تقرير: رأي الخبراء المتفجرات حول التفجير الفاشل في 2018 لتجمع ” إيران الحرة”
نظرت أحد محاكم أنتويرب البلجيكية، يوم الخميس الماضي، في قضية الاستئناف الخاصة بثلاثة عملاء إيرانيين حاولوا تفجير تجمع “إيران الحرة” في باريس عام 2018. خلال تلك الجلسة، أدلى اثنان من خبراء المتفجرات بشهادتيهما. ألقت شهادات هؤلاء الخبراء الضوء على الأبعاد المروّعة للضحايا المحتملين في حال انفجرت تلك القنبلة.
وسلّطت جلسة المحاكمة يوم الخميس الضوء مرة أخرى على الدوافع غير الإنسانية والإجرامية لهذا التفجير الفاشل. تمت العملية بأمر من المرشد الأعلى لنظام الملالي، علي خامنئي، وكان الهدف الأساسي هو السيدة مريم رجوي رئيسة المقاومة الإيرانية المنتخبة بالإضافة إلى من المشاركين الآخرين في تجمع “إيران الحرة”.
وبحسب إفادات الخبراء، فقد تم تصنيع تلك القنبلة في العاصمة طهران. كان الدبلوماسي الإيراني الإرهابي أسد الله أسدي قد نقل القنبلة من إيران إلى النمسا باستخدام طائرة تجارية في 22 يونيو/ حزيران 2018. كان أسدي قد قم بتسليم تلك القنبلة إلى نسيمه نعامي وأمير سعدوني في 28 يونيو/ حزيران 2018. نجحت السلطات الفرنسية في مصادرة تلك القنبلة من سيارة الزوجين في 30 يونيو/ حزيران 2018. وفيما يلي التفاصيل الفنية للقنبلة.
نظرة عامة على التقييم الفني للقنبلة
1- كان الهيكل الخارجي للقنبلة احترافيًا للغاية، الامر الذي يشير إلى تصميمها من قبل خبراء المتفجرات التابعين لنظام الملالي.
2- احتوت القنبلة على 596 جراماً من مادة TATP المتفجرة. بلغ حجم القنبلة حوالي 832 سم3، كما حددتها حسابات دقيقة من قبل خبراء الشرطة البلجيكيين.
3- خلافًا لادعاءات المتهمين، تم تصميم هيكل القنبلة لزيادة كمية الشظايا التي يطلقها الانفجار وزيادة تأثيره المميت.
4- انفجرت العبوة بشكل جزئي أثناء تفكيكها مما أدى إلى إصابة ضابط شرطة كان يقف على بعد 80 متراً. ولو كانت القنبلة قد انفجرت بالكامل، لكان حجم الضرر أكبر بكثير.
5- حسب التقدير الدقيق لخبراء الشرطة، كان من الممكن أن يكون الانفجار قاتلا لمسافة تصل إلى 53 مترًا.
لذلك، بما أن المكان المستهدف كان مزدحمًا للغاية، كان من الممكن أن يؤدي انفجار القنبلة إلى سقوط مئات القتلى والجرحى. كان من الممكن أن تزداد الخسائر بسبب الفوضى الناتجة ومحاولة الناس مغادرة المكان. كان من الممكن أن يتحول القصف إلى أكبر كارثة إنسانية في أوروبا في القرن الحادي والعشرين.
شهادة خبراء المتفجرات
خلال جلية الاستئناف لثلاثة من شركاء أسد الله أسدي، استمعت المحكمة إلى اثنين من خبراء المتفجرات حول مدى الآثار المدمّرة للقنبلة.
رفض أسد الله أسدي استئناف الحكم، وقبل عمليًا عقوبة السجن لمدة 20 عامًا ولم يحضر الجلسات السابقة. حاول زملاؤه التقليل من دورهم في المؤامرة من خلال الاستئناف، وزعموا حتى أن القنبلة التي كانوا يحاولون تفجيرها لم يكن لها قوة تدميرية كبيرة. لذلك استدعت المحكمة خبيرين لفحص الادعاءات.
