الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

منظمة مجاهدي خلق الإيرانية MEK / PMOI

انضموا إلى الحركة العالمية

نبذة عن تاريخ منظمة مجاهدي خلق الايرانية MEK / PMOI

تأسست منظمة مجاهدي خلق الايرانية عام 1965 على أيدي الشهداء العظام محمدحنيف نجاد وسعيد محسن وعلي اصغر بديع زادكان بوصفها منظمة مسلمة ثورية وطنية وديمقراطية. وكان هؤلاء الثلاثة خريجي الجامعة وناشطين منذ عهد المرحومالدكتور محمد مصدق في الحركة الديمقراطية ومن ثم أصبحوا أعضاء في حركة التحرير (بزعامة آيت الله السيد محمود طالقاني و المهندس مهدي بازركان). وكانت الغاية السياسية لهؤلاء استبدال ديكتاتورية الشاه بنظام وطني وديمقراطي يتمثل في سيادة الشعب وحريته. إن منظمة مجاهدي خلق الايرانية امتداد طبيعي وتاريخي للنضال القومي والتحرري للايرانيين منذ قرن وإن مفردتي «مجاهد» و«المجاهدين» مأخوذتان من القرآن ويتكلل شعار المنظمة بالآية الكريمة «فضّل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً».

أهم مبادرة وابداع جاء بها مؤسسو المنظمة في الجانب العقائدي هو كشف الاسلام كأيديولوجية ديمقراطية ذات ديناميكية. وكان مؤسسو المجاهدين يؤمنون بأن هذه القراءة الديناميكية والديمقراطية للاسلام، ستحقق الديمقراطية والحرية في ايران. ان ايمان المجاهدين بالاسلام يتميز بثلاثة مؤشرات ومميزات رئيسية وبارزة عن القراءات الرجعية للاسلام. وكان المجاهدون قد استخلصوا هذه المؤشرات من القرآن  الكريم وأحاديث وسيرة النبي الأكرم (ص) والائمة الأطهار عليهم السلام.كما آمنوا منذ اليوم الأول من تشكيل المنظمة بأن سر الادراك والاستيعاب الموضوعي للاسلام يمكن من خلال الالتزام العملي بالمفردتين المقدستين وهما «الفداء» و «الصدق». إذ إنه وبدون «الفداء» (التضحية) لتحقيق الحرية في المجتمع وبدون «الفداء» لازالة أي اضطهاد وظلم وقمع في المجتمع وبدون «الصدق» أمام الشعب وأمام الالتزامات الشعبية لايمكن خوض عالم الادراك والاستيعاب الواقعي لحقائق الاسلام. وفي فجر يوم 25 أيار 1972 أعدم مؤسسو المنظمة مع عدد من أعضاء لجنتها المركزية بعد أن أدلوا أمام محاکم الشاه بمرافعات حماسية للدفاع عن الاسلام والحريات الشعبية وضرورة النضال ضد الديكتاتورية بحيث حولوا محاكم الشاه إلى مسرح لمحاكمة نظام الشاه ايديولوجياً وتاريخياً وسياسياً. وقدم مؤسسو وأعضاء اللجنة المركزية للمنظمة وبالاستناد الى الآيات القرآنية وأقوال أئمة الهدى في الدفاع عن ضرورة النضال ضد الديكتاتورية وتحقيق الحرية وضرورة الاطاحة بالنظام الديكتاتوري طروحات مهمة للمجتمع ومستقبله. ودافع المؤسس الكبير محمد حنيف نجاد 6 ساعات عن القضايا العقائدية للمجاهدين في مرافاعاته. ورغم الضربات الموجعة التي وجهها الشاه للمنظمة فإن المجاهدين ولكون تمسكهم بالمعتقدات الاسلامية تمتعوا بدعم واسع من قبل طلاب الجامعات ورجال الدين التقدميين والطلاب الحوزويين الشباب الى جانب الدعم من قبل البازاريين ومعظم المثقفين الدينيين. بينما لم يكن عند خميني وأنصاره في ذلك الوقت ما يقدمونه للشعب وخاصة الشباب. وكان المجاهدون وبدفاعهم عن الاسلام الاصيل وخوض النضال من أجل حرية الشعب قد رفعوا راية الاسلام تجاه سائر التيارات والاتجاهات الفكرية المختلفة. فلذلك لاقى المجاهدون موجة ترحيب غير مسبوقة تفوق التصور وذلك من قبل الشباب والمثقفين الايرانيين الذين كانوا يتسابقون لمساعدة منظمة مجاهدي خلق والالتحاق بصفوفها. انهم كانوا يشعرون  بحماس كبير بالفخر والشموخ بحيث أصبح حرم جامعة طهران يشهد اقامة صلاة جماعية من قبل مئات الطلاب احتذاءً بالمجاهدين في السجون وترديدهم بصورة جماعية وبصوت عال الادعية التي كان المجاهدون يتلونها في السجون بعد كل صلاة. (نص  بعض الادعية  موجودة في هذه المجلة) لقد هزت تفاسير المجاهدين لبعض السور القرآنية ومذكراتهم للدفاع عن الاسلام خاصة كتاب «الامام الحسين» أركان الحوزة في مدينة قم بشدة وكان المشتاقون يجازفون بحياتهم من أجل الحصول على نسخة من الكتاب سراً. فتدفق مئات الطلاب الحوزويين ورجال الدين التقدميون نحو المجاهدين واما التحقوا بصفوفهم أو قدموا دعمهم الكبير لهم  وأعلنوا مراراً أنهم قد تلقّوا من خلال معرفة المجاهدين فهمًا وإدراكًا جديداً من الاسلام. وهناك الكثير من هؤلاء الطلاب الحوزويين استشهدوا في درب تحرير الشعب الايراني كما بقي عدد منهم أحياء ناشطين في صفوف المجاهدين وأصبحوا كوادر منهم. ان الدعم المادي والمعنوي للشعب الايراني البطل لابنائه المجاهدين منذ عام 1971 ولحد اليوم بلغ حداً لم يشعر المجاهدون اطلاقاً بانهم في ظروف مادية حرجة. ان هذه المساعدات والتبرعات المادية والمعنوية من قبل أبناء الشعب الايراني للمجاهدين لم تقطع في يوم من الأيام رغم الأخطار الكبيرة واعدام عشرات التجار الايرانيين الوطنيين والمسلمين ومصادرة أموالهم …

