إيران: الصراعات الداخلية آخذة في الازدياد، دلالة على ضعف النظام
إن الأوضاع فيما يخص الشؤون الاقتصادية والداخلية لإيران مروّع للغاية لدرجة أن الحكومة غير متأكدة من كيفية تنفيذ الميزانية للسنة التقويمية الفارسية المقبلة.
بعد ستة أشهر فقط من تنصيب إبراهيم رئيسي على رأس النظام، تتصاعد المواجهات والصراعات داخل فصيل خامنئي، وتهتز “حكومة متشددة” المخطط لها بسبب “الأعاصير” الداخلية.
إن الأوضاع فيما يخص الشؤون الاقتصادية والداخلية لإيران مروّع للغاية لدرجة أن الحكومة غير متأكدة من كيفية تنفيذ الميزانية للسنة التقويمية الفارسية المقبلة.
واحدة من أكثر القضايا الخلافية التي تقسم برلمان النظام حاليًا، هي كيفية المضي قدمًا في المحادثات النووية مع الدول الغربية، وخاصة كيفية تبني المحادثات المباشرة مع الحكومة الأمريكية، والتي اعتبرها النظام في السابق خط أحمر.
صرّح حسين أمير عبد اللهيان، وزير خارجية النظام، في مقابلة مع القناة الثانية الحكومية في 25 يناير/ كانون الثاني قائلًا “لن نتجاهل هذا إذا وصلنا إلى مرحلة في عملية التفاوض يكون فيها التوصل إلى اتفاق جيد بضمانات عالية أمرًا ضروريًا للحصول على مستوى من الحوار مع الأمريكيين.”
كما كتب علي شمخاني، سكرتير مجلس الأمن التابع للنظام، على تويتر في نفس اليوم، مرددًا رأي أمير عبد اللهيان في المناقشات المباشرة مع الولايات المتحدة قائلًا “حتى الآن، كان الاتصال بالوفد الأمريكي في فيينا من خلال تبادل الرسائل غير الرسمي، ولم تكن هناك حاجة للمزيد. فقط عندما يتم الحصول على إجماع حقيقي، يمكن أن تحل طرق أخرى محل هذا الأسلوب من الاتصال”.
إن قبول مطالب المعارضة، كما صرّح خامنئي في 15 يونيو/ حزيران 2021، يستتبع “تدهورًا لا نهاية له” للنظام.
الخلاف والصراعات هو أحد أعراض ضعف وشدة التناقضات الداخلية
تسائل مدير البرنامج رئيسي في مقابلة مع القناة الإخبارية التلفزيونية الحكومية في 25 يناير/ كانون الثاني. يُزعم أن الولايات المتحدة قدمت طلبات لإجراء مناقشات مباشرة، ما هو الموقف الواضح لجمهورية الملالي إذا تم تقديم هذا الطلب بجديّة؟”
وقال رئيسي “لم يتم إجراء أي محادثات مع الأمريكيين حتى الآن، لكن ما هو على المحك هو أننا نعيد التأكيد على وجود مجال لأي اتفاق إذا كانت الأطراف مستعدة لتخفيف العقوبات المرهقة عن الشعب الإيراني”.
صرّح إبراهيم عزيزي، نائب رئيس لجنة الأمن البرلمانية للنظام، في 26 يناير / كانون الثاني، في بيان نشرته وكالة أنباء فارس الحكومية”استنادًا إلى الحكمة والمنفعة، ورفع جميع العقوبات، والتحقق والحصول على الضمانات، إذا كان من الضروري بالنسبة لهم الوصول إلى التفاوض مع الولايات المتحدة، فإن فريق التفاوض لديه السلطة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.”
قبل ذلك، في اجتماع مع بعض عناصر النظام في 9 يناير/ كانون الثاني، وافق علي خامنئي، المرشد الأعلى للنظام والمحدِّد الرئيسي للقضية النووية للنظام، ضمنياً على المحادثات المباشرة مع حكومة الولايات المتحدة والتحقق منها.
يتجلى عمق الانقسامات و الصراعات الداخلية للنظام في تبني مجموعات خامنئي لوجهات نظر متعارضة. وتكشف الخلافات، في الواقع، عن ضعف النظام وعدم قدرته على موازنة السلطة، مما يبعث برسالة ضعف لخصوم النظام ونظرائه.
ومن المثير للدهشة أن بعض الفصائل والعناصر تعتقد أن معارضتهم للمفاوضات نقطة قوية في موقف النظام. لكنهم يتغاضون عن حقيقة أن النظام في وضع، حتى لو تم تخفيف العقوبات قليلاً، فلن يحلّوا أيًا من مشاكل النظام بسبب هيكله الاقتصادي الفاسد.
الخلاف هو أحد أعراض الضعف وكذلك دلالة على شدّة التناقضات الداخلية. إن قبول مطالب المعارضة، كما صرّح خامنئي في 15 يونيو/ حزيران 2021 ، يستتبع “تدهورًا لا نهاية له” للنظام.
ونتيجة لذلك، فإن النظام في وضع يكون فيه تبني مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة أو الاستمرار في طريقه غير التفاوضي، بغض النظر عن شروط الاتفاق أو الخلاف، بمثابة مواجهة ستؤدي في النهاية إلى زواله.