
ليس هناك من نظام مغرم ومولع بإستخدام وتوظيف نظرية المٶامرة في أي تطور إستثنائي يقع له ويهزه
هزا کما هو الحال مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، إذ إنه يعزي کل الاحداث والتطورات المعادية له في
داخل إيران الى بلدان وأطراف خارجية بمعنى إنه يتصرف وکأن الشعب الايراني جزء ذائب في النظام ولايمکن
فصله أو عزله عنه في الوقت الذي نجد فيه الواقع مغاير لذلك تماما.

بدأ إضراب سائقي الشاحنات الإيرانية في جولته الجديدة عقب مناشدة السبت 22 سبتمبر ، احتجاجا على عدم
تلبية مطالبهم ، واستمر الى يوم الأربعاء 26 سبتمبر 2018 ، لليوم الخامس على التوالي في العديد من
المدن الإيرانية منها :زنجان، خمین، اصفهان، ورزنه، شهرکرد، ابهر، کرمانشاه، قزوین، داراب، شیراز، ميناء
”بندرعباس”، نیشابور، ارومیه، تبریز، یزد، اردبیل، ميناء ”خمینی”، مدينة بابک و اراک .

قال حسين داعي الإسلام عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية(NCRI) في تصريح صحفي حول خطاب روحاني
في الأمم المتحدة: روحاني في خطابه في منظمة الأمم المتحدة قال: ” الاتفاق النووي كان حصيلة عقد واحد
من المساعي الدبلماسية ودورة زمنية واحدة من المفاوضات المكثفة لإصلاح أزمة وهمية. ولكنه لم يقل من
الذي صنع هذه الأزمة؟ ربما في تلك الحالة كان سيضطر لذكر اسم المقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق الإيرانية
(MEK)الذين كشفوا عن مشاريع ومخططات النظام النووية خلال أكثر من ١٠٠ مؤتمر ولقاء صحفي.

مراجعة التأريخ النضالي لمنظمة مجاهدي خلق(MEK) في صراعها ضد النظام الملکي السابق وضد النظام الديني
المتطرف الذي أعقبه، والتمعن فيه وسبر أغواره يوضح الکثير من الامور والقضايا عن هذا التأريخ الذي نعتقد
بأنه يمکن إطلاق تسمية الملحمي عليه، لأن الکثير من الاحداث والوقائع التي جرت خلال هذا التأريخ أشبه
ماتکون بملحمات خصوصا عندما نستحضر إعدام قادة المنظمة من قبل نظام الشاه وظن النظام وأوساطا
أخرى بأن المنظمة قد إنتهت وتلاشت ولکن نهوضها بصورة أقوى من السابق کان لوحده أکبر ملحمة في
التأريخ النضالي لهذه المنظمة ومن حقها أن تفتخر به دائما.

لايبدو الترحيب الايراني الخجول والاشبه مايکون على مضض من إتفاق سوتشي الأخير بین روسیا وترکیا حول
الامتناع عن شن هجوم عسكري على إدلب وإيجاد منطقة عازلة في الشمال السوري، بترحيب طبيعي بعد
إخفاق قمة طهران في الخروج بنتيجة بشأن أدلب، خصوصا وإن طهران کانت تقرع طبول الحرب وتتوعد
متصورة بأن الامور ستنتهي کما تريد، والذي يدعو للتأمل أيضا هو إن وسائل الاعلام الايرانية والمحللون
المقربون من النظام قد شنوا هجوما على الاتفاق، واعتبروه تهميشا لدور إيران في سوريا.