وكان المجاهدون أقوى تيار سياسي واجتماعي في غضون السنوات التي انتهت الى ثورة الشعب الايراني وإسقاط نظام الشاه. وكان الدكتور علي شريعتي الراحل يصف نشاطه الثقافي كـ «عمل زينبي» لايصال رسالة المجاهدين الثورية للشعب والشباب. كما إن هناك الكثير من قادة نظام الحكم القائم في ايران من أمثال رفسنجاني و..كانوا يفخرون ويعتزون بسوابق لهم حينما كانوا أنصاراً للمجاهدين والائتمام بالمجاهدين في الصلاة. انهم لا يملكون في ملفهم شيئاً سوى الفخر في النضال حينما كانوا أنصاراً للمجاهدين. وكان الشاه مطلعًا على الإقبال الشعبي الواسع هذا على المجاهدين ولاسيما إقبال الشباب عليهم والسبب كان يعود في الدرجة الاولى الى كون المجاهدين مسلمين وتقديمهم اسلاماً ديمقراطياً وديناميكياً. فلذلك ومن أجل التصدي لهم ابتدع الشاه تهمة جديدة ضد المنظمة حيث ألصق نظام الشاه بالمجاهدين تهمة أنهم «ماركسيين – إسلاميين». ليس من الغريب كون خميني قد حذا حذو الشاه بإلصاقه تهمة «الالتقاط» بالمجاهدين ومن ثم  إطلاق وصف «المنافقين» عليهم وأثبت بذلك انه يحمل بوحده رذائل جميع الديكتاتوريين والمصاصين للدماء في تاريخ ايران والاسلام.

في المظاهرات الطلابية والشعبية التي أدت بالتدريج الى الثورة في عام 1979 والاطاحة بنظام الشاه فقد نظم الشباب والطلاب المرتبطون بالمجاهدين أقوى مظاهرات ريادية في الشوارع في أيام عاشوراء الإمام الحسين (ع) آنذاك. وكان المواطنون وأنصار المجاهدين يحملون في المظاهرات شعار المجاهدين وصور مؤسسي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في مقدمة صفوف المتظاهرين رغم أن العناصر الرجعية كانت تمنعهم من ذلك.

