
اشتعال غضب الشعب المحروم والمواطنيين المنهوبة أموالهم وانهيار الوضع الاقتصادي في إيران
الذي يظهر نفسه بشكل تصاعدي ساعة بساعة في سعر الصرف أرعب المسؤولين الحكوميين للنظام.
العديد من المسؤولين المهمين وقادة النظام ظهروا إلى المشهد واعترفوا صراحة بهذا الانهيار
الاقتصادي والمأزق والأزمات المحيطة بالنظام على الصعد المختلفة وكل منهم قد حذر من قرب توقع
سقوط النظام بطريقته الخاصة.

ماهو أهم مطلب يسعى الشعب الايراني الى تحقيقه ولاسيما بعد إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول
2017، هو التغيير الحقيقي في إيران، خصوصا بعد أن تيقن من إن أوضاعه ستزداد سوءا ولايوجد هناك
أي أمل لتحسنها، والذي يجب ملاحظته مليا هنا، إن الانتفاضة التي أشرنا إليها، لم يستطع نظام
الجمهورية الاسلامية الايرانية إخمادها والقضاء عليها کما فعل مع إنتفاضة عام 2009، وإن إستمرار
وتواصل الاحتجاجات الشعبية العارمة وتأکيدها على شعارات سياسية تشدد على الدعوة للتغيير
الجذري من خلال رفض النظام برمته.

لم يکن إعتراف النظام الديني المتطرف في إيران بقيادة منظمة مجاهدي خلق MEK / PMOI لإنتفاضة 28 کانون
الاول 2017، وکذلك طلبها الرسمي من الحکومة الفرنسية بأن لاتسمح لمنظمة مجاهدي خلق بأن
تمارس نشاطاتها وتحرکاتها في فرنسا، کأي إعتراف آخر أدلى به النظام، بل إنه إعتراف إستثنائي غير
مسبوق، ذلك إنه يأتي بعد مرور أربعة عقود من الصراع بينه وبين المنظمة حيث حاول خلالها القضاء
على المنظمة وإنهاء دورها، ولذلك فإن هذا الاعتراف لم يکن إلا إقرار رسمي من جانب النظام بکون
المنظمة البديل الديمقراطي القائم له والذي لامناص منه أبدا.

رغم الدعوات الدولية المتكررة، أعدم نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين، ثلاثة سجناء سياسيين كرد: رامين حسين بناهي 24 عامًا، وزانيار مرادي 30 عامًا ولقمان مرادي 32 عامًا في سجن جوهردشت بكرج شنقًا، خوفًا من الغضب والكراهية العامة تجاه هذا النظام ولغرض خلق أجواء الرعب والخوف وللحؤول دون تصاعد الانتفاضة الشعبية. وجاء إعدام السجناء في وقت، كان هؤلاء الثلاثة يخوضون إضرابًا عن الطعام والشراب منذ عدة أيام. زانيار ولقمان كانا يقبعان أكثر من 9 سنوات ورامين منذ 14 شهرًا في السجن وتحت أشد الضغوط.