الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

كورونا: المحك لعدم كفاءة نظام قروسطي والمأزق المميت للملالي في إيران

كورونا: المحك لعدم كفاءة نظام قروسطي والمأزق المميت للملالي في إيران

 

كورونا: المحك لعدم كفاءة نظام قروسطي والمأزق المميت للملالي في إيران

 

 

كورونا: المحك لعدم كفاءة نظام قروسطي والمأزق المميت للملالي في إيران – كشف المنحدر الحاد لتفشي وباء كورونا في إيران النقاب مرة أخرى عن احتيالات وأكاذيب الآلة الدعائية الحكومية وأجبر صغار وكبار المسؤولين الحكوميين على الاعتراف بفشلهم وعجزهم عن مكافحة هذا الوباء المميت.

 

مفاد الإحصاءات

في يوم الخميس الموافق 9 يوليو 2020، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة أن عدد الضحايا بلغ 221 شخصًا خلال الـ 24 ساعة الماضية. ويشير هذا الرقم إلى زيادة تربو عن 44 في المائة مقارنة بالرقم المعلن عنه في اليوم السابق. وتعيش 19 محافظة في وضع منذر بالخطر، حيث يعاني 3324 مصابًا بفيروس كوفيد-19 في الوقت الراهن من حالة صحية متدهورة.

 

وكتب موقع “خبر فوري” الحكومي: ” إن وباء كورونا قنبلة موقوتة في طهران ستنفجر في القريب العاجل، حيث أن وضع كورونا في طهران يزداد سوءًا كل يوم”.

 

وصرح رئيس جامعة تبريز للعلوم الطبية مشيرًا الى أنه يتم اكتشاف 500 مريضًا بفيروس كوفيد-19 يوميًا في أذربيجان الشرقية؛ بأن 801 شخصًا يعالجون في مستشفيات المحافظة في الوقت الراهن، من بينهم 127 شخصًا يتنفسون بمساعدة أجهزة التنفس الصناعي ويعانون من حالة صحية متدهورة “.

 

مراسل التلفزيون الحكومي: من المؤسف أن كل 9 دقائق يتوفى مريض بفيروس كورونا في الوقت الراهن.

 

وكالة “إيسنا” للأنباء: “أظهرت دراسة لإحصاءات وزارة الصحة أنه خلال الأيام الـ 10 الأخيرة (من 30 يونيو إلى 9 يوليو)، أصيب في إيران كل ساعة 105 شخصًا بفيروس كوفيد-19 وتوفى منهم حوالي 7 أشخاص في المتوسط”.

 

ويقول المسؤولون في جامعة أصفهان للعلوم الطبية إن عدد الوفيات المؤكدة والمشتبه بها بفيروس كورونا في المحافظة يبلغ منذ البداية حتى الآن ما يربو عن 1800 شخصًا. 

 

ويقول محافظ البرز: “إن عدد المرضى المصابون بفيروس كورونا، والذين يتلقون العلاج بالمستشفيات والوفيات الناجمة عن هذا المرض يزداد باطراد بين الشباب على وجه التحديد”.

 

 لماذا تفشى فيروس كورونا في إيران ووصل إلى الذروة مرة أخرى؟

تحاول الحكومة إلقاء اللوم على المواطنين وتتهمهم بعدم اتباع البروتوكولات الصحية، ولكن ما هي الحقيقة؟

 

إن الإحصاءات التي أعلنت عنها المتحدثة باسم وزارة الصحة، إلى جانب اعترافات نمكي في اليوم السابق بفشل نظام الملالي في مكافحة وباء كورونا، والاعتراف بأن السبب في تفشي هذا الوباء ووصوله إلى الذروة في هذا الأيام هو استئناف العودة إلى العمل، وأن العودة إلى العمل لا ترجع إلى جهلنا، بل ترجع إلى تفضيل الاقتصاد على أرواح أبناء الوطن، وهي اعترافات تظهر موقف الحكومة المتضارب تجاه فيروس كورونا. بمعنى أن الحكومة اعترفت بطريقتها الخاصة أن السبب الرئيسي في تفشي الوباء مرة أخرى هو استئناف العودة إلى العمل ورفع القيود.

