من هو العميد الحرسي عبدالرضا شهلايي وأين يتواجد؟
من هو العميد الحرسي عبدالرضا شهلايي وأين يتواجد؟ – بجانب اسم قاسم سليماني القائد السابق لقوة القدس والذي هلك في يناير/ كانون الثاني 2020 بالقرب من مطار بغداد، يتردد بجانبه على الألسنة اسم شخص آخر يكتنفه الغموض، وهو عبدالرضا شهلايي. وما هو العميد الحرسي عبدالرضا شهلايي؟
ولد عبدالرضا شهلايي في عام 1957 في مدينة كرمانشاه وانخرط في صفوف قوات الحرس منذ تأسيسها في عام 1979 وشارك منذ عام 1985 في عمليات لقوات الحرس خارج الحدود من مقر رمضان.
وتأسس مقر رمضان في فترة الحرب الإيرانية العراقية عام 1984 في كرمانشاه حيث كان كل من محمدباقر ذوالقدر ومحمدرضا نقدي من قادة قوات الحرس في السنوات التي تلت الحرب من القادة الأقدمين فيه. وكان الهدف من تأسيس مقر رمضان هو التنسيق للنشاطات العسكرية داخل أراضي كردستان العراق والتعاون مع المجموعات الكردية المعارضة لصدام حسين.
وكان بعض القادة الحاليين في قوة القدس التابعة لقوات الحرس في تلك الفترة من القادة الرئيسيين في مقر رمضان، بينهم يمكن الإشارة إلى إيرج مسجدي السفير الحالي للحكومة في العراق.
وكان إيرج مسجدي في تلك السنوات رئيس هيئة الأركان في مقر رمضان وهو مشهور بعلاقاته الواسعة مع القادة في المجموعات الكردية والعربية المعارضة لصدام حسين ممن ظل معظمهم الآن من السلطات العراقية العالية.
كما يعتبر محمد جعفري صحرارودي رئيس مكتب علي لاريجاني، من القادة المعروفين والبارزين في مقر رمضان حيث تركز الدائرة الرئيسة لنشاطاته على مراقبة التعاملات العسكرية لنظام ولاية الفقيه مع قوات البشمركة تحت إمرة مسعود البارزاني وجلال الطالباني وهما القائدان الرئيسيان الكرديان في العراق.
ويعد العميد الحرسي شهلايي بجانب العميد الحرسي جعفري صحرارودي الذي كان له ضلع في اغتيال عبدالرحمن قاسملو من قادة الأحزاب الكردية في عام 1989، من ضمن أعضاء في قوات الحرس ممن كانوا يلعبون دور الوسيط بين معارضي الحكومة العراقية السابقة مع نظام ولاية الفقيه.
ومع تشكيل قوة القدس في عام 1980 كان عبدالرضا شهلايي من بين القادة في تلك القوة في فرع الإجراءات الإرهابية خارج الحدود حيث كانت دائرة واجباته تركز على العراق.
وبعد إسقاط الحكومة العراقية السابقة، كان كل من شهلايي وصحرارودي الذي يتولى الآن منصب مستشار لاريجاني رئيس مجلس شورى النظام، يجتمعان أكثر من مرة مع الأطراف التي كانا يعملان معهم سابقًا، ممن كانوا قد أصحبوا من السلطات في النظام العراقي الحالي.
ولكن وقبل تغيير الحكومة في العراق، كان شهلايي يلعب دورًا مؤثرًا في الإرهاب والتدخل لنظام ولاية الفقيه في العراق ومن بين الأهداف، كانت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، المعارضة الرئيسة لنظام ولاية الفقيه والتي اتخذت من العراق مقرًا رئيسيًا لها.
ومنذ عام 1992 وبعد الغزو الأمريكي الأول للعراق في عام 1991 حيث ارتفعت نسبة النشاطات الإرهابية للنظام ضد منظمة مجاهدي خلق في العراق، كان عبدالرضا شهلايي وكما أعلنت هذه المنظمة، يلعب دور القيادة.
وفي عام 2002 وقبل أشهر من هجوم قوات التحالف على العراق، شكل قاسم سليماني ثلاث وحدات للقيادة على الحدود الإيرانية العراقية وذلك من أجل التدخل في العراق. وكان يتولى العميد الحرسي أحمد فروزنده قيادة المحور الجنوبي، والعميد الحرسي تقوي قيادة المحور الوسطي كما كان شهلايي يقود المحور الغربي والشمالي الغربي.
ولكن الحالات المكشوفة تدل على أن التدخلات والأعمال الإرهابية لشهلايي بعد تغيير الحكم في العراق زادت بعد عام 2003.
