
بمراجعة للثقافة السياسية في العقود الماضية، نشهد اليوم ربيعا حقيقيا لشعب أو بلد أو مرحلة لم يقطف ثماره. الربيع العربي في العقد الماضي هو مثال شاهد على هذه الحقيقة. ربيع بمثابة بذرة زرعت ولكن ريها و قطف ثمارها يمكن أن يكون القسم الأصعب ويستوجب وجود قوة أساسية شعبية جديرة بتحقيق هذا الربيع وإيران هي المثال البارز عن هذه الحقيقة.

إن فترة العامين ونص العام بعد سقوط الدكتاتور الشاه، كانت دورة امتحان واختبار خطير بالنسبة للقوات الديمقراطية والتحررية الإيرانية. كان من الطبيعي أن العديد، قد نما مثل الأعشاب الربيعية، ولكن لأنهم لم يكونوا أهلا لها ، فقد اختفوا من المشهد. أما البعض الآخر فقد تشبث بذقون الملالي ولم يبق منهم سوى اسمهم.

أکثر سٶال يمکن التوقع بطرحه في غمرة إحتفال نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بذکرى تأسيسه الاربعين، هو، هل يمکن أن يکون هناك عام آخر لإقامة هذا الاحتفال؟ الشکوك والتوجسات تطغي على معظم الاوساط الاعلامية والسياسية بشأن إحتمال أن يبقى هذا النظام لعام آخر خصوصا وإنه قد وصل الى مرحلة صار العالم کله يعلم بمدى وخامتها ولاسيما وإنه لم يعد في يديه مايمکن من معالجة وإصلاح الامور.

عندما حاول نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية إستهداف التجمع العام للمقاومة الايرانية في يونيو/
حزيران من العام الماضي، من خلال تلك العملية المخابراتية التي قادها السکرتير الثالث للسفارة
الايرانية في فينا وتم إعتقاله على أثرها ولازال قيد الاعتقال، فإنه قد قام بذلك بعد أن فشل في إقناع
الحکومة الفرنسية بمنع نشاطات المقاومة الايرانية ذلك إن هذه النشاطات ترکت وتترك أثرا عميقا في
قلوب وضمائر الشعب الايراني، بل وإن إستمرار روح المقاومة والمواجهة والرفض ضد النظام من
جانب الشعب الايراني هو بفضل هذه النشاطات المبارکة.