الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

في ظل أزمة كورونا غير المسبوقة في إيران تحت حكم الملالي

انضموا إلى الحركة العالمية

في ظل أزمة كورونا غير المسبوقة في إيران تحت حكم الملالي دور هيئة العتبات المقدسة في فيلق القدس في تصدير الإرهاب ونهب الشعب الإيراني والتحايل على العقوبات

في ظل أزمة كورونا غير المسبوقة في إيران تحت حكم الملالي

في ظل أزمة كورونا غير المسبوقة في إيران تحت حكم الملالي
دور هيئة العتبات المقدسة في فيلق القدس في تصدير الإرهاب ونهب الشعب الإيراني والتحايل على العقوبات

 

حسين داعي الاسلام

عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

 

في ظل أزمة كورونا غير المسبوقة في إيران تحت حكم الملالي – في الوقت الذي يكتسب انتشار فيروس كورونا في إيران أهمية مزدوجة بسبب نهب ثروات واقتصاد إيران على يد دكتاتورية ولاية الفقيه وقوات الحرس، تصل صيحات قادة نظام الملالي من خامنئي وروحاني حتى بقية المسؤولين الكبار والصغار للسماء، بأن العقوبات هي سبب عدم قدرتهم على حل مشكلة وقضية فيروس كورونا في إيران، ومنع انتشاره.

يأتي ذلك في الوقت الذي لا تشمل فيه العقوبات المواد الدوائية وحتى الغذائية المطلوبة لحل أزمة كورونا في البلاد من جهة، ومن جهة أخرى يرفض النظام صراحة أي اقتراحات لإرسال مساعدات دوائية ومعدات أخرى لمعالجة مرض كورونا.

حتى أنه أوقف عمل الطاقم الطبي لمنظمة الصحة العالمية في أصفهان وطردهم خارج البلاد.

لدى النظام طلب واحد فقط، وهو يقول أن كل من يريد المساعدة فعليه دفع الأموال نقداً فقط، الأمر الذي يلقي بظلال الشك على نية الملالي في استخدامه لمحاربة مرض كورونا وحل مشاكل الناس، ذلك لأن ما يحتاج إليه الناس الآن هي الأدوية والمتطلبات الطبية.

وفقًا للمعلومات التي جمعتها مصادر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ، فإن نظام الملالي، وخاصة مؤسسات خامنئي، ليس لديهم نقص في الأموال اللازمة لحل الأزمة على الإطلاق، ولديهم أصول وأموال ضخمة لا يريدون إنفاقها من أجل حل مشاكل الناس، بل يريد الملالي، وباعتراف خامنئي شخصياً، أن يحولوا تهديد فيروس كورونا لفرصة من أجل إلغاء العقوبات وفرصة للخروج من المأزق والأزمة الدولية من أجل حماية حكمهم والحفاظ عليه.

إحدى المؤسسات التابعة لخامنئي، التي تمتلك أموال واستثمارات ضخمة، ويقوم نظام الملالي من خلالها بسلب ممتلكات وثروات الشعب وتجاوز العقوبات، هي مؤسسة تسمى “هيئة العتبات المقدسة”.

وهي أحد الأجهزة التابعة لقوة القدس التابعة لقوات الحرس، والتي تقوم تحت غطاء المراكز المقدسة في دول المنطقة بتنفيذ النشاطات الإرهابية وتنظيم وتوجيه المليشيات المرتبطة بها من ناحية، ومن ناحية أخرى تتحايل على العقوبات.

وقد أدرجتها وزارة الخارجية الأمريكية مؤخراً على قائمة العقوبات.

نتناول في هذا التقرير دور هذه الهيئة ورئيسها ومديرها الأساسي العميد حسن بلارك في تصدير الإرهاب ونهب ممتلكات وثروات الشعب الإيراني والتحايل على العقوبات:

من هو العميد الحرسي حسن بلارك؟

ولد العميد الحرسي حسن بلارك في عام ١٩٦١ في نوق التابعة لمدينة رفسنجان في محافظة كرمان.