وفي الأيام الأخيرة من الثورة الإيرانية وحتى في البرهة التي أصبح فيها خميني القائد المنفرد للانتفاضة غير المنظمة فكان الكل يتذكر بأن ثلاث علامات يرفعها أبناء الشعب في كافة مظاهراتهم المناهضة للملكية وهي شعار المجاهدين وصورة خميني وصورة الدكتور شريعتي الراحل وبعد وصول خميني الى سدة الحكم تمركزت ولاول مرة في تاريخ ايران السلطة الدينية والسلطة السياسية في شخص واحد (خميني) بالاضافة الى السلطة والنفوذ الناجم عن مشروعية الثورة الشعبية. فتمركزت هذه العناصر الثلاثة في خميني وأعطاه قوة فائقة. فهنا برزت طبيعة خميني العائدة الى عصور الظلام على شكل احتكار السلطة والتفرد بالرأي والسلوك الرجعي القمعي.

وكان خميني يرى المجاهدين الذين كانوا يشكلون قوة سياسية منظمة ومسلمة ذات سجل نضالي ضد نظام الشاه تهديداً سياسياً واجتماعياً لكيانه الرجعي. ومن أول الموضوعات العاملة المطروحة في أجواء الانفتاح السياسي الناجمة عن سقوط الشاه هو ما بدأ خميني والملالي التابعون له بطرحه من ضرورة الفرز الطائفي و الفرز الديني بين المسلمين وغير المسلمين غير أن المجاهدين أصروا على ضرورة اعطاء الاولوية لقضايا مثل الحريات الديمقراطية والغاء الاحتكار والبلطجة وضرورة تشكيل المجلس التأسيسي وحل قضية كردستان والاقليات القومية والدينية والاعتراف بالحريات الأساسية وحقوق النساء وأمثالها من القضايا الرئيسة للمجتمع.

وكان المجاهدون ومن خلال الدفاع عن حقيقة الاسلام والشريعة السمحاء القائمة على الرحمة يقومون وبتضحياتهم واخلاصهم بتعريف الوجه الحقيقي للاسلام مما دفع الشباب إلى الإقبال على الإسلام الحقيقي بعد أن كانوا قد يئسوا وأصيبوا بخيبة الأمل نتيجة أعمال خميني اللااسلامية. وخلال السنوات الاخيرة أعلن مسؤولو النظام بينهم جلايي بور من قادة زمرة خاتمي ومن القادة السابقين لقوات الحرس في مذكراتهم عدد ميليشيات المجاهدين المنظمة في عموم البلاد 500 ألف شخص.

ولقاء ذلك فقد كان خميني وأزلامه ومن خلال أعمالهم الرجعية والمتخلفة يبعدون الناس عن الدين وهذه حقيقة يعترف بها قادة النظام يومياً.

لقد أرسى المجاهدون دعائمهم كأكبر قوة سياسية ايرانية من خلال نشاطاتهم السلمية في الاجواء الشبه ديمقراطية التي تلت الثورة الإيرانية مستخدمين في ذلك أساليب سلمية وعلنية وقانونية حيث بلغ عدد نسخ جريدتهم 500 ألف نسخة. غير أن خميني الذي لم يكن يقبل الاعتراف بالحقوق الديمقراطية للمجاهدين والقوات المعارضة له قد عقد العزم على القمع التام للمجاهدين. ودعا المجاهدون لقاء الاجراءات القمعية وتهديدات النظام الى مظاهرات كبيرة في طهران للدفاع عن الحريات في يوم 20 حزيران 1981 حيث شارك فيها نصف مليون من المواطنين في طهران الذين ساروا بشكل سلمي باتجاه مقر البرلمان وكان عددهم يتزايد كل لحظة. وأعلنت اذاعة النظام الرسمية بعد ظهر ذلك اليوم أن خميني باعتباره الولي الفقيه للنظام قد أصدر أوامره لافراد الحرس بقمع المظاهرات بشكل دموي. ففتح أفراد الحرس النار على المتظاهرين وبذلك تضرجت المظاهرات السلمية لاهالي طهران بالدم حيث سقط جراء ذلك مئات القتلى والجرحى كما اعتقل آلاف الاشخاص واقتيدوا الى السجون والمعتقلات وقمعت المظاهرة بشكل وحشي.

