الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

دور قوات الحرس في استیراد فیروس کورونا ونشره في إیران

انضموا إلى الحركة العالمية

دور قوات الحرس في استیراد فیروس کورونا ونشره في إیران

دور قوات الحرس في استیراد فیروس کورونا ونشره في إیران

دور قوات الحرس في استیراد فیروس کورونا ونشره في إیران

 

 

دور قوات الحرس في استیراد فیروس کورونا ونشره في إیران – ليس هناك مجال للشك في أنّ خطوط “ماهان” التابعة لقوات الحرس هي من استوردت فیروس کورونا وأدخلته إلی إیران علی متن رحلاتها الجوية من وإلی الصین بدایة ظهوره، لکن ما هي الأدوار الأخری التي لعبتها قوات الحرس في ظهور وانتشار هذا الفیروس الفتاك علی نطاق واسع في إیران أو محاولة احتوائه؟

 

المفاجأة بدأت في الصين! عندما أظهرت ثاني قوة اقتصادية وتكنولوجية في العالم أنها غير مستعدة لمکافحة فيروس سمّي لاحقاً باسم “كورونا”، المفردة التي انتشرت في کل أرجاء العالم بسرعة قیاسیة لم یسبق لها مثیل.

 

لكن ما حدث في إيران لا يمكن وصفه بالمفاجأة بل یجب تسمیته بـ “الجریمة” المنظمة بعیداً عن الزخرفة اللفظیة واستخدام الکنایة والمجاز.

 

فبينما أغلقت جميع الدول حول العالم حدودها الجوية مع الصين خوفاً من العدو المجهري المدعو “کورونا”، تجاهلت شرکة “ماهان” للطیران والتي لعبت دوراً رئيسياً في تنفیذ خطط ومطامع خامنئي وقوات الحرس مثل الالتفاف على العقوبات الأمریکیة، خطر العدو المتربّص بالبلاد والعباد، وقامت باستیراد الفیروس لتحلّ الکارثة الإنسانیة المروّعة التي نشهدها الیوم في إیران.

 

إذن وبما أنّه یمکن إطلاق اسم “الجریمة” علی أي عمل أو سیاسة یستهدفان أرواح الناس بشکل متعمّد، یمکننا وصف ما فعلته قوات الحرس وخطوط ماهان الجوية التابعة له بالجریمة.

 

فقد قامت رحلات شرکة ماهان المحظورة في العديد من البلدان وبهدف تحقیق بعض الأرباح والمطامع الشریرة، بنقل المسافرین الصينيين إلی بلادهم ممن علقوا في دول أخری حظرت رحلاتها إلی الصین، لتحلّق من جدید نحو طهران وهي مزوّدة بالبضائع المحظورة جراء العقوبات الأمریکیة وبالركاب والطلاب الصينيین، وتأتي بضیف غیر مرحّب به یُدعی کورونا.

 

ومنذ ذلك الحین، فرض النظام وقوات حرسه الخاصة رقابة صارمة علی تداول أیة معلومات تمتّ لاستیراد الفیروس وانتشاره في البلاد بصلة تحسّباً لحرب لا یرید أي طرف من أطراف النظام المتنازعة الاحتراق بنیرانها.

 

في هذا الصدد، كتبت “شكوفه حبيب زاده”، وهي مراسلة اقتصادية لصحيفة “شرق” الحکومیة، على صفحتها على تويتر يوم الاثنين  الثالث من فبراير 2019 ما یلي:

 

«تفید بعض الأخبار الواردة بصدور أوامر تمنع وسائل الإعلام المطالبة بوقف رحلات ماهان إلى الصين، من اتباع هذا الخط الإخباري. هو أمر غريب یشیر إلی التعاون بين إيران والصين بشأن العقوبات».

 

لکن تمّ حذف التغريدة على الفور!

تفید السیاسة الدولیة السائدة في مکافحة جائحة کورونا، بأنّ أولی الخطوات في محاربة الفیروس تکمن في تقديم إحصائيات یومیة واضحة عن عدد الوفیات والإصابات باعتبارها خطوة أساسیة في التعامل مع الفیروس ومعرفة طریقة وأبعاد انتشاره فضلاً عن أنها تعزز الثقة والتضامن بین الشعب والحکومة.

 

لکن النظام الإیراني لم یأخذ بهذه القاعدة الأساسیة المتبعة دولیاً ولم یعرها أدنی اهتمام، لأن أجهزته الأمنیة -تحدیداً قوات الحرس – قد اتبعت سیاسة التکتّم والتعتیم علی المعلومات المتعلّقة بالفیروس مهدّدة بتنفیذ عقوبات قاسیة بحق کل من یخترق جدار الرقابة ویدلي بمعلومات إضافیة.

 

هناك أمثلة عدیدة تثبت هذا الإدعاء تمثّلت في عمليات الاعتقال والاستدعاء إلی التحقیق والفصل عن العمل والتهدید بالعقوبات القاسیة طالت الأطباء والصحفيين وکل من یدلي بمعلومات وأخبار حول كورونا تخالف الأخبار المعدّة من قبل خامنئي وحرسه الإرهابي، فضلاً عن حملات الترعیب والترهیب في الفضاء الإلكتروني.

