ما الهدف من الجريمة في ضريح شاهجراغ؟
دخلت الانتفاضة الوطنية للشعب الإيراني يوم الأربعاء 26 اكتوبر يومها الحادي والأربعين. وفي هذا اليوم الذي دخلت فيه الانتفاضة مرحلة جديدة، تعرّض ضريح شاهجراغ أحد الأضرحة المقدسة لدى الشيعة في مدينة شيراز لهجوم إرهابي.
هتف طلاب الكلية التقنية بجامعة طهران يوم، 29 اكتوبر، بثلاثة شعارات محددة حول حادثة شاهجراغ:
حادثة شاهجراغ (سينما) ركس آخر، هذه خدعة أخرى (في الأيام الأخيرة من حكم الشاه المقبور قام سافاك الشاه بإحراق سينما ركس لتضليل الثورة ضد الشاه)
هذه الخطة تكرار فاشل، داعش هو الحرس نفسه
المشلول يده (خامنئي) هو القاتل في شاهجراغ
تظهر هذه الشعارات بالضبط يقظة المجتمع ضد مناورات النظام المنحرفة.
لكن النظام زعم أن الجريمة في شاهجراغ من عمل داعش.
ولتوثيق السيناريو، نشر الحرس بيان لداعش، الذي نفاه على الفور.
ثم أزال الحرس البيان في صمت!
حتى الآن تبين أن مخرج المشهد هو النظام نفسه، إلا وأن يثبت خلاف ذلك.
لكن السؤال: ما الهدف من هذه الجريمة؟
في كلمة واحدة، الخروج من المأزق!
في الأيام الـ 42 الماضية، جرب خامنئي كل أساليب القمع التي استخدمها. لكنها فشلت.
لذلك لجأ إلى خدعة اختلاق العدو الوهمي واختار هذه المرة داعش والسعودية لحرف أذهان الناس عن التركيز على النظام إلى عدو زائف، وهو نفس الشيء الذي فعلوه في الحرب مع العراق.
مواقف سلطات الحكومة من جريمة شاهجراغ
بعد قتل الأبرياء في شاهجراغ، وجه المسؤولون الحكوميون من كبيرهم وصغيرهم رسائل مختلفة.
قاليباف يوجه رسالة مفادها أن “هذه المأساة هي إتمام الحجّة على كل من هيأ الأرضية لأعمال الشغب خلال الأسابيع الماضية”. في هذه الرسالة قاليباف تستهدف انتفاضة الشعب من أجل الحرية.
رئيس السلطة القضائية إيجئي يطرح موضوع الأمن الذي يعتبره رؤساء الحكومة دائما الاحتجاجات تهديدا لأمن ولاية الفقيه، ويقول: “الأعداء الإشرار للشعب الإيراني الثوري استهدفوا الزوار برصاصاتهم لضرب أمن البلاد “.
وكتبت وكالة أنباء مهر الرسمية نقلا عن رئيسي: “رئيس السلطة التنفيذية، مشيرا إلى أن أعمال الشغب تمهد الطريق لأعمال إرهابية، قال: بالأمس شاهدنا أبرياء كانوا يتعبدون في ضريح شاهجراغ يتعرضون لإطلاق النار، وهم لا يريدون تطور إيران الإسلامية .. ” الكلمة المفتاحية لرئيسي في حادثة مزار شاهجراغ هي موضوع الانتفاضات الشعبية على الصعيد الوطني.
تهديد المنتفضين
يقول باقري قائد الأركان العامة للقوات المسلحة في رسالته: “على المشاغبين والمنخدعين الذين لا شك أنهم متواطئون في هذه الجريمة الكبرى، أن يعلموا أن أمن وسلامة وصون أرواح وممتلكات الشعب الإيراني الأبي هو الخط الأحمر للقوات المسلحة الصبور والقوية والشجاعة لإيران الإسلامية”. ويهاجم علانية انتفاضة الشعب الإيراني على الصعيد الوطني.
بدوره قال كنعاني المتحدث باسم وزارة الخارجية: “أولئك الذين قسموا الإرهاب إلى خير وشر! يقسمون العنف الى خير وسيء ويدعمون العنف والارهاب ضد الشعب الايراني بكل قوتهم”. موقف كنعاني ضد الداعمين على الصعيد الخارجي لانتفاضة الشعب وهكذا يستغل حادثة شاهجراغ.
وهناك هيئة مايسمى أسماء فناني ولاية الفقيه، في رسالة نشرتها وكالة أنباء مهر، تستهدف المنتفضين بشكل صريح وواضح وكتبت: “اليوم لا شك أن صفوف المشاغبين من بين الإرهابيين الذين لا يتورعون عن قتل الناس حتى في حرم آمن لأهل البيت”.
خامنئي الولي الفقيه للنظام يلف ضمنا انتفاضة الشعب الإيراني في سيلفون الأمن وقال في رسالة تنطوي على الخدعة ويقول: “علينا جميعًا واجبات التعامل مع يد العدو المحترق وعملائه الخونة أو الجاهلين والغافلين من الأجهزة الأمنية والقضائية إلى النشطاء في مجال الفكر والدعاية وإلى أبناء الشعب الأعزاء يجب أن يتحدوا ضد التدفق الذي يسمح باستخفاف وعدم احترام حياة الناس وأمنهم ومقدساتهم” وبالطبع يحاول عدم تسليط الضوء بشكل واضح على انتفاضة الشعب في كل مدن إيران، ومن خلال اثارة موضوع ” التدفق الذي يسمح باستخفاف وعدم احترام حياة الناس وأمنهم ” يخاطب الانتفاضات التي دخلت بثقافتها المنافقة.
أعمال الشغب وأمن كلمات مفتاحية لسلطات الحكومة
لم يتم الكشف بشكل كامل عن المعلومات المتعلقة بهذه الحادث المأساوي المروع. الشعب الإيراني يوجه في مواقفه أصابع الاتهام إلى حكومة ولاية الفقيه. التناقضات والإجراءات الكاذبة للحكومة تجعل هذه الحادثة أكثر إثارة للريبة، والمواطنون يشيرون بأصابع الاتهام إلى هذه التناقضات. لكن استخدام كلمات واحدة من قبل قادة الحكومة الذين يستخدمون أعمال الشغب والأمن بشكل جماعي أمر مثير للدهشة للغاية. أثارت التجارب السابقة التي تم الكشف عنها بشأن الأعمال المعادية للإنسان والخيانة التي قامت بها حكومة ولاية الفقيه المزيد من التكهنات حول تورط الحكومة في كارثة شاهجراغ.