وبعد عملية القمع الوحشي للمظاهرات السلمية في طهران تزايدت حملات الدهم والاعتقال والاعدام بحيث كان سجن ايفين بطهران يشهد بوحده في بعض الاحيان مئات الاعدامات في الليل. وفي عملية انتقامية وحشية أعدم حتى أولئك الذين كانوا قد اعتقلوا قبل 20 حزيران وهكذا أصبحت المقاومة المسلحة أمام الديكتاتورية الدموية أمراً مشروعاً وضرورياً. ان المقاومة المسلحة فرضها خميني على أبناء شعبنا، فبدأت الاشتباكات المسلحة في عموم البلاد بين المجاهدين والمقاومة من جهة وأفراد الحرس من جهة أخرى.

بعد بداية المقاومة المسلحة بشهر عرض المجاهدون برنامجاً للائتلاف السياسي لتقديم بديل لحكم خميني. وشارك بني صدر رئيس الجمهورية في نظام خميني بعد إقصائه عن منصبه في هذا الائتلاف الذي كان يتولى مسؤوليته مسعود رجوي وأسماه بـ «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية». وأعلن مسعود رجوي في 21 تموز 1980 بطهران تأسيس المجلس الوطني للمقاومة ودعا الى الانضمام اليه. وحوالي عشرة أيام بعد تأسيس المجلس الوطني للمقاومة بطهران والاعلان الرسمي والدعوة للانضمام اليه فقد غادر رئيس المجلس الوطني للمقاومة وبرفقة بني صدر طهران في رحلة خطيرة الى باريس. وهبطت الطائرة التي تمت السيطرة عليها من قبل الطيارين المجاهدين يوم 30 تموز في باريس وبوصول مسعود رجوي الى فرنسا بدأ معترك واسع على المستوى الدولي وكذلك بالنسبة للقوى السياسية والشعب الايراني لتقديم بديل سياسي للنظام الحاكم في ايران.

ولد محمد حنيف نجاد عام 1938 في مدينة تبريز من عائلة فقيرة وأكمل دراسته الابتدائية في مدرسة همام الابتدائية والثانوية في مدرستي المنصور وفردوسي. ورغم ظروف الاقتصادية السيئة استطاع مواصلة تحصيله الدراسي حتى دخوله الجامعة. في عام 1963 تخرج من كلية الزراعة بجامعة طهران (فرع هندسة المكائن الزراعية).

وكانت نشاطاته الاجتماعية تشكل جانبًا من حياة محمد حنيف نجاد. منذ مرحلة الدراسة الثانوية زاول نشاطه في اللجان الدينية غير أن هذه النشاطات لم تكن تروي روحه الظمآنة لذا كان دائم التفكير في كيفية القضاء على الظروف التي تؤدي إلى فقر وبؤس الناس.

وبدخوله الجامعة ضاعف من نشاطاته ومثل طلبة كلية الزراعة في

الاتصال والتنسيق مع «جبهة ملي» (الجبهة الوطنية) وحركة تحرير ايران. وقبل اجراء

الانتخابات المزيفة للشاه في شباط عام 1962 بيومين اعتقل من قبل ساواك «الجهاز الامني» الشاه الخائن ومكث سبعة أشهر في سجني قزل قلعة وقصر. ولم يتوقف عن نشاطاته حتى وهو في السجن اذ واصلها بعقد الاجتماعات ونشر النهج الثوري وانتقادالقادة المحافظين للجبهة الوطنية.

في السجن تعرف على الاب الطالقاني وانهمك في دراسة عميقة ومستفيضة للقرآنالكريم مستوعبًا منها دروسًا بليغة. وبعد انهاء دراسته عام 1963 ذهب لاداء الخدمة العسكرية في سلطنة آباد طهران ومقر مدفعية اصفهان وواصل في هذه الفترة مطالعاته السياسية والايديولوجية والعسكرية وكان دائم التفكير في كيفية اخراج حركةتحرير الشعب الايراني من المأزق التي هي فيه.

