الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

خامنئي: التبجّح والمبالغة والدجل في سبیل إخفاء الحقيقة

انضموا إلى الحركة العالمية

نصف مليون عدد وفيات كورونا كارثة مؤلمة يتحمل نظام الملالي مسؤوليتها مباشرة

خامنئي: التبجّح والمبالغة والدجل في سبیل إخفاء الحقيقة

خامنئي: التبجّح والمبالغة والدجل في سبیل إخفاء الحقيقة

 

 

خامنئي: التبجّح والمبالغة والدجل في سبیل إخفاء الحقيقة – من جدید أطلّ خامنئي یوم الأحد الموافق 10 مايو، عبر تقنیة الفیدیو کونفرانس من داخل حجره الصحي، لیشارك هذه المرة في اجتماع اللجنة الوطنیة لمکافحة كورونا.

 

بعد مضي 3 أشهر علی تفشّي فیروس کورونا في البلاد ووفاة عشرات الآلاف من الناس، هذه هي المرة الأولی التي یؤخذ فیها خامنئي الأمر على محمل الجد، ویقدّم التعازي لأسر الضحایا.

 

تراجع خامنئي عن ادعائه السابق

على الرغم من أنّ خامنئي وکنظیره روحاني، حاول مسبقاً التظاهر بالسیطرة على الأوضاع المتأزمة في البلاد علی صعید أزمة کورونا بالاعتماد علی الأكاذيب والحیل والمبالغة، فإنّ مشارکته في اجتماع اللجنة الوطنیة لمکافحة كورونا عبر تقنیة الفيديو والتصریحات التي أدلی بها خلال الاجتماع، تعتبر تراجعاً واضحاً عن تصریحاته السابقة عندما قال بإنّ “کورونا لیس بلاءاً کبیراً وینبغي علینا أن لا نضخمه”!

 

لكنه هذه المرة قد أشار إلى فیروس كورونا باعتباره قضیة مهمة تستدعي التضرّع إلى الله في ليلة القدر لرفعها عن الناس، وتمنّى أنّ يتمكن “العلماء الشباب في الوطن” من اكتشاف لقاح لهذا “الفيروس المتقلب” (ربما عن طريق اختراق مواقع شركات الأدوية) وإضافة إنجاز جدید إلی قائمة إنجازات النظام الوهمیة!

 

وباحتیال مفضوح، انتقد خامنئي أداء الغرب الذي «فشل علی صعید مکافحة أزمة کورونا، حیث نری هجوم الشعب علی المتاجر» علی حد تعبیره، في محاولة منه لتغطیة الأداء الإجرامي للنظام وإرسال الناس إلی مذبحة کورونا، مؤکداً علی «ضرورة شرح هزيمة الغرب للرأي العام»!

 

التناقض حول إعادة فتح الأماکن الدينية

وحول استمرار الخط الإجرامي لإعادة فتح المساجد والأماکن الدینیة، قال ولي فقیه النظام بتناقض یشوبه الدجل والنفاق، إنه لن يعلّق على الأمر وسیتبع ما تملیه القواعد والإرشادات الطبية، لكنه في الوقت نفسه أضاف أنه «يجب تسليم التحقيق لمن يفهم حقيقة وضرورة الدعاء والتضرّع»! بمعنی أنّ صناع القرار هم الملالي المتاجرون بالدین الذين يستغلّون أجواء رمضان لمصالحهم.

 

وقد امتنع خامنئي الدجّال في تصریحاته عن قطع أية وعود ولو کاذبة حول تقدیم المساعدات الحکومیة لملايين العاطلين عن العمل والجياع والمصابین بکورونا، وبدلاً من ذلك أحال الشعب إلى “مبادرة الإغاثة الخالصة” التي تقوم في الواقع علی ابتزاز العمّال والکسبة بحجة مساعدة الفقراء.

