نظام الملالي اليائس يحاول سد ثغرات الأمن النووي
بعد العديد من الجدل والصراع بين وزارة الاستخبارات والأمن التابعة لنظام الملالي مع قوات حرس النظام ، انتهى النظام من قراره بتشكيل منظمة جديدة تسمى “فيلق القيادة لحماية وأمن المراكز النووية”.
واتهمت كل من الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للنظام نظرائها بالضعف والإهمال في التعامل مع الاعتداءات على المنشآت النووية التابعة للنظام. لذلك، ولإنهاء هذا الجدل وسد الثغرات الأمنية، قرر النظام تشكيل تنظيم جديد، على أمل منع المزيد من الهجمات وأعمال التخريب.
لكن ما لا يدركه النظام هو أن الثغرات الأمنية لا ترجع إلى إهمال أجهزته الأمنية، ولكن بسبب طبيعتها القمعية والمدمرة، والتي جعلت حتى العديد من عناصرها يرفضون أداء واجباتهم ويتجاهلون أمن النظام بشكل كامل.
ويمكن رؤية هذا الارتباك الأمني في تصريحات كثيرة لوسائل إعلام النظام ومسؤوليه. وقال محسن رضائي، مساعد رئيس النظام للشؤون الاقتصادية، إن البلاد تعاني من “اختراق أمني.” وصرّح علي رضا زاكاني، رئيس بلدية طهران الحالي، إن إيران أصبحت “مركزا للتجسس”.
كما كشف فريدون عباسي، الرئيس السابق لهيئة الطاقة الذرية، عن العديد من الهجمات وأعمال التخريب ضد المنشآت النووية التابعة للنظام.
انتقد موقع مشرق الإخباري، وهو أحد المنافذ الإعلامية التابعة لقوات حرس نظام الملالي، أداء وزارة استخبارات النظام ودعا إلى أن تكون السيطرة على هذه الأقسام “خارج إدارة الحكومات”، في حين طلبت وكالة أنباء فارس أن “أمن المنشآت النووية يجب أن يتم تسليمه إلى قوات حرس نظام الملالي”.
بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك تكهنات حول تشكيل هذه المنظمة الجديدة. في حين زعمت بعض وسائل الإعلام التابعة للنظام أن هذا القرار قد تم اتخاذه بعد الضربات العديدة ضد المنشآت النووية للنظام والعلماء النوويين الرئيسيين، فقد أظهرت أجهزة استخباراته ضعفًا كبيرًا لمنع مثل هذا الضرر.
لتوفير نظرة متعمقة على قرار النظام بتشكيل هذا التنظيم، فإن الأحداث التالية ليست سوى عدد قليل من الضربات التي عانى منها النظام بسبب ضعفه الأمني: بدأت بكشف منظمة مجاهدي خلق الإيرانية عن منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز وموقع آراك للمياه الثقيلة في عام 2002، وسرقة جهاز كمبيوتر محمول يحتوي على تصميمات عسكرية لبرنامج إيران النووي في عام 2005، بالإضافة إلى الكشف عن منشآت فوردو تحت الأرض في عام 2009، وهجوم فيروس “ستوكسنت ” على نطنز في عام 2010، واغتيال علماء نوويين بارزين في عام 2006-2011، وسرقة الأرشيف النووي الإيراني والكشف عن توركوز آباد، ومختبر جابر بن حيان في لويزان و مريوان في آباده عام 2018، وانفجار قاعة نطنز للطرد المركزي واغتيال محسن فخري زاده عام 2020، وكذلك انفجار منشأة كهرباء نطنز عام 2021.
سبب آخر أكثر قوة لتشكيل هذا التنظيم هو قرار النظام بمواصلة مشروعه النووي الخطير والمريب الذي يهدف إلى الحصول على قنبلة نووية. وبمساعدة هذه المنظمة، سيتمكن النظام من سد الفجوات وتكثيف تكتمها، وإخفاء أجزاء كثيرة من مشروعه النووي عن أعين المجتمع الدولي.
وبخصوص جهود النظام لتصحيح الضعف الأمني، مباشرة بعد تشكيل هذا التنظيم، أوضحت وكالة الأنباء الحكومية فارس، أن “الشبكة التي أرادت تخريب منشأة فوردو النووية اعتقلت من قبل منظمة استخبارات الحرس. تمكنت قيادة الفيلق النووي، بالتعاون مع قيادة مكافحة التجسس التابعة لقوات حرس نظام الملالي، من منع تخريب كبير للمنشآت النووية في البلاد من قبل الشبكة التي حاولت تنفيذ أعمالها قبل عيد النوروز”.