بعد أحداث الخامس من حزيران عام 1963 توصل إلى نتيجة أن لا سبيل غير الكفاحالمسلح لمواجهة نظام الشاه. وبعد عودته من الخدمة العسكرية التقى بعض رفاقهفي الفكر ومنهم سعيد محسن وناقشهم فيما يجول بذهنه. وبعد مراجعة مستفيضة للاحداث وللمسيرة النضالية خاصة التي تخص نهج الاحزاب السياسية الايرانية وسبب فشلها أدركوا بأن عهد العمل والنشاط الاصلاحي قد ولّـى وأن الكفاح المسلح الثوريهو السبيل الوحيد للاطاحة بالنظام.

وهكذا وضعوا البذرة الاولى لمنظمة المجاهدينفي ايلول من عام 1963.

واصل المؤسس الكبير لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية MEK / PMOI دراسته العميقة والمستفيضة للقرآن الكريم بنظرة علمية وثورية كما طالع وبنفس الحماس والاهتمام النظريات والمعتقدات الفلسفية الاجتماعية والثورية المعاصرة وكان يستوعب ويتعلم منها الحقائق والجوانب الايجابية اذ كان يعتقد أن أي رأي يدفع المرء نحو التكامل وأي رسالةتحرر البشر المكبلين من أغلالهم وتجعلهم يسيرون في الطريق الاساسي للخليقة هي رسالة متكاملة لابد من الاستفادة منها وهكذا تعلم واستوعب هذه النظرة من القرآن:

«وبشر عباد الذين يسمتعون القول فيتبعونه أحسنه» ومن خصوصياته البارزة الاخرى هي أنه لم يكن يقبل أبدًا الجلوس دون عمل مكررًا معلوماته فالشعور العميق بالمسؤولية الكبيرة ازاء الوضع القائم وازاء المظلومين والمضطهدين والمستغَلين كانيدفعه دائمًا للمزيد من الجهد والعمل مرددًا باستمرار «ان واجب الانسان ورسالته لا تعني فقط معرفة المجتمع بل عليه تغيير ذلك نحو التكامل».

في ايلول عام 1971 وعلى اثر الضربة التي تلقتها المنظمة اعتقل المؤسس الكبير لمنظمة مجاهدي خلق MEK / PMOI من قبل ساواك (الجهاز الامني) الشاه الخائن وألقي به في السجن ورفض وهو في السجن الانصياع للتسوية والاستسلام من أجل انقاذ حياته برفض اقتراح الساواك. وفي 25 مايس 1972 أي قبل يومين من زيارة ريجارد نيكسون رئيس الولايات المتحدة لايران أعدم مع كل من سعيد محسن وعلي اصغر بديع زادكان و رسول مشكين فام ومحمود عسكري زاده. وهكذا بتقبله الموت الاحمر ونيل الشهادة بقي حنيف الكبير خالدًا في تاريخ ايران بعد التوقيع بدمه على ملحمته ومفخرتهالفكرية باعتباره مؤسس منظمة مجاهدي خلق الايرانية MEK / PMOI .

ولد سعيد محسن عام 1939 في مدينة زنجان من عائلة متوسطة الحال وأكمل فيها دراسته الابتدائية والمتوسطة ثم انتقل إلى طهران لمواصلة دراسته وفي عام 1963 تخرج من كلية التكنولوجيا، فرع الهندسة الانشائية. وقد تزامنت مرحلة دراسته الجامعية (1960 – 1963) مع نشاطات «جبهه ملي» (الجبهة الوطنية) وحركة تحرير ايران. وسجن مرتين بسبب نشاطه السياسي والمرة الثانية التي سجن فيها كان في 21 كانون الثاني عام 1962. من خصوصيات سعيد محسن البارزة اتعاظه وأخذ العبر والدروس من الاحداث وقدرته على الاستنتاج. كان يفكر مليّا في شتى الاحداث ويجعلها جنبًا لجنب وطالما استشف منها تحليلات واستنتاجات صائبة وصحيحة. كان ذو ذهن متوقد لم يغفل أهمية التعلم والاستيعاب. كان يسعى ليتعرف على كل شيء ولم يكن فقط متحمسًا لعمله واختصاصه الهندسي بل أيضًا بواجبه الاجتماعي والفكري ويردد دائمًا ان لم يقف المجتمع على قاعدة صحيحة وعادلة فان المهندس الجيد لا يستطيع الا أن يكون في خدمة الرأسماليين.

