هل يدفع بايدن ثمن سياسته في الشرق الأوسط؟
في مقال نُشر على موقع “العربية” الفارسية كتبه عبد الرحمن الراشد بعنوان “هل يدفع بايدن ثمن سياسته في الشرق الأوسط؟”، والذي صدر يوم الأحد، الرابع من فبراير، يُسلط الضوء على تداعيات سياسات الرؤساء الأمريكيين تجاه إيران.
وعلى الرغم من أن الرئيس الأسبق جيمي كارتر كان له دور في تغيير مسار تاريخ إيران بإخراج خميني من المنفى ليقود الجمهورية الإسلامية، إلا أنه واجه نتائج عكسية عندما احتجز النظام الإيراني موظفي السفارة الأمريكية كرهائن لأكثر من عام، مما أدى إلى خسارته الانتخابات. وفي إهانة إضافية، أُطلق سراح الرهائن في اليوم التالي لتولي رونالد ريغان الرئاسة.
وباراك أوباما واجه تحديات مماثلة عندما وقع اتفاقًا نوويًا اعتبرته طهران انتصارًا لها وأثار استياء حلفاء أمريكا في الخليج وإسرائيل. الاتفاق سمح لإيران بتخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات الاقتصادية دون التزام طهران بوقف دعمها للميليشيات في المنطقة. في نهاية ولاية أوباما، تم إذلال البحارة الأمريكيين عندما استولى الحرس الثوري الإيراني على زورقهم العسكري.
وجو بايدن، مثل سابقيه، واجه تحديات مع إيران، حيث بدت الجمهورية الإسلامية أغنى خلال فترة حكمه، بفضل رفع العقوبات الاقتصادية وتشجيع تجارة النفط. بدلًا من المصالحة، زادت إيران من أنشطتها العسكرية المعادية لأمريكا في المنطقة.
والعلاقات المتوترة بين واشنطن وطهران، التي تمتد لـ45 عامًا، تعقد فهم هذه الديناميكية. واشنطن تتردد في المواجهة المباشرة مع إيران بسبب التكاليف الباهظة وعدم اليقين بالفوز.
والتدخل في العراق كان مثالًا على التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في المنطقة، حيث استمرت محاولات السيطرة أكثر من عقد دون نجاح. النظامالإيراني، بتعقيده وقدرته على الصمود، يجعل من الصعب على الولايات المتحدة اتخاذ خطوات عسكرية مباشرة ضده.
وإيران تستخدم الحروب بالوكالة لتوسيع نفوذها، مما يضع القوى الإقليمية في مأزق. تداعيات هذه السياسة تظهر في ارتفاع مستوى الصراعات وتأثيرها على الأمن الدولي، مثل حصار قناة السويس.
المقال يختتم بتساؤل حول ما إذا كانت الفوضى الحالية ستدفع إدارة بايدن للبحث عن حلول سلمية تضمن السلام والاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى قد يكون الحل المحتمل محدودًا وغطاء لانسحاب الولايات المتحدة من الأزمة حتى لا يرى بايدن الوضع على أنه فشل ، بل بسبب سلوكها ونهجها تجاه إيران.