وبعد إسقاط الحكومة العراقية السابقة في عام 2003، كان شهلايي مع الحرسي جعفري من قادة قوة القدس التابعة لقوات الحرس ومقر رمضان وفي التنسيق مع أبي مهدي المهندس الذي قتل مع قاسم سليماني، يتابع ويمرر نشاطات إرهابية وسياسية في الميدان ضد مجاهدي خلق في بغداد.
كما جرت في ديسبمر/ كانون الأول 2003 اجتماعات متتالية في طهران بين شهلايي مع بعض المسؤولين في جماعة “التجمع الإسلامي” التابعة لأبي مهدي المهندس كأبي فرقد من القادة السابقين في فيلق 9 بدر وأبي محمد طيب القائد السابق لمخابرات فيلق 9 بدر، وذلك حول الخطط المستقبلية لطرد مجاهدي خلق من العراق.
منها وفي عام 2004 وبعد البيان الصادر عن مجلس الحكم العراقي، زار شهلايي وجعفري صحرارودي بغداد لإجراء محادثات حول استرداد قادة مجاهدي خلق إلى إيران.
وفي هذه اللقاءات والعلاقات، كان شهلايي قد طالب أبا مهدي المهندس رئيس “التجمع الإسلامي” والقائد السابق لفيلق 9 بدر، بتنظيم عدة تظاهرات في المدن العراقية المختلفة ضد مجاهدي خلق.
ومنذ عام 2003، كان شهلايي مخططًا للعمليات الإرهابية ضد قوات الائتلاف العسكرية وخاصة القوات الأمريكية في العراق. كما كان مسؤولًا لتجنيد العراقيين وإرسالهم إلى إيران من أجل التدريب لتنفيذ عمليات إرهابية في العراق. وكان شهلايي يدرب الإرهابيين المصدرين إلى العراق في معسكر حزبالله في جليل آباد بمدينة ورامين الإيرانية.
ونقل نظام ولاية الفقيه في عام 2006، آلافًا من المأجورين والمرتزقين وقواته بالوكالة إلى إيران من أجل التدريب ومن ثم إلى العراق بعد تكميل التدريبات. كما كانت 17معسكرًا تابعة لقوات الحرس في مختلف المحافظات بإيران تخطط وتمرر تدريب هذه القوات تحت عنوان مراكز تدريبية وقوة القدس.
وكان كبار القادة في قوة القدس منهم قاسم سليماني وشهلايي وعبيداوي وأحمد فروزنده في رأس هذه الإجراءات بشكل مباشر. والتفجيرات المتسلسلة واختطاف الشخصيات والأساتذة الجامعيين والطيارين وقتلهم وتهجير كمية كبيرة من أبناء السنة في بغداد وبعض من المدن الأخرى، تمثل جوانب من هذه التدريبات.
وفي مؤتمر صحفي مارس/ آذار 2007 في مدينة نيويورك، كشف عليرضا جعفرزاده عن معلومات هامة منها المنشآت النووية السرية لنظام ولاية الفقيه عن معسكرات تدريب للنشاطات الإرهابية لنظام ولاية الفقيه كانت قد أسست داخل إيران تحت إشراف شهلايي من أجل ارتكاب الجرائم والاغتيال في العراق.
وفي هذا المؤتمر، تم الكشف عن وثائق وأدلة جديدة لتدخلات النظام في العراق وعناوين معسكرات التدريب ومواقع التدريبات الإرهابية وخاصة مسؤولية الحرسي شهلايي في الإشراف على الدورات التدريبة للميليشات العراقية.
وحول هذا المؤتمر الصحفي، أفادت وكالة أسوشيتد برس للأنباء من نيويورك تقول: “قال المتحدث باسم مجموعة إيرانية معارضة إن الميليشات الشيعية وفرق الموت تتلقى تدريبات في أكثر من 10قواعد سرية بإيران تحت دعم قوي لكبار المسؤولين الإيرانيين وما لا يقل عن ثلاث شخصيات سياسية عراقية بارزة.
وفي مؤتمر صحفي أكد عليرضا جعفرزاده أن الميليشات الشيعية تذهب إلى إيران تحت يافطة الزائر أو الجنود المتضررين القدماء من أجل العلاج حيث يتلقون جميع التدريبات بدءًا من القنص إلى العمل مع المتفجرات وصواريخ تطلق من الكتف خلال شهر في معكسرات تدريب ومن ثم يعودون إلى العراق.
وأضاف جعفرزاده أن هذه المعسكرت تخضع لقيادة العميد شهلايي من أعضاء قوة القدس الإيرانية التي لها ضلع في تدخلات الحكومة الإيرانية في الشؤون العراقية”.