 

وخلال الجلسة، أشاد المعمّم روحاني بخامنئي إشادة تثیر الإشمئزار وشكره على «سحب مبلغ مليار يورو من صندوق التنمية الوطنية لتغطية التكاليف الناجمة عن البطالة وتوفير الرعاية الصحية». في حین، كشف وزير الصحة في حكومة روحاني، نمكي، على إنستغرام أنه قد «تقرر مؤخراً تقديم 300 ألف يورو لوزارة الصحة» من أصل المليار يورو، وهذا يعني أنّ وزارة الصحة ستحصل علی 3 في المائة فقط من المبلغ المخصص!

 

ثنائیة الخبز والحیاة

هذا وقد قال روحاني بوقاحة تامة: «لم نسمح بحدوث ثنائیة الخبز والحياة في بلادنا». وللأمانة قد صدق روحاني فیما قال ولم تکن هناك ثنائیة الخبز والحیاة (الخیار بین الموت جوعاً أو الموت بکورونا)، لأنّ النظام أخذ أرواح الناس وخبزهم معاً لإنفاقه على أمن النظام المتزلزل ومنع انهیاره. ولكن هل استطاع تحقیق هذا الهدف؟

تحذير! تحذير!

يبدو أنّ خامنئي شارك في ذلك الاجتماع الاستعراضي بغرض تقدیم إجابة إيجابية على السؤال أعلاه والتظاهر بأنّ النظام قد نجح في مواجهة كورونا واستطاع السيطرة عليه واحتوائه، لیدّعي بعد ذلك -مستخدماً عناوین وعبارات مخادعة مثل «سلوك الأمة الحازم والرصین» و«تألّق الشعب بالرصانة والحلم»- بأنه استطاع قمع المجتمع وإخضاعه واجتیاز عقبة انتفاضة جیش الجیاع والعاطلین عن العمل بنجاح باهر من خلال تنفیذ استراتيجية التضحیة بأرواح الشعب وتقدیم أکبر عدد ممکن من الإصابات البشرية.

 

لكن خامنئي نفسه لا یؤمن بهذا الإدعاء السخیف کما لا یؤمن به بقیة قادة النظام. فمسؤولو الصحة يحذرون باستمرار من عدم وجود بقعة في البلاد تخلو من الإصابات بالفیروس! وقد حذّر رئيس اللجنة الوطنیة لمکافحة كورونا في طهران من أن «أي تراجع في السلوك الصحي يمكن أن يكون له عواقب وخيمة» مشيراً إلى أنّ طهران لا تزال بؤرة تفشّي الوباء.

 

حتى نمکي وزير الصحة في حکومة روحاني، حذّر من ظهور موجات ذروة جدیدة للفیروس خاصة في الخریف مؤکداً علی أنه «إذا غيّر الفيروس من سلوكه، فسوف تنهار جميع معادلاتنا».

 

ويرى الخبراء السياسيون في النظام أنّ تلك المعادلات هي في الأساس سياسية واجتماعية وحتى أمنية لدرجة أن صحيفة “رسالت” الحکومیة المتحدّثة باسم عصابة خامنئي الفاشية حذّرت في 10 مایو قائلة: «من دون أدنى شك، يمكن أن يؤدي أدنى خطأ في إدارة هذا المرض إلى كارثة وطنية من الآن فصاعداً».

 

ومن الواضح أن “الكارثة الوطنیة”، لا تمثّل الخسائر البشریة بالنسبة للنظام ولعصابة خامنئي، بل هي إمکانیة حدوث انفجار اجتماعي أکبر وأشدّ بکثیر من انتفاضة ینایر 2017 وانتفاضة نوفمبر 2019!

 

لذلك، فإنّ تشدّق خامنئي وروحاني بالنصر والنجاح علی صعید مکافحة کورونا، لا یتجاوز کونه محاولات خرقاء تهدف إلی خداع الساذجین.

 

Verified by MonsterInsights