الابتزاز النووي: من الواضح أن بايدن يائساً من استئناف الصفقة الإيرانية- 28 يونيو / حزيران (يو بي آي) – بالتأكيد لا يمكن أن يتم التعامل كالمعتاد مع إيران بعد الانتخابات المزورة لرئيس يرتبط اسمه بجرائم القتل الجماعي. يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي”جو بايدن” يائسة من استئناف المحادثات في فيينا بهدف إعادة تأسيس الاتفاق النووي المعيب بشدة والذي أصبح الآن زائدًا تمامًا عن الحاجة.
بقلم
ستروان ستيفنسون
أعلن رئيس الملالي المنتخب حديثًا، من يسمى بـ “جزار طهران” إبراهيم رئيسي، المعروف بدوره في لجان الموت المسؤولة عن مذبحة عام 1988 التي راح ضحيتها أكثر من 30 ألف سجين سياسي، أنه لن يلتقي أبدًا بالرئيس الأمريكي جو بايدن. ومع ذلك، طالب رئيسي الأمريكيين برفع جميع العقوبات التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب تحت حملة “الضغط الأقصى”، عندما قام بالانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة من جانب الولايات المتحدة فقط.
في مواجهة واقع السقوط الذي يلوح في الأفق، تحتاج الديكتاتورية الثيوقراطية ومرشدها الأعلى المسن علي خامنئي إلى إنهاء العقوبات حتى يتمكنوا من إعادة تنشيط الاقتصاد الإيراني المفلس إعادة تمويل حروبهم بالوكالة في سوريا والعراق واليمن ولبنان وغزة وإحياء برنامجهم المستمر لبناء قنبلة نووية.
الابتزاز النووي:كما أنهم بحاجة إلى أموال ضخمة لاسترضاء قوات حرس نظام الملالي، الجستابو (وزارة المخابرات) التابع للنظام، المسؤولون عن تنفيذ كل أعمالهم القذرة. تباهى الملالي بكيفية تسريع تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 60٪، وهو مايبعد بمقدار شعرة عن درجة نقاء القدرة الانشطارية. ولقد اختبروا مرارًا وتكرارًا إطلاق صواريخ باليستية قوية قادرة على حمل رأس حربي نووي. كما قاموا باستعارة تكتيكات الاقتراض مباشرة من قواعد اللعبة الكورية الشمالية لكيم جونغ أون، حيث يستخدمون التهديد النووي لابتزاز الغرب لتقديم تنازلات كبيرة. بالنسبة للملالي، يعتبر السلاح النووي استراتيجية بقاء أساسية. وسيكون من علامات الضعف التي لا تُغتفر أن يستسلم الغرب لمثل هذا الترهيب.
بالطبع، تدفع الصين وروسيا الأمريكيين إلى التنازل. حيث كان كل من فلاديمير بوتين و شي جين بينغ، الحليفين لنظام الملالي، من بين الأوائل الذين قدموا تهانيهم الحارة إلى إبراهيم رئيسي. يجب على بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكين إلقاء نظرة فاحصة على قائمة الدول التي رحبت بانتخاب رئيسي. والتي شملت كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا وبيلاروسيا وسوريا والمتمردين الحوثيين في اليمن وحماس في غزة وجماعة حزب الله الإرهابية في لبنان. كما يقول المثل الشهير، “مع أصدقاء مثل هؤلاء، فلست بحاجة إلى أعداء”.
من المؤكد أن بايدن وبلينكين يجب أن يفكروا طويلاً وبجد قبل أن يخضعوا لرغبات هذه المجموعة البغيضة من الدول الشمولية والديكتاتوريات والأنظمة الاستبدادية المستبدة والجماعات الإرهابية. إنه لأمر محزن للغاية أن الدول الأخرى الموقعة على خطة العمل الشاملة المشتركة للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وهي فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، تبدو مصممة بنفس القدر على إعادة إحياء تلك الصفقة.
لم تكن فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مملؤة بالمجد. ومع ذلك، فقد كان محقًا تمامًا بشأن صفقة أوباما النووية. في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، نشرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرًا من 48 صفحة بعنوان “النظام الخارج عن القانون”: وقائع الأنشطة المدمرة لإيران. “في المقدمة، أوضح وزير خارجية ترامب، مايك بومبيو، سبب قرار الرئيس بالانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة، واصفاً إياه بأنه” رهان استراتيجي فاشل لم يف بحماية الشعب الأمريكي أو حلفائنا من احتمال وجود سلاح نووي إيراني “.
