إيران: انهيار النظام هو التخوف الأول والأخير للملالي
يصادف الأول من أبريل/ نيسان ذكرى استفتاء “جمهورية الملالي”، وهو اليوم الذي فرض فيه مؤسس نظام الملالي روح الله الخميني نظامه الثيوقراطي المتطرف على أنه “جمهورية” للشعب. مثل كل عام منذ بداية تولي النظام للحكم، قام المسؤولون والخبراء بتحليل أوضاع النظام مرة أخرى.
لكن هذه المرة، بخلاف السنوات السابقة، شهدنا ردود فعل متباينة على تصريحات مسؤولي النظام. إنهم يعبرون حاليًا عن مخاوفهم بشأن الوضع الحرج في إيران ومصيرهم، مذكّرين بعضهم البعض بأن النظام يجب أن يبقى على الحكم بأي ثمن.
قبل سنوات عديدة، قام خميني قبل موته بتوضيح الواجب الأهم لمسؤولي النظام قائلًا: هذه حجج غبية قدمتها هذه الجماعات التي تقول إن التجسس ليس بالأمر الجيد. التجسس غير الأخلاقي ليس جيدًا، لكنه ضروري لحماية الإسلام والمسلمين. وبناءً على ذلك، فإن الكذب وشرب الخمر ضروريان أيضًا”.
وبهذه البراغماتية والانتهازية يتضح أنه أعطى مسؤولي النظام وأنصاره الإذن بارتكاب أي جريمة من أجل الحفاظ على النظام على حساب انتهاك جميع مبادئ حقوق الإنسان. في عام 1987 في رسالة إلى علي خامنئي، المرشد الأعلى الحالي للنظام، أكد خميني أن الحفاظ على نظام ولاية الفقيه له الأولوية على كل شيء، حتى الصلاة والصوم والحج.
فقد قال صراحة إن المرشد الأعلى لديه الإذن بهدم المساجد أو المنازل. يمكنه إغلاق المساجد وإلغاء أنشطتها الشرعية دون الرجوع إلى الناس، ومنع كل ما يتعارض مع مصالح الإسلام، سواء أكان دينيًا أم غير ديني.
في هذه الأيام، يكرر رئيس نظام الملالي إبراهيم رئيسي نفس “الحذر الإجباري” الذي عبّر عنه خميني ذات مرة وورثه خامنئي من بعده، موضحًا أن مهمته الرئيسية هي حماية النظام. وهذا يدل على أن رئيسي هو الفرصة الأخيرة للنظام لمنع سقوطه.
وتجدر الإشارة إلى أنه منذ 20 يونيو/ حزيران 1981 وحتى الآن، اعتبر النظام الاحتجاجات التي نظمتها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية تهديدًا وجوديًا.
إن التهديد المتصور لوجود النظام من قبل المعارضة، قد مهدّ الأساس لبدء النظام واستمراره في حرب استمرت ثماني سنوات مع العراق، وتنفيذ مشروع نووي سري، وإنشاء أكبر ترسانة صواريخ في الشرق الأوسط، وتحسين أنظمة الطائرات المسيّرة وأسلحة التدمير الشامل، بالإضافة إلى تدمير البيئة الإيرانية وتجفيف معظم الأنهار والبحار. كما بدأ النظام في نهب وإهدار ثروة البلاد الوطنية من خلال نشر الإرهاب وإثارة الحروب، إلى جانب تدريب أنواع مختلفة من القوات الأمنية، إلخ.
هذه ليست سوى عدد قليل من الإجراءات التي اتخذها النظام بعد مرسوم خميني لإنقاذ النظام. وهذا يدل على أنه حتى بعد 43 عامًا، فإن سلالة خميني تفتقر إلى أي شرعية في نظر الشعب الإيراني.
واليوم، فإن الشغل الشاغل لجميع المسؤولين ومراكز الفكر لديهم هو بقاء النظام. كما قال أحمد خاتمي، إمام صلاة الجمعة في العاصمة طهران، ذات مرة، “هذه ليست قضية اختلاف فكري بين الإصلاحيين ووالمتشددين.
هذه قضية حكومة تحمل اسم الإسلام. يجب على كل الجماعات والتيارات أن تفهم أن القضية هي قضية الإسلام. كما قال الإمام إنهم (العدو) صفعهم الإسلام. وكما قال كل الشيوخ، فإن إنقاذ النظام أمر لا بد منه وإضعافه سيكون ضارًا للغاية”.
فيما بعد اعترف بانخفاض الروح المعنوية لمسؤولي النظام، قائلاً: “وظيفة العدو هي نشر اليأس. يريد بعض الناس أن يقولوا إن الوضع لا يمكن إصلاحه. إنهم مخطئون. يمكن تصحيح الأمور، ولكن بشكل تدريجي. شيء ما تطور على مر السنين، لا يمكن إصلاحه في غضون خمسة إلى ستة أشهر. يريدون فقط أن يخيبوا آمال الناس”.