
تمر إيران بمرحلة يمكن أن تعتبر الاسوأ منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، إذ إنها تواجه
مشاكل وصعوبات غير مسبوقة على كافة الاصعدة وبكل الاتجاهات. والذي يجعل القادة الايرانيين
يشعرون بالاحباط المفعم بالمرارة هو إن الدور الاوروبي الذي تعقد عليه طهران الكثير من الآمال لكي
يعينها على مواجهة العقوبة الاميركية لا يزال أكثر قربا وميلا للولايات المتحدة مع ملاحظة أن أصوات
إرتفعت من طهران تٶكد إن الدور الاوروبي لم يحقق شيئا لحد الان وهو إمتداد أو مساير للاميركيين.

أعلنت المقاومة الإيرانية(MEK/PMOI) برئاسة زعيمة المقاومة مريم رجوي، أن خامنئي
النظام الإيراني يعيش أصعب لحظات الخوف من غضب شعبي لا يخشى التهديد ولا يرهب الموت،
وأوضحت أنالشعب لا يخاف بالرغم من علمه بتكليف خامنئي، كبير الجلادين “صادق لاريجاني رئيس
السلطةالقضائية، “بتهديد المتظاهرين” والحضور إلى الساحة”، حيث استمرار الإضراب والتظاهرات
الجريئة لعمّال هفت تبه لقصب السكر وعمّال الصلب في الأحواز، وإنه خوفًا من استمرار وتوسع
نطاق الاحتجاجات، أطلق التهديد و الوعيد للعمال بالويل والثبور. و قال: “يجب التعامل بصرامة مع
اولئك الذين يريدون العبث بنظم البلاد، بذريعة متابعة مطالبات العمال. و على العمال أن لا يسمحوا
بأن تصبح مطالباتهم، ذريعة لاستغلالها من قبل الأعداء والإخلال بالنظام”. وأضاف: “لن ينال العمّال
مطالباتهم أبدًا، بأعمال شغب وخلق أزمات والقيام بممارسات خلافًا للنظم العام” (وكالة أنباء إيرنا
الحكومية 26 نوفمبر 2018).

الملالي الحاكمون في إيران كانوا قد أطلقوا على فترة الرئيس باراك اوباما اسم العصر الذهبي بالنسبة
لهم ولذلك مع خروج اوباما من البيت الأبيض كان يوم عزاء وحزن وحداد بالنسبة للملالي لأنهم خلال
فترة حكم باراك اوباما ومن خلال التدخل في أمور دول المنطقة استطاعوا أن يسحبوا كل من سورية
والعراق واليمن نحو حمام من الدم وكذلك استطاعوا توسيع ونشر إرهابهم الحكومي إلى أقصى نقاط
العالم وأيضا قاموا بتشديد القمع والتعذيب والاعدام داخل إيران ومن خلال سياسات التماشي الغربية
تم منع فتح قضايا إرهاب الملالي وانتهاك حقوق الإنسان إلى العالم وخاصة قضية مذبحة السجناء
السياسيين في عام ١٩٨٨ والأهم من ذاك قربت الملالي خطوة أكبر نحو صنع القنبلة النووية.

عندما تضييق الانظمة الديکتاتورية ذرعا بالمعارضات الوطنية ويصعب عليها إنهاء دورها فإنها تلجأ
کعادتها دائما الى أساليبها المعروفة بالقمع والکذب والخداع والتضليل والتزوير والتحريف من أجل
تخفيف وطأة دور تلك المعارضات، وعندما يبادر نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في ظل الظروف
والاوضاع الحالية حيث تتصاعد فيه الاحتجاجات من جانب الشعب الايراني وفي أغلب مناطق إيران، الى
تنفيذ عمليات الاعدام علنا وبطرق بشعة ومنافية لأبسط الموازين والقيم الانسانية، فإنها تسعى من
خلال ذلك إخافة وترويع أبناء الشعب الايراني بالاعدام الذي ينتظرهم لو إستمروا بمواجهته.

التقى صباح اليوم الأحد 25 نوفمبر 2018 وفد من البرلمان الأوروبي مكون من السادة تونه كيلام
عضو لجنة الشؤون الخارجية ونائب رئيس مجموعة أصدقاء إيران حرّة والسيد يارومير اشتيتيا عضو
لجنة الشؤون الخارجية ونائب رئيس اللجنة الفرعية للأمن والدفاع وكذلك السيد استرون استيفنسون
منسق «الحملة من أجل التغيير في إيران» بمريم رجوي وتم التباحث معها.

التصعيد الملفت للنظر في الخطاب السياسي الايراني منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قبل أربعة عقود، صار واحدا من الصفات المألوفة والعادية لهذا النظام عندما يواجه أوضاعا إستثنائية على الصعيد الدولي ويجد نفسه في موقف صعب، وله تأريخ مشهود بهذا الصدد بحيث لم يعد هذا التصعيد يثير الانتباه ويلفت الانظار كما كان الامر معه في بدايات الامر.

المقاومة الايرانية كشفت ذلك مسبقا لم تذهب سدى جهود الملالي لاربعين عاما خلت من التغول
والتغلغل الايراني في العراق ودق ركائز وبنى تحتية لعلاقات اقتصادية وسياسية وطيدة مع العراق
وكم حذرت المقاومة الايرانية العراق من ذلك التغلغل والتغول من جانب الملالي دون جدوى ولسبب
معروف ومكشوف هو خضوع ساسة العراق وحكامه للارادة الايرانية

يتم تسجيل حركة العمال وإنجازاتهم ، بغض النظر عن أي حيل او ممارسات يستخدمها النظام للتعامل معها ، في سجل انتفاضة الشعب الإيراني وتاريخ “حركات العاملين المطالبين بحقوقهم” في الوطن.
إن إجبار النظام على القليل من التراجع والإفراج عن العمال المحتجزين ، وأيضاً إجبار الملالي اللصوص على دفع ما لا يقل عن شهر واحد من رواتب العمال ، هو اكبر انجاز ولكن أهم إنجاز للعمال هو أبعد من هذا ومع ذلك احتج العمال على عدم اكتمال مطالبهم (لأنه لا يزال هناك عدد من العمال محتجزين ، ولم يتم تحديد بقية رواتب العمال) لكن إنجازات أخرى للعمال …