وفي عام ١٩٧٩ دخل لصفوف قوات الحرس وشارك بشكل مباشر في قتل أهالي كردستان.

ومن ثم شارك في حرب الثماني سنوات بين إيران والعراق، بصفته مسؤول التجهيز والدعم جنوب شرق البلاد.

وبعد نهاية الحرب تولى أيضا قيادة هيئة الدعم شرق البلاد من عام ١٩٩٣ حتى عام ١٩٩٧. (ذات الفترة الذي تولى فيها قاسم سليماني قيادة شرق البلاد).

ومنذ عام ١٩٩٧ انتقل حسن بلارك لقوة القدس بالتزامن مع تولى قاسم سليماني القيادة، وكان له دور قيادي داخل قوة القدس ويتولى نشاطات إرهابية داخلها حتى عام ٢٠٠٩.

ومنذ عام ٢٠٠٩، وبناء على قرار من خامنئي، تولى حسن بلارك رئاسة هيئة إعادة إعمار العتبات المقدسة، وحتى عام ٢٠١٩ بقي في هذا المنصب.

وخلال تلك الفترة تولى حسن بلارك العديد من المناصب في الشركات والمؤسسات الاقتصادية التابعة لقوات الحرس.

في يوليو ٢٠١٩، قام قاسم سليماني بترقية العميد الحرسي حسن بلارك من رئاسة لجنة إعادة إعمار العتبات المقدسة ليصبح المستشار والمساعد الخاص لقائد قوة القدس مع الاحتفاظ بمنصبه في الإشراف على مشاريع العتبات المقدسة.

بعد هلاك المجرم قاسم سليماني وابو مهدي المهندس في ٣ يناير ٢٠٢٠، قال حسن بلارك في مقابلة له مع وكالة أنباء فارس في ٩ فبراير ٢٠٢٠ أنه منذ فبراير ١٩٨٠ حتى عام ٢٠١٩، أي لمدة أربعين عاماً، كان من بين قادة قوات الحرس المقربين من قاسم سليماني.

و كان له علاقات مقربة مع ابو مهدي المهندس (قائد كتائب حزب الله العراقي).

وقد أظهر في هذه المقابلة صورا له مع قاسم سليماني وابو مهدي المهندس اللذان قتلا سوية في العراق على يد القوات الأمريكية.

 

 

 

كيف تأسست هيئة العتبات المقدسة؟

في مقابلة أجريت في 25 يناير 2016، أوضح العميد الحرسي ”حسن بلارك“ أنّ تشكيل هذه اللجنة ودخولها العراق وقتما غزت القوات الأمريكية العراق في مارس 2003، وقال بلارك في هذه المقابلة: “غزا الأمريكيون العراق للإطاحة بصدام حسين، ومن الطبيعي أن هدف إيران كان الإطاحة بصدام أيضًا، ولذلك انتهزنا الفرصة ودخلنا الساحة العراقية، وبدأنا في إعادة إعمار العتبات المقدسة، وبعد أشهر قليلة من الإطاحة بصدام حسين، سيطرت القوات الشعبية العراقية وفيلق بدر والمجلس الأعلى الإسلامي وقوات سيد الشهداء وحزب الدعوة الإسلامي الذين كانت قاعدتهم في إيران؛ على الميدان”.

وبالإضافة إلى قاسم سليماني، فإن مكتب الولي الفقيه أيضًا له تأثير كبير على “لجنة إعادة إعمار العتبات المقدسة “، حيث شارك في تشكيل هذه اللجنة ممثل الولي الفقيه في قوة القدس، وممثله أيضاً في لجنة إعادة إعمار العتبات المقدسة ومساعد الشؤون الدولية في مكتب قائد الجمهورية الإسلامية ورئيس مجلس وضع سياسة أئمة الجمعة ورئيس هيئة الأوقاف والشؤون الخيرية الإيرانية؛ وجميعهم من المعينين بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل مكتب خامنئي.