وأشار إلى أن صفقة أوباما “فشلت بشكل واضح في المساهمة في الأمن والسلام الإقليمي والدولي”. وأضاف قائلاً : في الواقع “سلوك إيران الابتزاز والمزعزع للاستقرار أصبح أكثر جرأة في ظل هذا الاتفاق”. وتابع بومبيو: “نطلب من كل دولة سئمت وتعبت من السلوك المدمر لجمهورية الملالي أن تنضم إلى حملة الضغط. وهذا ينطبق بشكل خاص على حلفائنا في الشرق الأوسط وأوروبا، الأشخاص الذين تعرضوا للإرهاب بسبب نشاط النظام العنيف على مدى عقود عدة “.
كانت تصريحات بومبيو بمثابة تذكير قاتم بقضية الدبلوماسي الإيراني المعتمد أسد الله أسدي، الذي أٌرسل من طهران إلى أوروبا في عام 2018، على متن طائرة ركاب، مع قنبلة إرهابية جاهزة بالكامل في حقيبته الدبلوماسية. وحٌكم على أسدي وثلاثة من المتآمرين بالسجن لفترات طويلة بتهمة الإرهاب والشروع في القتل بعد القبض عليهم متلبسين وهم يحاولون تفجير مؤتمر ضخم نظمته المقاومة الإيرانية في باريس. حضره المئات من السياسيين الغربيين البارزين والمحترمين، الذين كانوا سيٌقتلون ويٌشوهون بهذه القنبلة لو نجحت المؤامرة.
كان من الواضح أن مثل هذا الغضب الشنيع لا يمكن التخطيط له إلا على أعلى المستويات داخل نظام الملالي. اندهش العديد من مراقبي إيران عندما لم يقم الاتحاد الأوروبي بأي محاولة لفرض رقابة أو محاسبة على نظام الملالي على هذا الرعب الإرهابي وبدلاً من ذلك ضاعف جهوده لإعادة الاتفاق النووي.
لقد شجعت أعمال الاسترضاء الصارخة الملالي بشكل كبير وعززت وجهة نظرهم بأن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة ضعيفة وليس لديها الشجاعة لمواجهة نظامهم الإرهابي. الانتخابات المزورة المهندسة للسفاح إبراهيم رئيسي، هي أوضح دليل حتى الآن على أن نظام الملالي يعتزم استغلال الضعف الغربي بالكامل، والإصرار على الرفع الكامل للعقوبات، بينما يتقدمون في زيادة تخصيب اليورانيوم، إلى جانب تصنيع مكونات القنابل وأنظمة إطلاق الصواريخ.
واصل النظام الإيراني أنشطة صنع القنابل السرية قبل وأثناء وبعد توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة. منعت البنود المعيبة بشدة لاتفاقية 2015 المفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول المواقع العسكرية التي تديرها قوات حرس نظام الملالي. وهذه، بالطبع، هي المواقع ذاتها التي يتم فيها تنفيذ جميع الأنشطة النووية السرية تقريبًا. كما لم يشر الاتفاق إلى التوسّع العدواني لنظام الملالي وتورطه في حروب بالوكالة في المنطقة، أو تصديره للإرهاب دوليًا، أو في الواقع عنفه وأنشطته القاتلة ضد شعبه داخل إيران.
وأوضح رئيسي أنه لن يتسامح مع أي تدخل في السياسة الخارجية لنظامه أو الترتيبات المحلية، أو حتى برنامج الصواريخ الباليستية. يبدو أن عرضه المطروح على الطاولة في فيينا هو رفع جميع العقوبات المفروضة علينا مقابل ذريعة أننا سنتوقف عن بناء قنبلة نووية، بينما نواصل بسعادة قمع شعبنا ونشر الحرب والعنف على جيراننا والاستمرار في دور الأب الروحي الدولي للإرهاب. كما يقول الاقتباس الشهير، “إذا واصلت طرق باب الشيطان، فسوف يسمح لك بالدخول عاجلاً أم آجلاً”.
ستروان ستيفنسون هو منسق حملة “من أجل تغيير إيران”. كان عضوًا في البرلمان الأوروبي عن اسكتلندا (1999-2014)، ورئيس وفد البرلمان للعلاقات مع العراق (2009-14) ورئيس مجموعة أصدقاء إيران الحرة (2004-2014). وهو محاضر دولي في شؤون الشرق الأوسط ورئيس الجمعية الأوروبية لحرية العراق.