كان سعيد عنصرًا نشيطًا ومثابرًا وخلال فيضانات عام 1960 في منطقة الجوادية وزلازل «آوج» و «قزوين» عام 1962 هرع سعيد برفقة على اصغر بديع زادكان وعدد كبير آخر من زملائهم لمساعدة المنكوبين تاركًا دراسته ليشتغل عاملاً ليل نهار من أجل مساعدة المحرومين وهكذا تعرف أكثر من أي وقت مضى على آلام وعذاب و معاناة الجماهير المحرومة والمستغَلة وانطلاقًا من فكره الثوري وشعوره بالمسؤولية عزم على تغيير ذلك. وبعد تخرجه ذهب إلى الخدمة العسكرية وهناك تعرف على جيش الشاه ونقاط ضعفه وقوته وكذلك التدريبات العسكرية. كان شغوفًا جدًا بالامور العسكرية وعلى نقيض الاخرين كان يمارس التدريب عدة مرات معتقدًا بأنها ضرورية جدًا بالنسبة لاي ثائر. لم يكن يكل أو يمل من التدريب ابتداءً من الرماية والقاء القنابل وحتى الحراسة والزحف من تحت الاسلاك الشائكة والسير الطويل وكان يقوم بكل هذا بكل حماس وشوق. ونظرًا لماضيه السياسي أرسل إلى مدينة جهرم لاداء الخدمة العسكرية أي المكان الذي تعرف فيه أكثر وأكثر على حياة الجماهير المسحوقة من الشعب الايراني وبعد انهاء الخدمة العسكرية عاد إلى طهران واشتغل في معمل «أرج» وثم معمل «سبنتا» وفي نفس الوقت كان يزاول نشاطه السياسي. وجعلت مطالعاته العميقة والمستفيضة ومعايشاته مع أكثر شرائح المجتمع حرمانًا جعلت من سعيد عنصرًا لا ترضيه النشاطات السياسية الاصلاحية للجبهة الوطنية (جبهه ملي) وحركة تحرير ايران. وكان في حينه يفكر ليل نهار بالسبيل الذي يحرر النضال من مأزقه وأخيرًا التقى بحنيف الكبير وأدرك أهمية وضرورة تأسيس منظمة ثورية محترفة لحل العقدة النضالية وهكذا أصبح مع حنيف نجاد وعلي اصغر بديع زادكان من ضمن مؤسسي منظمة مجاهدي خلق الايرانية.

كان سعيد محسن وبعد تأسيس المنظمة يعمل بشكل دؤوب اذ كان اسبوعيًا يعقد 16 اجتماعًا وموعدًا وسبق له أن كتب مقالاً في بداية تأسيس المنظمة يقول فيه: «ان الظروف الصعبة هي عامل الفرز الدقيق بين الحركة والحركة المضادة. فظهور الفرز بين الحركة والحركة المضادة والثورة والثورة المضادة هو الدليل على تطور النضال. ففي مثل هذه الحالة لن يكون هناك مكان للانتهازيين ودعاة التسوية… في ظروف كهذه تكون العناصر الملتزمة والعزومة هي التي تحمل على عاتقها العبء الثقيل الناجم عن النضال وقادرة على مواصلة الدرب وتوعية وحشد الجماهير.»

خلال الضربة التي أصابت المنظمة في ايلول عام 1971 اعتقل الشهيد مؤسس منظمة مجاهدي خلق الايرانية من قبل ساواك (الجهاز الامني) الشاه الخائن والقي به في السجن وبعد شهور من التعذيب أعدم مع بقية رفاقه المؤسسين أعضاء اللجنة المركزية للمنظمة بتاريخ 25 مايس 1972 ليصبح دمه الطاهر فداء لتحرير الشعب وديمومة ومستقبل منظمة مجاهدي خلق الايرانية

ولد على اصغر بديع زادكان في اصفهان عام 1940 من عائلة متوسطة الحال وأكمل دراسته الثانوية في طهران وبعد تخرجه من الثانوية واصل دراسته في الكلية التكنولوجية بطهران فرع الكيمياء.