 

ثم أدلى زالي، رئيس مقر مكافحة كورونا في طهران باعتراف بالغ الأهمية، قائلًا: ” إن طهران لم تشهد على الإطلاق حالة منذرة بالخطر من تفشي وباء كورونا ووصوله إلى ذروته بسبب خطأ استراتيجي”. ويقصد من ذلك أن طهران كانت ولا تزال تعيش حالة منذرة بالخطر بناءً على إيضاحات الحكومة نفسها، بيد أن نظام الملالي لم يعلن عن أن طهران تعيش هذه الحالة لأسباب سياسية، لذا لم يأخذ هذا النظام الفاشي في الاعتبار تطبيق القيود التي فرضها على إعادة فتح الأماكن العامة في طهران أسوة بالمحافظات التي تعيش في حالة منذرة بالخطر، وهذا الأمر في حد ذاته أدى إلى تفشي الوباء في طهران بشكل غير مسبوق.

 

وتسعى الحكومة حاليًا إلى إجبار المواطنين على ارتداء الأقنعة في الأماكن العامة بالتهديد. والجدير بالذكر أن وسائل المواصلات العامة تعتبر إحدى البؤر الرئيسية لتفشي وباء كورونا، حيث أنه من غير الممكن مراعاة التباعد الاجتماعي فيها، كما أن الحكومة لم تتخذ أي خطوة لزيادة عدد هذه المركبات.

وتعد محطات مترو الأنفاق وعرباته المكدسة بالمسافرين من أخطر الأماكن التي يتعرض فيها المواطنون في طهران للإصابة بفيروس كورونا. كما أن الوضع في الحافلات وسيارات الأجرة ليس بأفضل من مترو الأنفاق.

 

ويؤكد فرنوش نوبخت، المدير التنفيذي لشركة تشغيل مترو الأنفاق في طهران، أنه على الرغم من انخفاض عدد ركاب المترو، وعلى الرغم من أن المترو يعمل بكامل طاقته، بيد أنه بسبب النقص في عدد القطارات، فإنه من غير الممكن مراعاة التباعد الاجتماعي. ( وكالة “إيلنا” للأنباء).

 

 تفشي وباء كورونا والرعب من اندلاع الانتفاضة

وكما كان متوقعًا، فإن السبب في رفع القيود مبكرًا هو الخوف من الانتفاضة الشعبية، وليس انتهاء الجائحة:

واعترف نمكي في 8 يوليو 2020 ، قائلًا: ” ليس صحيحًا أننا لا ندرك أن استئناف العودة إلى العمل سوف يرفع عدد المصابين بالوباء، فالحقيقة هي أن ضعفنا وتفضيلنا لاقتصاد لا قوة له ولا جاذبية أكثر من ذلك على أرواح أبناء الوطن هو الذي دفعنا لذلك. والقضية الخطيرة هي أن الناس يتجهون بقوة نحو الانتفاضة بسبب الفقر والعوز”.

 

وقال الخبير محبوب فر، عضو المقر الحكومي لمكافحة كورونا: إن الحكومة تبنت استراتيجية سلامة القطيع إلى جانب استئناف العودة إلى العمل على نطاق واسع، وزجت بالناس في حقول ألغام كورونا للحيلولة دون استئناف احتجاجات 2018 و 2019″.

 

 مسؤولو الحكومة في ورطة

في ظل وصول الأزمة إلى ذروتها الآن، فهل يجرؤ مسؤولو الحكومة على فرض القيود مرة أخرى؟

قال محسن هاشمي، رئيس مجلس مدينة طهران، يوم الخميس الموافق 9 يوليو 2020، معربًا عن مخاوفه من تفشي فيروس كورونا في إيران : ” قد يكون من الضروري فرض عطلة لمدة أسبوعين في العاصمة طهران مماثلة لعطلة النوروز”.

 

وذكرت وكالة “إيلنا” للأنباء أن وزارة الصحة طلبت من المواطنين تجنب السفر إلى بعض المحافظات، مثل محافظة مازندران.

وحول وضع كورونا في العاصمة طهران، قال عضو آخر في مجلس إدارة مجلس مدينة طهران: ” نظرًا للظروف المقلقة للغاية بسبب تفشي فيروس كوفيد-19 في طهران، يجب على المقر الوطني لمكافحة كورونا أن يستأنف فرض القيود على العاصمة طهران وتنفيذها بشكل أكثر صرامة.

 

 ويبدو أن المسؤولين الحكوميين ليس لديهم حل شامل لهذا الوضع الحرج، وهم الخاسر الأكبر في هذا المشهد. فماذا سيفعلون مع جيش الجياع إذا استأنفوا فرض القيود؟ وإذا لم يفعلوا شيئًا تجاه كارثة الزج بأبناء الوطن في أتون كورونا فعليهم أن يتحملوا المزيد من الغضب العارم للشعب، وهذا هو ما يطلق عليه “المأزق المميت”.