واعتبرت الإدارة الأمريكية في سبتمبر/ أيلول 2008 عبدالرضا شهلايي كواحد من مخططي “عمليات معقدة للغاية” في العراق في يناير/ كانون الثاني 2007، ما يسفر عن مقتل 5جنود أمريكان، مدرجة اسمها في قائمة العقوبات الخاصة بها.
وجاء في تقرير أصدرته الخزانة الأمريكية في 16 سبتمبر/ أيلول 2008 “أن الخزانة الأمريكية أدرجت كيانين و5أشخاص في القائمة السوداء”.
وكان شهلايي واحدًا من هؤلاء الأشخاص. وبموجب هذا التقرير، كان الحرسي شهلايي، نائب قيادة قوة القدس قد اتهم بتجهيز المستلزمات والدعم اللوجيستي للجماعات الشيعية منها المجموعة الخاصة لجيش المهدي. كما اتهم بالتخطيط من أجل هجوم شنه أعضاء في المجموعة الخاصة لجيش المهدي في عام 2007 ضد القوات الأمريكية في كربلاء العراق مما تمخض عن مقتل 5جنود أمريكان وجرح ثلاثة آخرين.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2011 أحبطت محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن قبل تنفيذها وكما كشفت عنه لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ، أن العميد الحرسي كريمي، قائد مدرية العمليات لقوات الحرس كان قائد هذه العمليات الإرهابية. كما كان العميد الحرسي عبدالرضا شهلايي نائب العميد الحرسي كريمي يتولى تخطيط هذه العمليات الإرهابية.
وفي 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2011 وعقب الكشف عن محاولة اغتيال السفير السعودي من قبل النظام والتفجيرات الإرهابية في واشنطن، فرضت الولايات المتحدة العقوبات على الحرسي قاسم سليماني قائد قوة القدس التابعة لقوات الحرس مع 4آخرين من هذه القوة ممن كانوا ضالعين في هذه المؤامرة، وكان عبدالرضا شهلايي واحدًا من هؤلاء الـ4.
وبموجب تقرير صادر عن الخزانة الأمريكية، إن شهلايي هو الذي كان قد اتخذ القرار النهائي بشأن عمليات واشنطن.
وفي حالة كشف نشرتها هافينغتون بوست في 26 أكتوبر/ تشرين الأول 2011 سلّط عليرضا جعفرزاده من مكتب ممثلية المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في أمريكا الضوء على دور يلعبه الحرسي شهلايي في توسيع الإرهاب وفرق الموت لنظام ولاية الفقيه في العراق والكثير من بلدان العالم.
وكان التخطيط من أجل الإجراءات الإرهابية ضد مجاهدي خلق من الواجبات الرئيسية للحرسي عبدالرضا شهلايي خلال هذه السنوات في العراق. وفي أحدى هذه الهجمات بالصواريخ والهاونات على مخيم ليبرتي مقر إقامة أعضاء مجاهدي خلق حينما كانوا متواجدين في العراق، في 9 فبراير/ شباط 2013، قتل 7أشخاص بينهم عضوة في مجاهدي خلق كما أصيب أكثر من 50شخصًا بجروح.
وأعلن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن “الحاج يوسف [العميد الحرسي عبدالرضا شهلایی] قائد المجموعات ’الجهادية’ و’كتائب حزب الله في العراق’ خطط هذا الهجوم في اجتماعات مع أبي مصطفى شيباني وأبي آلا وأبي مهدي المهندس وهم إرهابيون معروفون موالون لنظام الملالي في العراق”.
وتدل العلامات والأدلة أن عبدالرضا شهلايي كان يتولى مسؤولية الملف اليمني في قوة القدس التابعة لقوات الحرس منذ ما استولت الميليشيات الحوثية على صنعاء أوائل عام 2015 في أقل تقدير.
وأعلن برايان هوك الممثل الأمريكي الخاص في شؤون إيران في سبتمبر/ أيلول 2019 أن واشنطن عيّنت 15مليون دولار كمكافأة للكشف عن معلومات حول شهلايي والشبكة الخاضعة له كما جدد التأكيد على هذا الموضوع في ديسبمر/ كانون الأول 2019.
وأكد خلال الأشهر الماضية قال مسؤولان أمريكيان لوكالة رويترز للأنباء أنه وفي ليلة استهدف فيها قاسم سليماني قائد قوة القدس جراء هجوم طائرة بدون طيار أمريكية في بغداد، نفذ هجوم آخر في اليمن لاستهداف العميد الحرسي عبدالرضا شهلايي من القادة البارزين في قوة القدس ولكنه نجا من هذا الهجوم.