
هناك تضارب وتناقض واضح جدا في التصريحات والمواقف الصادرة من جانب القادة والمسٶولين
الايرانيين بخصوص تأثير العقوبات الامريكية على إيران، إذ وفي الوقت يزعم قسم منه بأنها لن تٶثر
عليهم وإن النظام سيبقى واقفا على قدميه ويستمر في مسيرته في حين يرسم البعض الآخر منهم
مستقبل ضبابي يغرق في اليأس والتشاٶم مع تأكيد ملفت للنظر على إحتمال حدوث ثورة أو إنتفاضة
أو تمرد كبير قد يقلب الامور كلها رأسا على عقب.

تقف إيران اليوم أمام مفترق حساس وبالغ الخطورة حيث تواجه العديد من الاحتمالات السلبية والتي
لاتعني إلا إضافة المزيد والمزيد من المآسي والمصائب للشعب الايراني الذي وصلت به الاوضاع الى
أسوأ مايکون، وإن سفرة الغذاء الايرانية التي کانت معروفة ومشهورة بتنوعها صارت اليوم بائسة
وتفتقر الى کل ذلك التنوع کما إن الشعب الايراني

لايبدو إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد تلقى خبر إضافة مايك بومبيو، وزير الخارجية
الامريكي لملف حقوق الانسان الى 12 طلبا لإعادة التفاوض مع معه بإرتياح، خصوصا وإن هذا الملف
يعتبر”كعب ايخيل”هذا النظام ونقطة ضعفه الاساسية ومكمن الالم الرئيسي عنده، والذي سيجعل هذا
النظام يشعر بقلق وتوجس أكبر من هذا الاجراء الامريكي، إنه يتطابق مع توجهات لزعيمة المقاومة
الايرانية مريم رجوي التي سلطت الاضواء بقوة على هذا الملف خلال الاعوام الاخيرة بشكل خاص.

أثبت نشر بعض من تغريدات جهاز السيبراني للنظام الإيراني، من قبل شركة تويتر، مرة أخرى حقيقة ما
أكدته المقاومة الإيرانية دومًا أن المصدر الرئيسي لأي عداء وحملات تشهير ضد المجلس الوطني
للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية هو نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران.
النظام الذي يرى الطريق الوحيد لإنقاذه من السقوط المحتوم في القضاء على هذه المقاومة.

بعد إفتضاح أمر نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية إنکشاف مخططاته ونشاطاته الارهابية التي
يمارسها من خلال سفاراته في بلدان العالم المختلفة، ولاسيما العملية الارهابية الاخيرة التي سعى من
خلالها من أجل تفجير التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية NCRI ، لم يعد ممکنا أن يستمر الصمت
الدولي حيال هذا النظام وتجاهل أعماله ونشاطاته بهذا الصدد کما إنه وفي نفس الوقت لابد من
مسائلته ومحاسبته عن جرائم إرهابية سابقة قام بها ضد معارضيه في خارج إيران وتدعمها أدلة
ومستمسکات تدين النظام.

لايمكن تلمس الشعور بالارتياح والطمأنينة من جانب القادة والمسٶولين الايرانيين وهم في طريقهم
لمواجهة الحزمة الثانية من العقوبات الامريكية ضدهم والتي هي الاقسى والاكبر تأثيرا، خصوصا وإن
عمليات المتابعة والتدقيق التي تجريها إدارة ترامب تختلف تماما عن تلك التي كانت إدارة أوباما
تجريها، فهناك حالة تقاطع تامة بين طهران وهذه الادارة من كل الجوانب.