الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

تأليه مجرم حربي ألقاب وأوصاف لامحل لها من الإعراب

انضموا إلى الحركة العالمية

تأليه مجرم حربي! ألقاب وأوصاف لامحل لها من الإعراب

تأليه مجرم حربي ألقاب وأوصاف لامحل لها من الإعراب

تأليه مجرم حربي ألقاب وأوصاف لامحل لها من الإعراب

 

 

 

تأليه مجرم حربي! ألقاب وأوصاف لامحل لها من الإعراب – إذ أمعنا النظر، هذه الأيام، في الدعاية الرسمية ووسائل الإعلام الحكومية المختلفة، نجد أنها تنتهج سياسة شريرة معادية لإيران. ونظرًا لمضمونها النمطي فهي سياسة تمليها المستويات العليا في الحكومة. والغرض من هذه السياسة هو التستر على الجرائم التي ارتكبها قاسم سليماني وجعله معبودًا وبطلًا قوميًا. ولتحقيق ذلك، أطلقت العناصر الصغيرة والكبيرة في الحكومة القابًا وأوصافًا لامحل لها من الإعراب على الحرسي المجرم، قاسم سليماني، بازدراء القيم الوطنية والعقائدية، مثل مقارنته بـ “أمير كبير” و “آريو برزن” و ” سورنا” و “جلال الدين خوارزمشاه” و ” نادر شاه الأفشاري” وحتى ” رئيسعلي دلواري” و ” ميرزا كوجك خان”.

 

قولبة الضفدع بدلًا من العندليب

إن سياسة الديكتاتورية الدينية في هذا الصدد سياسة خاسره ومهترئة، ورأينا أنواعًا منها في الماضي. فعلى سبيل المثال، بناء الضريح على عظام الدجال الملعون ووصفه بالإمام. ومضى نظام ولاية الفقيه في هذا العمل قدمًا ليضفي سحرًا وروعة على هذا الضريح لدرجة أن قبور أئمة الشيعة تضائلت بجانبه، لكن هل من الممكن أن نزوّر التاريخ ونطلي ضريح الدجال ذو العظام النخرة ممزق الكفن ونزينه بالمرآة ونعتبره المثل الأعلى في العصر الحديث؟  

 

ومن الأمثلة الأخرى قولبة الضفدع بدلاً من العندليب في نظام الملالي. إن إطلاق اسم”الإمام!“ على معمّم دون يدعى علي خامنئي، يغنينا عن الحاجة للتوضيح . وإطلاق لقب “قائد الإسلام” على ”صياد شيرازي“ لإهانة كلمات مثل “قائد” و “الإسلام” من بين هذه الإجراءات. ولم ننس أن حاجة الملالي للدعاية لتطهير جرائم قاسم سليماني في سوريا؛ تستوجب التوسل في الرأس المقطوع للحرسي “حججي” أيضًا. حيث أن الملالي في هذه القصة أيضًا بنوا ضريحًا لهذا الحرسي المجهول وقدسوه.

 

وبالعودة قليلًا إلى الماضي، سوف نتذكر أنه خلال الحرب الإيرانية العراقية المدمرة أيضًا، ركزت الدعاية الحكومية على أن المفاتيح التي تم تعليقها على أعناق الأطفال والأحداث هي مفاتيح الجنة، وكان الهدف من ذلك خداع أبناء الوطن وإرسالهم للسير على الألغام شوقًا للجنة. وفي هذا الصدد، لم تتورع العبثية الدينية في تزيين الأفراد على أحصنة بيضاء ليلعبوا دور ”إمام الزمان“ على الجبهات، الجبهات التي كان قاسم سليماني أحد مشعلي أفرانها، وجعل شباب كرمان حطبها.  

 

أهداف خامنئي من التقديس

في الحقيقة، ما هو الغرض من هذا العبث؟ ما هو الانقسام غير القابل للحل الذي تريد ديكتاتورية الملالي تسويته بهذه الممارسات؟ ما هو السر الذي يجبرها على تقديس المجرمين؟   

يمكن أن تشمل الإجابة الحالات التالية:

– كان قاسم سليماني العنصر الرئيسي لتنفيذ سياسة خامنئي في تصدير عقلية خامنئي المتزمة والتدخلات الإرهابية في إطار قوة القدس. وبفقدانه تلقت هذه السياسة ضربة هائلة جوهرية. ويسعى خامنئي إلى أن يحول دول تأثر اركان نظامه الأخرى بهذه الضربة أو أن يقلل من نطاق تأثيرها ويمنع من أن تؤدي إلى نجاح الشعب العراقي في طرد نظامه من البلاد.

 

 – هذا وتلاشت روح القوى القمعية بمقتل قاسم سليماني. وكانت الدعاية الحكومية تجعل منه في كثير من الأوقات سابقًا ؛ شخصية أسطورية لا تُقهر، وأنه ينبغي على الأميركيين لمواجهته استخدام سبايدر مان وباتمان. وكان الهدف الوحيد هو منح الحرسي سليماني مختلف الأوسمة واعتباره العزيز المستقل، والتمهيد ليشغل منصب رئيس الجمهورية.  ويشكل مقتل قاسم سليماني ضربة ساحقة لهذه الكاريزما التي صنعها الملالي، ويريد خامنئي الآن إعادة المياه إلى مجاريها من خلال وصفه قديسًا.

 

 – ويواجه حكم الملالي داخل البلاد خطر اندلاع الانتفاضة. وللتقليل من نطاق الانتفاضة، فهو في حاجة ماسة إلى اختلاق اوضاع كاذبة تلقى استحسان الآخرين.  ومن منطلق أنه لا يملك القدرة على الحرب، فإنه يحاول، خشية من اندلاع الحرب مع أمريكا، أن يلغي وجه قضية الانتفاضة أو يضللها من خلال الدعاية الخادعة والنفخ في فرن الانتقام الحالم.   

 

 – يسعى خامنئي، وهو يدرك وضع نظامه، في الأيام الأخيرة أن ينتهز الفرصة لإنشاء وحدة زائفة بين زمر السلطة، إلا أنه يعلم جيدًا أن هذه الوحدة لن تدوم طويلًا حتى في شكلها الزائف وسوف تقتصر على بضعة شعارات والتقاط بعض الصور فقط في خضم إدراج قوات حرس نظام الملالي في قائمة الإرهاب،  حيث لن يتم القضاء على الصراع بين زمر النظام بهذه الإجراءات. وبينما لم يتم دفن جثة قاسم سليماني حتى الآن، بدأ الصراع بين فصائل النظام حول كيفية الرد على أمريكا والتفاوض والاتفاق النووي.

 

 ونظرًا لضعف خامنئي في منحدر الانتفاضة والإحداثيات الحالية للنظام، فإلى أي مدى يستطيع أن يحقق الأهداف بدون قاسم سليماني، موضوع آخر للمناقشة، ولكن حتى الآن يجدر بنا القول بأنه :

 

إذا كان من الممكن تزوير التاريخ، فقد قُلب هرمه رأساً على عقب، وتحول الأبيض إلى الأسود، وتم تقديم الحرسي الدموي قاتل شهداء أشرف والأطفال السوريين والذي ارتكب المذابح وشرّد الآلاف؛ للناس شهيدًا وبطلًا قوميًا من باب الخداع.  وكان شمر ابن ذي الجوشن قياديًا متفوقًا على خامنئي واستطاع في عصر يفتقر إلى التواصل والوعي أن يحقق أهدافه أكثر من قاسم سليماني.