المواطنون الإيرانيون لا ينخدعون بالدعاية البهلوانية للمسؤولين- إن دراسة الوضع الاجتماعي المتصاعد في إيران، منذ انتفاضة عام 2009، من شأنه أن يلفت انتباهنا إلى العديد من الإنجازات الهامة.
خلال تلك الفترة، حدثت عدة انتفاضات على مستوى البلاد: ديسمبر/ كانون الأول 2009، ديسمبر/ كانون الأول – يناير/ كانون الثاني 2017-2018 ، نوفمبر/ تشرين الأول 2019، بالإضافة إلى تلك الانتفاضات المهمة، حدثت العديد من الاحتجاجات الأخرى، والتي لا تقل أهميتها عن هذه الانتفاضات الثلاث على مستوى البلاد، مثل انتفاضتي سراوان وخوزستان.
عند إلقاء نظرة عامة على منحنى سلسلة الانتفاضات هذه، توصل المراقبون إلى بعض الاستنتاجات:
في هذه السلسلة من الانتفاضات الوطنية وغيرها من الاحتجاجات الصغيرة التي نفذتها طبقات مختلفة من الشعب، كانت هذه الحركات تهدف إلى قضايا معيشية أو بسبب النتيجة التي أسفرت عنها الانتخابات، لكنهم جميعًا غيرّوا مساراتهم من مثل هذه المطالب إلى دعوات للإطاحة بالملالي وتغيير النظام.
استهدف المواطنون على وجه التحديد رأس النظام، المرشد الأعلى ( علي خامنئي)، وقواته القمعية، وقوات حرس نظام الملالي، وكذلك وزارة الاستخبارات سيئة السمعة في النظام.
كانت السمة المشتركة لجميع الاحتجاجات والانتفاضات جميعًا هي التوسع السريع من الأماكن والطبقات المحدودة إلى الشعب بأكمله في جميع أنحاء البلاد. على عكس ما حاول النظام إظهار أن هذه الاحتجاجات هي مجرد احتجاجات عرقية. وهذا يدل على أن الشعب الإيراني هو شعب سياسي بشكل عميق، وأن نضاله من أجل السياسة وليس فقط من أجل المطالب الاقتصادية والمعيشية.
المواطنون الإيرانيون لا ينخدعون
ردّت الحكومة على جميع الاحتجاجات بالقوة والتعذيب والإعدام، وقطع الإنترنت وغيرها من المنابر الإعلامية العامة.
الشيء الآخر الذي تغير مع مرور الوقت هو أن الاحتجاجات أصبحت أكثر تنظيماً وكما شهدنا في احتجاجات نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، على الرغم من توسعها بشكل كبير، إلا أنه لم يتم مهاجمة أو تدمير أي من الممتلكات الخاصة للناس والمراكز الأخرى مثل محلات السوبر ماركت، بينما الأماكن الوحيدة التي تعرضت للهجوم هي قواعد النظام ومحطاته ومبانيه.وهذا أكثر ما يخشاه النظام لأنه يظهر أن الشعب يسعى لإسقاط النظام رغم الجوع والفقراء.
أحد إنجازات هذه الاحتجاجات هو إجبار النظام على إزالة قناعه المخادع باسم الإصلاحيين في اختيار واحد من أشهر الشخصيات في إيران، إبراهيم رئيسي، المعروف باسم “جزار طهران” كرئيس للنظام. .
هذه علامة واضحة وضوح الشمس على أن النظام في طريقه للسقوط، وليس أمامه خيار آخر سوى الاستعداد للمواجهة النهائية مع الشعب.
جمعت صحيفة “شرق” اليومية الحكومية جميع فصائل النظام تحت اسم “مؤمني جمهورية الملالي” واعترفت بأنه لا يوجد أحد منهم لديه القدرة على إجراء أي تغييرات، وكتبت:
“إن قرب المنتقدين المحليين من القضايا السياسية والاقتصادية في البلاد والوعي بمطالب الناس قد منحهم الاعتقاد بأنه من خلال تعويض أخطائهم الماضية، يمكن أن يصبحوا صوت الشعب مرة أخرى.”
احتوى هذا المقال على رأي مثير للاهتمام حول الفصيل القيادي وهو الفصيل الأساسي المرتبط بالمرشد الأعلى:
“في الأوقات بين هذه الحركات، يعتقد المتشددون، بأجنحتهم الحرة والثقة بالنفس المستمدة من الدولة والسلطة البرلمانية، أنهم قادرون على تثبيت الوضع وتقوية مواقفهم من خلال القضاء على المنافسين والمعارضين وطردهم بشكل كامل، وبقيود سياسية واجتماعية واعتمادًا على حقيقة أنه في حالة غياب الهيمنة يمكنهم إقناع الناس بتولي السلطة. أكثر من رغبتهم في أن يكونوا صوت الناس، فهم يحاولون إيجاد طرق للسيطرة عليهم.”
في الانتخابات الرئاسية لعام 2021، أظهر الشعب للنظام أنهم قد تمكنوا من اجتياز جميع الأجنحة الحكومية فيما يتعلق بجعل أركان النظام من طيف واحد سيصبح هذا المسار والاتجاه أكثر وضوحًا بمرور الوقت.