إیران: موجة احتجاجات شاملة.. من المتقاعدین إلی عمال النفط
شهدت البلاد یوم الأحد 15 نوفمبر/تشرین الثاني، موجة من الاحتجاجات المنسقة والمتعددة الأوجه: تجمع متقاعدو الضمان الاجتماعي في الأهواز وشوش وطهران وقزوین وکرمانشاه ورشت، والعملاء المتضررون من شرکة رامك للسیارات في طهران، وموظفو شرکة نفط الجرف القاري الإیرانیة في منطقة خارك، ومتقاعدو صناعات الصلب في أصفهان، والمواطنون المحتجون علی جفاف الأشجار وتدمیر المساحات الخضراء في طهران. وقف الجمیع جنبًا إلی جنب برسالة مشترکة: ‘سئمنا الوعود، ونمقت الفساد’.
وفي15 نوفمبر/تشرین الثاني، شهدت مدن مختلفة في البلاد – من أصفهان والأهواز وطهران وقزوین وشوش ورشت – تجمعات حاشدة لمتقاعدي صناعة الصلب ومتقاعدي الضمان الاجتماعي؛ وهي تجمعات تشکلت مباشرة ضد الفقر والفساد وعدم مساءلة المسؤولین، وحولت الشوارع إلی ساحات للاحتجاجات الاجتماعیة.
إلی جانب هذه الاحتجاجات، استمرت موجة الاستیاء بین عمال صناعة النفط؛ حیث احتج العمال الرسمیون المعینون حدیثًا في مصفاة بارس الجنوبي السابعة، وقوات الحراسة في حقل یادآوران النفطي غرب کارون، وعمال المصفاتین التاسعة والثانیة عشرة یوم أمس، والیوم نظم العمال التشغیلیون في جزیرة خارك تجمعًا في مکان عملهم. هذه السلسلة من الاحتجاجات تدل علی أن حالة السخط في قطاع الطاقة بالبلاد تتوسع باستمرار.
في قزوین: باءت محاولات مسؤولي الضمان الاجتماعي لإثناء المتقاعدین وتفریق الحشود بالفشل. أکد المتقاعدون علی الضغوط المعیشیة، وأعلنوا أنهم سیواصلون تجمعهم حتی یحصلوا علی رد واضح.
في رشت: طالبت قوی الأمن الداخلي المتقاعدین بالامتناع عن تردید شعارات مثل ‘لا للإعدام’، معتبرة إیاها غیر نقابیة؛ لکن المحتجین ردوا قائلین: ‘إذا انضممتم إلینا، ستؤتي الاحتجاجات ثمارها؛ وإلا، فبعد تقاعدکم، ستکونون بجانبنا لأن دخولکم لن تکفي للمعيشة.
في مدن أخری: حاولت القوات الأمنیة إنهاء التجمعات بنصح المتقاعدین ‘بالعودة إلی منازلهم’، لکن المحتجین ردوا: ‘لو کنتم تتابعون مطالبنا، لما کان هذا هو حال البلاد والشعب الیوم’.
ما شوهد في 15 نوفمبر/تشرین الثاني لم یکن مجرد احتجاج؛ بل کان إعلانًا عن نفاد الصبر، ورسالة مفادها: ‘لا وعود ولا تهدیدات؛ لن ننخدع بعد الآن’.