 

علی سبیل المثال لا الحصر، أعلنت منظمة استخبارات فيلق فجر في محافظة فارس بتاریخ 14 مارس 2020 أنه «بفضل جهود منظمة استخبارات فیلق فجر في محافظة فارس ومن أجل ضمان الأمن النفسي للمجتمع، تمّ تحديد ومعاقبة 150 شخصاً قانونیاً ممن قاموا بنشر شائعات وأخبار كاذبة حول انتشار فیروس کورونا في الفضاء الإکتروني».

 

کما ينبغي الإشارة إلی اعتقال کابتن فريق “داماش” الکیلاني لكرة القدم من قبل قوات استخبارات الحرس لانتقاده إدارة أزمة كورونا وسیاساتها الخاطئة.

في 21 مارس 2020 مثلاً، أقيمت مراسم حاشدة لدفن رفات حسين أسداللهي، أحد قادة الحرس في حي “وردآورد” في کرج، بحضور آلاف الأشخاص على الرغم من أوضاع الحجر الصحي في البلاد.

 

وفي کل ذلك تمّ توجيه أصابع الاتهام إلى الحرس فیما یتعلّق بهذا الأمر. فکان من الضروري تلمیع صورة القاتل لدی الضحیة كما تنصّ سیاسة النظام المتأصلة علی مدار أربعة عقود ماضیة.

 

تعليقاً على سياسة النظام هذه، كتبت صحیفة “لوموند” الفرنسیة:

«من خلال الأغاني والأفلام الوثائقية والأخبار القصيرة، يشيد تلفزيون الجمهورية الإسلامية بالحرس والملالي الذين يتصدّرون المعرکة ضد فيروس کورونا ویلعبون دورهم أکثر أهمیة  من دور الأطباء على أساس الدعاية الحكومية».

 

ليس هناك شك في أنّ الأنظمة المتخلفة تتغذی علی الأزمات. ویعتبر نظام ولایة الفقیه برمته بما في ذلك الحرس، النموذج الأبرز والأکمل علی هذه الحقیقة لدوره الفعّال في خلق الأزمة والتستّر علی الأزمة بأزمة أخرى والترحيب بشتی صنوف الأزمات من أجل کسب بعض الأرباح وتحقيق الأهداف المرجوة.

 

لكن النظام یحترق في أتون فیروس کورونا ولا سبیل أمامه للنجاة أو تحویل مسار الأحداث.

مما لا شك فيه أنّ العالم بأسره بما في ذلك إیران لن یبقی علی ما کان علیه قبل أزمة کورونا، وأنّ الرأي العام في كل دولة سيحكم بعد الکوارث على أداء الأجهزة والمؤسسات الحکومیة في المنعطفات التاريخية الحساسة التي یشهدها البلاد.

 

في هذا الحكم الشعبي، سینجح البعض بینما یرسب البعض الآخر بتصویت المجتمع المدني لکل بلد، وسیکون الحرس الذي يمثل خامنئي في إيران من الفئة الثانية.

 

فالشعب الإيراني لم ینسَ قائمة جرائم الحرس الطویلة بما في ذلك ممارساته القمعیة خلال انتفاضة نوفمبر 2019، وإطلاق الصواریخ علی الطائرة المدنیة الأوكرانية ومقتل جمیع رکابها الـ 176.

 

إذن علینا وضع المصطلحات والعناوین الرنانة التي یستخدمها حرس خامنئي كـ “استعدادات الحرب ضد کورونا” و”عمليات مکافحة کورونا” و”المناورات البيولوجية” و”مقرّ العمليات” إلخ، في سياقها الصحیح وتفسیرها علی محمل أنّ ولي فقیه النظام یخشی الشعب الإيراني لا فیروس كورونا.

 

لأنه إذا كان خامنئي وحرسه قلقين بشأن سلامة الشعب الإيراني، لکانا حظرا رحلات ماهان، وفرضا الحجر الصحي علی مدینة قم منذ الیوم الأول من ظهور الفیروس وأنفقا جزءاً من الثروة الهائلة المتکدّسة في خزائنهما على محاربة الفیروس.

 

في ضوء فهم مخاوف خامنئي وحرسه المتزایدة من الشعب الإيراني باعتباره عدوّا لدوداً یجب التصدّي له، یمکن فهم معنی انتشار قوات الحرس بشکل کثیف في کافة المدن الإیرانیة وفهم الغایة من أنشطته المشبوهة.

 

نقلت وكالة “ميزان” للأنباء خوف خامنئي والحرس وترقّبهما اندلاع انتفاضة شعبیة وشیکة قائلةً:

 

«التهديدات ومكونات الأزمة سوف تتفاقم في حالة حدوث الوضع الحالي أو استمراره. التهديدات المتعلّقة بالأمن والاستقرار يمكن أن تؤدي إلى انتفاضات خطيرة»، یکمن حلّها في «تعامل الأجهزة الأمنية والقضائية بجدية» بالإضافة إلی «تصعید دور المؤسسات العسكرية مثل الجيش والحرس للسيطرة على الوضع في المدن».

 

من الواضح أنّ خامنئي والحرس ينتظران حصاد ما زرعاه وهما یعرفان خیر المعرفة أنّ الردّ علی جرائم النظام لا یتمّ إلّا عبر العصیان والانتفاضة وانتزاع الحق بالقوة.

 

Verified by MonsterInsights