تعرف خلال مرحلة تجديد نشاط «الجبهة الوطنية» وحركة التحرير أي خلال 1960 – 1963 على القضايا السياسية. وبعد تخرجه من جامعة طهران عام 1963 التحق بالخدمة العسكرية وبعد أن أكمل مرحلة التدريب البالغة تسعة أشهر أرسل إلى مصنع الاسلحة التابع للجيش وكان أسوة لاصدقائه يفكر في التوصل للسبيل الذي ينقذ الشعب من ظلم وجور نظام الشاه ومن خلال دراسته للحركات السياسية والاجتماعية في ايران أدرك أن جميع السبل النضالية قد انتهت بالفشل رغم تضحيات وجهود الشعب فتوصل إلى أن السبب هو فقدان العلم السياسي السابق للقيادة والمنظمة المحترفة مدركًا أن النضال ان لم يؤخذ كحرفة وعمل علمي فمن المستحيل احراز تقدم وكان يعتقد أيضًا بعدم امكانية النضال دون ترك العمل والمال والدراسة ويكرر دائمًا ان «قيمة المرء النضالية تقاس بما يقدمه في هذا المجال». وهنا أي في هذه المرحلة أصبح أكثر قربًا محمد حنيف نجاد وسعيد محسن وبقية أصدقائه ليضعوا النواة الاولى للمنظمة ثم ترك عمله وأخذ يعمل استاذًا مساعدًا في الكيمياء في كلية التكنولوجيا. وبهذا استطاع تأمين امكانيات كبيرة للمنظمة. كان متقشفًا يقدم جميع موارده للمنظمة. وبهذا كان نموذجًا للاخلاص والصدق صريحًا في انتقاد نفسه بشكل يثير دهشة الاخرين وهذا دليل على انصهاره الكامل في المنظمة وكان صدقه ومثابرته تضيف بشعور الاعضاء الجدد بمزيد من المسؤولية.

في آب 1970 كلف بمسؤولية مجموعة من المجاهدين. فتوجه إلى فلسطين وتلقى في قواعد «ثورة الفتح» التدريبات العسكرية. وبعد انتهاء فترة التدريب عاد إلى ايران محملاً بخبرة وفيرة ومقادير من الاسلحة. وكانت مرحلة العمل في منظمة المجاهدين قد حانت وهكذا استطاع اصغر أن يقدم من خلال اختصاصه وخبرته مساعدة كبيرة للمنظمة. وأخيرًا وفي ايلول من عام 1971 اعتقل من قبل جهاز أمن الشاه الخائن (الساواك) في دار أحد أقربائه ليتعرض فورًا لابشع أنواع التعذيب اذ كان الساواك قد استشاط غيضًا وحنقًا من خطة خطف شهرام بهلوي دون أن يستطيع أن يتلمس اثرًا للمجاهدين لذا ألقى بكل ثقله لتعذيب بديع زادكان عسى أن يستطيع اكتشاف رأس الخيط.

واستمر التعذيب لاكثر من شهر اذ أجلسوه في بداية الامر في الموقد ثم أرغموه على أن يستلقي على ظهره وقد واجه مرة ولأكثر من أربع ساعات التعذيب بالحرق بحيث واصلت الحروق إلى العظام دون أن ينبس بكلمة واحدة وألقوا به وهو كتلة من الحروق في الزنزانة وأوصدوا عليه الباب فتقيحت جروحه الناجمة عن الحروق والتهبت وملأت جو الزنزانة دون أن يتكلم بحرف واحد وكان يتحمل آلام الحروق بهدوء ومظلومية حتى أصبح جسده نصف مشلول مما كان يضطر اثنان من الجلاوزة إلى سحب جسده نصف المشلول إلى غرفة التعذيب في وقت لم يكن يفكر فيه سوى بالثورة وتحرير الشعب ورفاقه مما اضطرت شرطة الشاه الخائن المجرمة أن ترضخ له وأجريت له ثلاث عمليات جراحية وفي الوقت الذي لم تشهد فيه حالته الصحية أي تحسن اقتيد في فجر الخامس والعشرين من أيار 1972 مع رفيقيه حنيف وسعيد ليعدم رميًا بالرصاص.

Verified by MonsterInsights