دور هيئة العتبات المقدسة في التدخلات العدوانية والإرهابية في العراق وسوريا

لجنة إعادة إعمار العتبات المقدسة، هو اسم للتغطية على وجود قوة القدس في العراق التي أدخلتها قوات حرس الملالي في العراق بشكل مدروس، منذ سقوط الحكومة العراقية السابقة في عام 2013، وبسوء استغلال اسم كبار أئمة الشيعة أوجدت الغطاء على تواجد قوة القدس الإرهابية في هذا البلد على مدى السنوات الـ 16 الماضية.

وتمكنت قوات حرس الملالي من تكثيف تواجدها في العراق تحت غطاء لجنة إعادة الإعمار، وتمكنت القوات الإرهابية التابعة لقوة القدس تحت هذا الغطاء أيضًا من إدخال الأسلحة والمتفجرات ونشر القوات بين إيران والعراق، كما أنّ قوات حرس الملالي استغلت العراق للتحايل على العقوبات الدولية على نظام الملالي تحت غطاء الأنشطة الاقتصادية لهذه اللجنة .

ويمتلك العميد الحرسي ايرج مسجدي أحد أرفع قادة قوة القدس، والسفير الحالي للنظام في العراق، علاقات مقربة ونشاطات مع لجنة إعادة إعمار العتبات المقدسة والعميد الحرسي حسين بلارك، ويستخدمها في سبيل المضي قدماً بأهداف قوة القدس في العراق من خلال استخدام غطاء هذه اللجنة.

هذا الجهاز التابع لقوة القدس، الذي ينشط في مدن عراقية مختلفة مثل النجف وكربلاء وكاظمین والكوفة وسامراء ومصيب ومدينة بلد التابعة لسامراء، بدأ نشاطاته في سوريا منذ عام ٢٠١٤ ولديه مكتب مستقل في سوريا حاليًا، حيث عين حسين بلارك في عام ٢٠١٨، علي رضا اكبري كمسؤول عن لجنة إعادة إعمار العتبات المقدسة في سوريا.

وينشط تحت غطاء إعادة إعمار المواقع الدينية في هذا البلاد، فيما توفر هذه الهيئة غطاءً مناسباً لتواجد قوات القدس في سوريا بعد انتهاء ظروف الحرب.

في يوليو ٢٠١٩، قام قاسم سليماني بتعيين حسن بلارك، بالأصالة المناصب الأخرى التي يمتلكها، في منصب رئيس هيئة عقد مراسم الأربعينية في العراق.

وخوفاً من انتفاضة الشعب العراقي، قامت قوات الحرس بعدة إجراءات قمعية واسعة وغير مسبوقة في مراسم الأربعينية.

وفقا للتقارير الواردة من داخل قوات الحرس، قامت قيادة قوات الحرس بإرسال أعداد هائلة من قوات الحرس والباسيج مختلف محافظات إيران للعراق.

وقد تم إرسال قسم من قوات الحرس في كل منطقة، بشكل رسمي وعلى شكل دوريات جوالة تحت غطاء إرساء الاستقرار والأمن.

وقد استقر هؤلاء الأشخاص في أماكن متفرقة في مدن كربلاء والتحف. وقد دخل عدد من موظفي قوات الحرس العراق تحت غطاء تقديم الخدمات وتوجيه وهداية قوافل الحجاج.

وقد شاركت القوات المرسلة من قبل قوات الحرس في قتل وقمع الشعب العراقي بشكل مباشر.

دور هيئة العتبات في نهب أموال الشعب الإيراني والتحايل على العقوبات:

أنشأت قوات الحرس شركات متعددة من أجل تنفيذ المعاملات الاقتصادية والتحايل على العقوبات، حيث أن حسن بلارك وابنه المدعو محمد بلارك هم رؤساء وأعضاء مجلس الإدارة لتلك الشركات.

