نظرة على عمق أزمة نظام الملالي بعد هلاك رئيسي
في ظل تفاقم التوترات الداخلية للنظام الإيراني وتصاعد التحذيرات من قبل مخابرات النظام والقضاء للمرشحين ووسائل الإعلام بشأن الانتخابات، يرى العديد من عناصر النظام أن هذه التوترات تتجاوز مجرد مسألة الانتخابات.
ويرون أن التوترات داخل النظام بعد هلاك إبراهيم رئيسي وانهيار سياسة تحكيم نظام الملالي تعكس أزمة حقيقية للنظام. اشتداد الصراع في قمة النظام هو أحد النتائج المباشرة لهلاك إبراهيم رئيسي، حيث يتزايد الصراع بين مختلف فصائل النظام، خاصة الفصيل المهيمن التابع لخامنئي، مما يعمق الأزمة الداخلية للنظام.
في يوم الأربعاء 5 يونيو، صرح محمد حسين ساعي، عضو “مجلس الثورة الثقافية” وأحد أعضاء الفصيل المهيمن، في مقابلة مع تلفزيون النظام: “لن يتم ملء غياب رئيسي بهذه السهولة. بعبارة أخرى، ليس لدينا شخصية تستطيع خلق التوازن السياسي في البلاد كما كان يفعل رئيسي”. وأشار إلى “اللحظة التاريخية الحرجة والمهمة” و “المقطع الخطير الذي يعرفه الجميع”، وأضاف بقلق، متوسلاً أولئك الذين سيتم استبعادهم: “إذا تجاوزنا هذه المرحلة بشكل صحيح، فإن مصالح أولئك الذين يشتكون ستُلبى بشكل أفضل في ظل هذا الجو المتوتر وغير النقدي الذي نواجهه، مما يخلق جوًا نخسر فيه جميعًا معًا، ويدرك الجميع أننا جميعًا في قارب واحد مشترك”.
وفي مقابلة مع موقع حكومي، قال حسين راغفر، الخبير الاقتصادي في النظام: “مجتمعنا مهيأ لاحتجاجات واسعة جداً، أكثر انتشارًا مما شهدناه في عام 2022، بسبب عدم المساواة التي يطالب بها جيلنا الشاب بحق…” وأشار بصراحة إلى أن الحكام يجب أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون البقاء أو السقوط، وأضاف: “أعتقد للأسف أننا نقترب من تلك المراحل”.
حتى خامنئي نفسه، الذي حاول في الساعات الأولى من هلاك رئيسي جعل الوضع يبدو مقبولا وتحت السيطرة، عندما ذهب إلى منزل رئيسي لمواساته، قال: “أشعر أنه لا يوجد تعويض. إنها خسارة فادحة، إنها خسارة كبيرة”.
ويمكن رؤية الاضطراب والقلق السائد في نظام خامنئي بعد هلاك رئيسي في محاولات إنعاش القوى المنهارة من قبل قادة النظام وجهاز الدعاية، خاصة عند مقارنة الوضع الحالي للنظام بوضعه وخطر سقوطه في عام 1981.
وكتب موقع خامنئي الإلكتروني الذي يحمل عنوان “إله 1981 إله هذا العام”: “إذا نمت البلاد وازدهرت في خضم تلك الأزمات والجروح، وبينما لم يتم تشكيل هياكلها الرسمية والقانونية بشكل كامل بعد، فإنها ستخرج بفخر بعد أحداث مريرة ومأساوية مثل فقدان قاسم سليماني ورئيسي”.
تذكر كابوس عام 1981 بعد هلاك الجلاد رئيسي يظهر عمق أزمة النظام وقلق قادة النظام من خطر انتفاضة الشعب الإيراني لإسقاط نظام الملالي.
فور إعلان نبأ هلاك إبراهيم رئيسي، قالت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية: “إن هلاك إبراهيم رئيسي هو ضربة استراتيجية لا يمكن تعويضها لخامنئي ونظام الإعدامات والمجازر بأكمله، مما سيترتب عليه من عواقب وأزمات تحت ظل الاستبداد الديني الذي يحرك المنتفضين”.