رحلة رئيسي القادمة إلى روسيا: رهان خاسر
وفقًا لوسائل الإعلام الحكومية الإيرانية، من المقرر أن يلتقي رئيس النظام، إبراهيم رئيسي، بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في الأيام المقبلة لتمديد الاتفاقية التي تبلغ مدتها 20 عامًا مع موسكو.
كتبت صحيفة فرهیختگان الحكومية في 1 يناير/ كانون الثاني 2022: “سيغادر الرئيس إلى موسكو في 19 يناير/ كانون الأول بدعوة من الرئيس بوتين”.
وتأتي الرحلة فيما انتقد الإعلام الرسمي والعديد من مسؤولي النظام، بمن فيهم بعض الضباط السابقين في قوات حرس نظام الملالي، موقف موسكومن النظام، في العديد من المناسبات المختلفة.
ونقلت صحيفة “أرمان” اليومية الحكومية عن حسين علي، القائد السابق للقوات الجوية في قوات حرس نظام الملالي، قوله في 2 يناير / كانون الثاني: “لم يحدث أن نظرت موسكو إلى إيران كحليف استراتيجي”. لطالما استخدمت روسيا إيران كورقة ضغط في حل مشاكلها مع الولايات المتحدة. كما أن روسيا تعتبر منافسة قوية لإيران في مجال النفط والغاز، بالإضافة إلى رفضها تصدير الغاز الإيراني إلى أوروبا لأنها تعتبره سوقًا لها.
وعادة ماكانت روسيا تصوت ضد البرنامج النووي لنظام الملالي في مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى أن معظم القرارات التي صدرت ضد إيران في عهد أحمدي نجاد، كانت من اقتراح الحكومة الروسية. كما أن روسيا لا توافق على دورة التخصيب في إيران ولا تعتبر توسيع المعرفة النووية في إيران في مصلحتها “.
وفي اليوم نفسه، وصفت صحيفة جهان صنعت الحكومية العلاقة بين موسكو والنظام بأنها علاقة غير استراتيجية.
وكتبت: “في أفضل الظروف، يمكن القول إن علاقة روسيا بإيران هي علاقة تكتيكية“.
كتب جهان صنعت أن روسيا خانت النظام مرات عديدة، مثلما حدث عندما صدرت قرارات مجلس الأمن ضد البرنامج النووي لنظام الملالي. فقد اتخذّت روسيا أحد خيارين، إمّا أنها انحازت إلى جانب الغرب، وخاصة الولايات المتحدة وصوتت لصالح العديد منها، أو امتنعت عن استخدام حق النقض ضدهم.
كما انتقدت صحيفة “جمهوري إسلامي” اليومية الحكومية، إبراهيم رئيسي، حيث كتبت:
“الآن، من خلال الانتقال إلى اتفاقيات طويلة الأمد مع الصين وروسيا، فإننا لا نتحرك في سياق علاقة متوازنة، وقد حولنا سياسة” لا الشرق ولا الغرب “إلى طريق باتجاه واحد يتجه شرقًا”.
ورفضت روسيا دعمنا في مواجهة الهجمات الإسرائيلية على القواعد الإيرانية في سوريا، على الرغم من استغلال قوتنا العسكرية في سوريا لحماية مصالحها الإقليمية الاستراتيجية.
وفي 2 يناير / كانون الثاني، كتبت صحيفة جمهوري إسلامي “إن الوجود الروسي في سوريا يهدف إلى حراسة دائرة نفوذها وحماية سيادتها الإقليمية. لقد رفض الروس إعطاء النظام الأسلحة التي أعطوها لبعض جيراننا في منطقتنا.”
الحقيقة أن فوائد علاقة روسيا بالدول الأخرى، خاصة الدول الغربية، تفوق بكثير مزاياها مع نظام الملالي.
في ظل هذه الخلفية، يعتقد العديد من المراقبين الإقليميين أن روسيا ليست حليفًا استراتيجيًا للنظام، وفي العديد من القضايا في المنطقة وآسيا الوسطى والقوقاز، تتعارض مصالح روسيا مع مصالح النظام.
هناك قضية أخرى هي أنه كلما كان النظام يتصارع مع أزمة في الداخل ويصبح أكثر عزلة على المستوى الإقليمي والدولي، فإن دولًا مثل روسيا تنأى بنفسها عنها حتمًا وتسعى لتحقيق مصالحها الخاصة مع دول أخرى، بما في ذلك تلك الموجودة في المنطقة.
ومع ذلك، نظرًا لعزلة نظام الملالي على المسرح العالمي، فإن النظام مضطر للتعامل مع موسكو والصين، وهو ما يفسر سبب وجوب سفر رئيسي إلى روسيا لتمديد اتفاقه إلى 20 عامًا.
كما كان الحال مع “الاتفاقية الاستراتيجية” لمدة 25 عامًا مع الصين، ستكون الاتفاقية مع موسكو أيضًا موضع ازدراء ومعارضة من قبل الشعب الإيراني، الذي يرفض بيع موارد إيران بالمزاد للحفاظ على قبضة النظام الهشّة على السلطة.