 

على سبيل المثال، في شركة “لجنة إعادة إعمار العتبات المقدسة” حسين بلارك هو رئيس مجلس الإدارة، ومسعود شوشتري بوسني المدبر التنفيذي، وجمشبد غلام حسيني غودرزي وقاسم سراجان دهكرد ومحمد كريمي مهر ابادي وخدايار صبور هم بقية أعضائها.

وفي شركة كوثر نبوت لإعادة الإعمار، حسين بلارك هو رئيس مجلس الإدارة، وماشاء الله بختياري المدير التنفيذي، ومحمد رضا شهاب الدين شهميرزادي ويوسف افضلي هم بقية أعضائها.

بعض الشركات الأخرى التي يتولى حسين بلارك إدارتها تشمل الشركات التالية: الشركة الاستثمارية الفكر الاستثماري الفريد، وشركة برديس سبز ملل، وشركة الاستثمار من المناجم والمعادن، وشركة أميد لتطوير الصناعات المعدنية، وشركة بهنة طهران لتطوير المعادن.

أحد المشاريع المهمة للجنة إعادة إعمار العتبات المقدسة في العراق هو مشروع “صحن حضرة فاطمة الزهراء” إلى جانب ضريح ومرقد سيدنا علي عليه السلام في العراق، وتسمى ثاني أكبر بناء إسلامي مسقف، حيث كانت الميزانية الأولية لها في عام ٢٠١١ تعادل ٧٠٠ مليار تومان (٥٨٠ مليون دولار).

وقد انتهى القسم الأول من هذا المشروع في عام ٢٠١٦، وتستمر أعمال البناء في الأجزاء الأخرى.

هذا المشروع هو مثال واحد فقط على مجموعة المشاريع والإنفاقات الضخمة لقوات الحرس تحت غطاء هيئة إعادة إعمار العتبات في العراق.

تعد لجنة إعادة إعمار العتبات المقدسة مثالاً على الشركات الكبرى التابعة لقوات الحرس، في حين أن نظام الملالي لا يوفر أقل الإمكانات لتأمين المتطلبات الطبية للشعب الإيراني في مواجهة مرض كورونا، لكن عندما يتعلق الأمر بالمشي قدماً بمخططاته في تصدير الإرهاب والتطرف الدیني ينفق كل أموال الشعب الإيراني وذلك ليحمي ويحافظ على بقاء دكتاتورية الملالي بهذا الشكل.

الجدير بالذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية قد فرضت عقوبات في تاريخ ٢٦ مارس على مسؤولي وأجهزة هيئة العتبات المقدسة المرتبطة بقوة القدس.

إجراء ضروري قد تم تنفيذه بعد تأخر طويل.

وجاء في قسم من بيان موقع وزارة الخارجية الأمريكية: “بالإضافة للنشاطات الشريرة الأخرى، ارتكبت هذه المؤسسات وهؤلاء الأشخاص أو دعموا الأنشطة التالية:

التهريب المالي عبر ميناء أم قصر العراقي؛ وغسيل الأموال من خلال شركات الواجهة العراقية؛ وبيع النفط الإيراني للنظام السوري؛ وتهريب الأسلحة إلى العراق واليمن؛ وتعزيز جهود الدعاية في العراق نيابة عن قوات الحرس وميليشياته؛ وكذلك إرهاب الساسة العراقيين واستخدام الأموال والتبرعات العامة المقدمة لمؤسسة دينية ظاهرية لتكميل ميزانيات قوة القدس وقوات الحرس.

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان لها في ٢٦ مارس إن “إيران تستخدم شبكة من الشركات التي تعمل واجهة لتمويل جماعات إرهابية في أنحاء المنطقة، وتحول الموارد بعيدا عن الشعب الإيراني، لتعطي أولوية

لوكلائها الإرهابيين على حساب الحاجات الأساسية لشعبها”.

 

 

Verified by MonsterInsights