نظام الملالي يعتزم زيادة أسعار الأدوية بحجّة وهمية
نظام الملالي يرفع سعر الدواء من جديد. ربما تكون منتجات الطاقة هي أوضح الأمثلة على السلع التي قام نظام الملالي بزيادة أسعارها أو ألغى الدعم الحكومي لها في السنوات الأخيرة بحجة أنها أرخص في إيران ويتم تهريبها إلى الدول المجاورة.
يتحدث مسؤولو النظام ووسائل الإعلام عن الأسعار المنخفضة بطريقة تجعل أي شخص يجهل أن أكثر من 70 بالمئة من السكان يعيشون تحت خط الفقر يعتقد أن الناس يعيشون في رخاء ويتمتعون بالمساعدة الحكومية.
إن مقارنة النظام لتكاليف الأدوية في إيران مع الدول المجاورة يفقد حشده عندما يقارن المرء بين مستويات دخل الناس في إيران والدول المجاورة.
مع إلغاء الإعانات والعملة التفضيلية من بعض السلع الأساسية والأدوية في السنوات الأخيرة، يتم الآن تخصيص مبلغ صغير من العملة لاستيراد السلع الأساسية والأدوية.
منذ عهد حكومة حسن روحاني، تقلصت كمية البضائع والأدوية الخاضعة للعملة المفضلة بشكل تدريجي، ويضطر المواطنون الإيرانيون لشرائها بأسعار السوق الحرة، وهي أسعار أعلى بكثير.
عندما تولى إبراهيم رئيسي السلطة، بادرت حكومته بإلغاء سعر الصرف البالغ 42000 ريال لشراء السلع الأساسية والأدوية. لكن ذلك قوبل بمعارضة داخل برلمان النظام، وخاصة في اللجنة المشتركة.
وعارض بعض النواب إلغاء العملة المفضلة، ليس من منطلق التعاطف مع الشعب، ولكن خوفًا من العواقب الأمنية والاجتماعية لإزالتها عند استيراد السلع الأساسية والأدوية.
لكن هذه الاعتراضات لم تمنع الارتفاع الحاد في أسعار السلع الأساسية وبعض الأدوية. في مقابلة حديثة مع وسائل الإعلام الحكومية، صرّح بهرام دارایي، رئيس إدارة الغذاء والدواء، أنه لم يكن هناك سوى مليوني دولار من العملة المفضلة المتاحة للأدوية، مضيفًا أنه من الواضح أن سعر الدواء يرتفع بمقدار أربعة إلى خمسة مرات.
وأضاف أنه إذا لم يتم تخصيص العملة على وجه السرعة للسلع الأساسية والأدوية، فإن وضع الطب في 2022-2023 سيكون أسوأ بكثير مما كان عليه في 2021.
أعلن موقع “إنصاف نيوز” الحكومي، في 21 يناير/ كانون الثاني 2022، أن هناك أدوية في السوق شهدت ارتفاعًا في أسعارها بنسبة 250 بالمئة، وارتفع سعر الأدوية بشكل كبير منذ 3 إلى 4 أشهر الماضية.
في مقابلة مع نفس المصدر، صرّح أحد الصيادلة أن التغيرات في أسعار الأدوية كانت واضحة للغاية منذ بضعة أسابيع، ومن الواضح أن سعر العملة المفضل البالغ 42 ألف ريال قد أزيل بهدوء من الأدوية.
على الرغم من أن العديد من المسؤولين يحذرون من التأثير السلبي لإلغاء سعر العملة المفضل وزيادة أسعار الأدوية، يواصل آخرون الحديث عن كون الأدوية رخيصة في إيران.
في أحد أحدث الأمثلة، أعلنت نوشين محمد حسيني، المديرة العامة لمكتب مراقبة استهلاك المنتجات الصحية التابع لإدارة الغذاء والدواء، في 26 فبراير/ شباط 2022 أن سعر الأدوية في إيران رخيص للغاية. وأن السبب الرئيسي وراء هذه القضية هو عكس عمليات تهريب الأدوية إلى دول الجوار.
في وقت سابق، أدلى شهبار حسن بور بيکلري، عضو اللجنة الاقتصادية في برلمان النظام، بتصريح غريب في ديسمبر/ كانون الأول 2021 قال فيه إن المستوردين والصيدليات وحتى الناس يطالبون الآن باستيراد الأدوية بسعر صرف السوق الحرة.
وتأتي هذه التصريحات في حين تسبب نقص الأدوية وارتفاع أسعارها، وخاصة بعض الأدوية الخاصة، في الأشهر والأسابيع الأخيرة، في احتجاجات من قبل المواطنين الإيرانيين، وامتدّ نطاق هذه الاحتجاجات إلى شبكات التواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني بأكمله.
ويبقى أن نرى، وسط الخلاف بين إدارة رئيسي والبرلمان، ما إذا كانت العملة المفضلة من المواد الصيدلانية سيتم إزالتها بحجة انخفاض أسعار الأدوية والتهريب.