الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

النظام الإيراني يؤكد اعتقال 2000 شخص وتحذر من "تجسس معادٍ" أعلن غلام حسين محسني إيجئي، رئيس السلطة القضائية الإيرانية، في مقابلة متلفزة مساء الثلاثاء 16 يوليو 2025، عن اعتقال ما يقرب من 2000 شخص على خلفية ما أسماه "حرب الـ 12 يومًا بين إيران وإسرائيل".

النظام الإيراني يؤكد اعتقال 2000 شخص وتحذر من “تجسس معادٍ”

النظام الإيراني يؤكد اعتقال 2000 شخص وتحذر من “تجسس معادٍ”

أعلن غلام حسين محسني إيجئي، رئيس السلطة القضائية الإيرانية، في مقابلة متلفزة مساء الثلاثاء 16 يوليو 2025، عن اعتقال ما يقرب من 2000 شخص على خلفية ما أسماه “حرب الـ 12 يومًا بين إيران وإسرائيل”. وأشار إلى أن الاعتقالات استمرت حتى بعد انتهاء الأعمال العدائية، وأنه بينما تم إطلاق سراح العديد من المعتقلين بعد التحقيقات، لا يزال آخرون قيد الاستجواب و”استخلاص المعلومات الاستخباراتية”.

وقد وصف النظام الإيراني الصراع بأنه لحظة حاسمة للأمن القومي، مما أدى إلى سلسلة من حملات القمع الداخلية. وفي خطوة غير معتادة، أصدرت منظمة استخبارات حرس النظام الإيراني (IRGC) تحذيرات عبر رسائل نصية جماعية للمواطنين من تصاعد مزعوم في “أنشطة التجسس العدائية” من قبل وكالات استخبارات أجنبية. وتزامنت هذه التحذيرات مع تصريحات رسمية تشير إلى أنشطة استخباراتية أجنبية تستهدف مؤسسات إيران الأمنية والعسكرية، خاصة بعد اغتيال عدد من القادة والعلماء النوويين.

استمرار الاعتقالات بعد التوترات

وفقًا لتقارير إعلامية تابعة للدولة، اعتقلت قوات الأمن العشرات من الأفراد في الأسابيع الأخيرة في عدة مدن إيرانية. وورد أن هذه الاعتقالات وقعت في وقت تزايدت فيه المظاهرات العامة المرتبطة بقضايا تتعلق بالخدمات والسلع الأساسية. كما تشير التقارير إلى استهداف طلاب الجامعات، وأن السلطات تراقب عن كثب نشاط وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك اعتقال مستخدمين لمشاركتهم معلومات تتعلق بالصراع أو انتقاد موقف الحكومة. ووفقًا لتقارير محلية، فإن أي تعبير علني عن المعارضة – حتى تلك التي تقترح تأجيل الاحتجاجات – أدى في كثير من الحالات إلى الاحتجاز.

بالتوازي مع ذلك، سلطت النشرة الفصلية “دراسات الأمن القومي”، التابعة لمكتب الولي الفقيه علي خامنئي، الضوء مؤخرًا على المخاوف الاستراتيجية الأوسع للنظام بشأن الاختراق الاستخباراتي الأجنبي. وأكد مقال في النشرة على ضرورة بناء “خنادق دفاعية” قوية ضد الاختراق وإنشاء أنظمة آمنة لمواجهة “تجسس العدو”. واستشهد بتوجيهات خامنئي التي تؤكد على أهمية التعاون بين الوكالات، وتوقع استراتيجيات العدو، والحفاظ على نزاهة القوات العسكرية والأمنية.

قطع الإنترنت ومخاوف من الداخل

في مقابلة سابقة عام 2024 مع “خبر أونلاين”، أقر علي لاريجاني – رئيس البرلمان السابق والمستشار الحالي للولي الفقيه – بأن الاختراق الأجنبي كان تهديدًا خطيرًا للجمهورية الإسلامية. وصرح قائلاً: “في السنوات الأخيرة، أصبحت قضية الاختراق كبيرة. على الرغم من أن الأجهزة الأمنية تمكنت من إحباط بعض هذه الجهود، إلا أنها لم تتمكن من منعها جميعًا”.

ووفقًا لتعليق محلل للشؤون الاجتماعية نقلته تقارير محلية، يعتقد بعض المراقبين أن السلطات قد تكون قلقة بنفس القدر من إمكانية حدوث اضطرابات واسعة النطاق. وفي ضوء نقاط الضعف الاستخباراتية المتصورة للحكومة وعدم قدرتها على مواجهة التهديدات الخارجية بشكل كامل، ورد أنها نفذت تدابير مثل فرض قيود على الإنترنت والرقابة على وسائل الإعلام.

في 14 يوليو 2025، أشار موقع “شفقنا” الحكومي إلى أنه خلال أي أزمة داخلية، “عادة ما يكون قطع الإنترنت من بين أولى الإجراءات التي تنفذها السلطات”. وذكرت النشرة أن مثل هذه الانقطاعات فُرضت مرة أخرى خلال الصراع الأخير الذي استمر 12 يومًا مع إسرائيل لمنع اندلاع الاحتجاجات.

وفي سياق متصل، تركزت النقاشات الجارية في إيران حول ما إذا كان استخدام تطبيقات الهواتف المحمولة مثل “واتساب” و”تلغرام” قد ساهم في المراقبة الأجنبية أو الهجمات المستهدفة. ومع ذلك، رفضت ابنة الجنرال الراحل في حرس النظام، شادماني، الذي قُتل في عملية مستهدفة، هذه الادعاءات علنًا. وفي منشور على “إنستغرام”، صرحت مهدية شادماني بأن والدها “لم يكن يستخدم هاتفًا محمولاً أو أجهزة ذكية”، وأن “موقعه كان يتغير كل بضع ساعات وفقًا للبروتوكولات الأمنية”. وأضافت أنه على الرغم من هذه الاحتياطات، تعرض لعدة محاولات اغتيال خلال دوره القيادي في الصراع.