کرة النار في أحضان الملالي الدجالين
فلاح هادي الجنابي
عندما کان نظام الفاشية الدينية يقوم بنصب المشانق ل 30 ألف سجين من أعضاء وأنصار منظمة
مجاهدي خلق(MEK) في صيف عام 1988، فإن الملالي الدجالين کانوا يشعرون بنشوة وهم إنتصار
مزعوم ويتصورون بأن المنظمة قد إنتهت وصفت الاجواء لهم، ولم يکن هناك من يصدق من بينهم بأن
المنظمة ستعود أقوى من السابق وتحشر النظام في زاوية ضيقة کما هو الحال الان.
النشاطات والفعاليات المختلفة التي قادتها وتقودها منظمة مجاهدي خلق ضد هذا النظام
المتغطرس، والتي وصلت الى مستوى قيادة الانتفاضة ضد النظام والنضال من أجل إسقاطه وأيضا
الى درجة إقتحام المحافل والاوساط السياسية الدولية الهامة وإيصال صوت معاناة الشعب الايراني
الى هناك وحث بلدان العالم على الانتصار له والحذر من نظام الملالي.
بعد أن تمکن نظام الملالي من مصادرة الثورة وإقصاء معظم القوى السياسية المشارکة فيه أو
القضاء عليها، فإن منظمة مجاهدي خلق(MEK) قد بقيت لوحدها کمدافعة جسورة وکالاسد الهصور
عن الشعب الايراني ومتحدية نظام الملالي بنضالها المستمر، وهو أمر لم تتمکن أية قوى سياسية
أخرى من القيام به وإن إضطرار نظام الملالي الى شن هجمات مخابراتية عمياء من أجل إثارة الفوضى
والبلبلة في الدول التي تتواجد فيها منظمة مجاهدي خلق، يمثل ويجسد ذروة إحساسها بالخوف
واليأس من الدور الذي تضطلع به المنظمة ضدها وعدم قدرتها على کبح جماحها.
التظاهرة التي قام بها أنصار منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية في باريس في 8 من شباط
الجاري، أصابت هذا النظام الدجال بالصدمة ولاسيما بعد الاهتمام الاعلامي والسياسي غير العادي بها،
وتريد المتظاهرين لهتاف إسقاط النظام وإعلانهم عن وتإييدهم للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية
کبديل ديمقراطي قائم لهذا النظام المتوحش الهمجي المعادي للإنسانية ولمبدأ التعايش والتواصل
بين الشعوب.
النضال الطويل والضاري وغير المتوقف الذي خاضته منظمة مجاهدي خلق بشکل خاص والمقاومة
الايرانية بشکل عام، أوصل الاوضاع في إيران الى منعطف إستثنائي ومن أهم معالمه إن کرة النار الان
قد صارت في أحضان الملالي ولاسيما بعد أن صار الشعب يرفض بقوة هذا النظام ويناضل ضده من
خلال الاحتجاجات المستمرة الى جانب نشاطات معاقل الانتفاضة التي صارت تدك أوکار الاجهزة
القمعية للنظام وفي مقدمتها مراکز ميليشيا الباسيج الاجرامية، وإن النظام الذي يقف الان في وضع
لايحسد عليه أبدا بين سندان الرفض الشعبي له ومطرقة العقوبات الامريکية والضغوطات الدولية،
لايوجد هناك من يتصور بأنه سيخرج سالما من هذا الوضع أبدا!