. بعدكم تفسرون آيات الله بكيفكم وتستخدموها بكيفكم بيك ياول مقتدى بيك ؟!.. ترى آذان الوطن مرفوع صارلة ٣ أشهر، ناس قُتلت وناس ذُبحت وناس طبت مُعتقل صلت صلاااااااة ولا بالخيال”.
واتهمه مغرد بمحاولة: “التسلق على أكتاف المتظاهرين والثورة؛ لتشتيت مطالبهم أو لحصد الجهود أو لتضييع المطالب”.
قائلًا: “محاولات التسلق على أكتاف المتظاهرين والثورة لتشتيت مطالبهم أو لحصد الجهود أو لتضييع المطالب؛ متجدي بعدولو تبطل سوالف هواي أحسن سيدنا لأن ملينا ومنعرفك”.
وسخر مغرد آخر من التعبيرات الغريبة التي يستخدمها “الصدر” في تغريداته: “سيد ساعة شطحة ساعة نطحة ساعة نڤثه #شني_هايعمي عوفنا بحالنا لخاطر رب الراقصات تره المليشيات الوقحة كلها طلعت من جوه عبايتك ! عاشق الوطن هه”.
تاريخ “الصدر”.. سياسات متناقضة..
ولا يمكن أخذ قرارات وسياسيات (التيار الصدري) بعيدًا عن السياق التاريخي، إذ لطالما كانت سياساتهم في كثير من الأحيان يشوبها التناقض، ما يجعل الشارع العراقي في حالة إرتباك.
والحديث عن مواجهة ما بين (التيار الصدري) والمتظاهرين أمر مستبعد، حتى في ظل انسحاب “الصدر” من دعم المتظاهرين، إذ أن ما يقوم به لا يتعدى “اللعبة المزدوجة”، التي يمارسها، إذ أنه لطالما كان جزء من الطبقة السياسية التي دعم الاحتجاجات ضدها.
كما أن انسحاب “الصدر” من دعم المتظاهرين؛ لا يعني بالضرورة أنه أصبح في المعسكر الإيراني، إذ أنه يدعم وجود “عراق مستقل” عن جميع الأطراف والقوى الدولية.
وأشار مصدر إلى أن “الصدر” ونشأة التيار الذي يمثله؛ جاءت بهدف إيجاد تيار عراقي شيعي لا يدين بالولاء لأحد سوى “العراق”.
وتوقع المصدر أن يعود “مقتدى الصدر” إلى دعم الاحتجاجات، وأن ما قام به كان مجرد خلط للأوراق، فهو يحاول إثبات دوره الهام للمتظاهرين من جهة والقوى السياسية من جهة أخرى، ولكن إخفاقه بما أثبتته قوى الشارع، خلال اليومين الماضيين، سيفرض عليه تحركات تعيده لدعم المتظاهرين.
إرتباك الداخل العراقي..
من جانبه يرى المحلل السياسي، “مشرق عباس”، في تصريحات صحافية؛ أن موقف (التيار الصدري) يُشكل “حالة من الإرتباك” في الداخل العراقي، خاصة وأن تصريحاته الأخيرة تتزامن مع تحركاته لإحتواء الميليشيات الشيعية، سواء كانت موالية لـ”إيران” أم لا.
وأوضح؛ أن انسحاب “الصدر” من الاحتجاجات والمطالبة بخروج القوات الأجنبية من “العراق”: “ما هو إلا مناورة سياسية من أجل إحتواء الميليشيات الشيعية إلى جانبه، والتي يسعى منها إلى جر ولائها من طهران إلى العراق”.
وأشار “مشرق” إلى أن (التيار الصدري) لطالما إنتهج منهجًا متقلبًا في التعامل مع الأحداث، والذي يستجيب عادة للضغوط السياسية، سواء أكانت داخلية أم خارجية.
ويعتقد خبراء أن “الصدر” يريد أن يرسل رسالة لـ”إيران”؛ مفادها أنه قادر على قيادة الشارع العراقي، وأن أي قوة سياسية موالية لـ”إيران” لا يمكن لها أن تتجاهله، لكن “عباس” يعتقد أن المشهد الحالي لا يزال يكشف عن إرتباك حول سياسات “مقتدى الصدر”، وأن الثابت فيها أنه يسعى لجعل القرار في “بغداد” عراقيًا بالكامل وليس مدعومًا من “إيران”.
ويتوقع “عباس” ألا يكون هناك صدام بين (التيار الصدري) والمتظاهرين في الشوارع، وبعيدًا عن التصريحات، فإن “مقتدى الصدر” يدعم ما يطالب به المتظاهرين، بحكومة ورئاسة عراقية لا تدين بالولاء لـ”طهران”.
تحالف المقاومة !
وكان “مقتدى الصدر” قد عقد تحالفًا مع قوى سياسية شيعية تحت مسمى: “تحالف المقاومة”، للدعوة إلى تظاهرة مليونية ضد الوجود الأميركي في “العراق” يوم الجمعة.
وأعلن عراقيون رفضهم بشكل قاطع الإنسياق وراء دعوة الرجل، وجاء في بيان سابق للحراك الشعبي العراقي أن: “الدعوة التي تنطلق من الأرضِ الإيرانية ضد واشنطن مُسيسة ولا تصُب في القضية العراقية”.
و”الصدر”، الذي يقيم في “قم” الإيرانية، من الشخصيات التي يعتبرها العراقيون تجسيدًا للتواجد الإيراني في “العراق”.
تظاهرات مستمرة..
وتستمر تظاهرات العراقيين؛ بعد إنتهاء المهلة الممنوحة من قِبلهم للحكومة لتنفيذ مطالبهم.
وقُتل أكثر من 460 متظاهرًا وأصيب نحو 25 ألفًا آخرين، نتيجة عمليات القمع التي مارستها السلطات وعمليات القنص والقتل التي تُنفذها الميليشيات الموالية لـ”إيران” ضد المحتجين.