إفادة أحد أخصائيي المتفجرات من ألمانيا
ظهر خبير ألماني لأول مرة كشاهد في المحكمة وأجاب على أسئلة القاضي ومن ثم محامي المتهمين ومحامي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وغيرهم من المدّعين.
وأكدّ الخبراء الألمان أن موجة الانفجار تعتمد على وزن القنبلة وحجمها، وأشاروا إلى إصابة شرطي أثناء تفكيك القنبلة رغم المسافة البعيدة.
كما أكدّ الخبراء أنه لو انفجرت القنبلة لكانت أجزائها تصرفت كالرصاص كدليل على أن القنبلة صنعت بطريقة احترافية. كما أشار إلى أن أجزاء القنبلة مصممة لزيادة عدد الضحايا وأن موجة الانفجار قد تكون قاتلة.
شهادة أخصائي متفجرات من بلجيكا
ذكر خبير آخر من بلجيكا أن القنبلة كانت قنبلة احترافية بشكل كبير. وقال إن كاميرا الروبوت المستخدم في إبطال مفعول القنبلة تم تدميرها رغم أن الروبوت مصمم لمقاومة الانفجارات. إلى جانب الكاميرا الخاصة به، تم أيضًا تدمير أحد مقابض الروبوت والتي لايمكن إصلاحها على الاطلاق.
كما أكدّ أن القنبلة انفجرت “جزئيًا”. وأنها لو كانت انفجرت بالكامل، كان من الممكن أن يكون هناك المزيد من الضرر. وذكر الخبير البلجيكي أن لديهم بيانات وأدلة تقودهم إلى استنتاج أن القنبلة صنعت بطريقة احترافية. وأضاف أن المواد المستخدمة أظهرت أن المصممين يعرفون جيدًا ما يفعلونه.
على سبيل المثال، تم وضع البطارية بطريقة معينة، بحيث تكون جميع المكونات معًا. وأشار الخبير إلى أنه كان من الممكن تدميرها أثناء الانفجار، وهذه علامة أخرى على أن القنبلة صنعت بطريقة احترافية.
عندما سأل القاضي الخبير عمّا إذا كان بإمكانه تأكيد أن القنبلة صنعت بطريقة احترافية، قال: “نعم. الشخص الذي صنع القنبلة كان خبيرًا في صنع القنابل. هذا صحيح فيما يتعلق بجهاز التحكم عن بعد. يمكن للمرء أن يخطئ في ذلك مع جهاز التحكم عن بعد لفتح باب المرآب. لكن في الحقيقة لم يكن من السهل على الاطلاق التعرف على جهاز التحكم عن بعد الخاص بالقنبلة”.
احتوت القنبلة على 596 جرامًا من مادة TATP المتفجرة. كما بلغ حجم القنبلة 832 سم3، وذلك وفقًا لما حددّته حسابات دقيقة من قبل خبراء الشرطة البلجيكيين. وأكدّ الخبير البلجيكي أنه بمجرد انفجار القنبلة، كانت ستخلق كرة نارية تحرق كل شيء في محيطها. وأضاف: “الطريقة التي نحسب بها هي أن لدينا برنامجًا يحسب الأرقام، كما أن لدينا جدول يستخدمه الجيش الأمريكي”.
قال أيضا أنه إذا انفجرت القنبلة، فقد يكون لها تأثير مميت في دائرة نصف قطرها 53 مترًا. وأكدّ الخبير أن ضابط شرطة يقف على بعد 80 مترا من القنبلة أصيب بعدد من الجروح. هذا كله مع العلم أن القنبلة لم تنفجر بالفعل.
كيف تم حمل القنبلة وإخفائها؟
وبحسب الوثائق الموجودة بالملف، كانت القنبلة موضوعة في بطانة حقيبة نسائية كانت تحملها نسيمه نعامي. كانت الحقيبة موضوعة داخل سيارة الزوجين، وتم وضع جهاز التحكم عن بعد داخل حقيبة مكياج.