نظام الملالي ليس لديه ما يقدمه سوى الضعف- في السنوات الأخيرة، أصبحت نقاط ضعف نظام الملالي أكثر وضوحًا يومًا بعد يوم. من الضعف الاقتصادي إلى فقدان السيطرة على البلاد في مواجهة العديد من الاحتجاجات الضخمة والتي زادت نتيجة لهذا الضعف، وكذلك إلى العزلة الدولية الناتجة عن الأنشطة الخبيثة في المنطقة، ودعم النظام للإرهاب العالمي والديكتاتوريات التي تشترك معه في نفس السلوك.
وإن جهود النظام للتغطية على هذا الضعف بأنشطة غير مجدية مثل برنامجه الصاروخي والنووي لم يساعده، بل زاد من إحباط الناس بسبب إهدار مواردهم في مثل هذه المشاريع وكذلك زيادة الإرادة الدولية لمواجهة النظام ومنعه من أن يصبح قوة نووية.
وعند تحليل نقاط الضعف هذه، يمكننا رؤيتها في الصفقة النووية مع القوى العالمية المعروفة باسم”خطة العمل الشاملة المشتركة”. حيث يأمل النظام أن تقبل الحكومة الأمريكية الجديدة بعد إدارة ترامب طلباتهم وتعود إلى تلك “الخطة” التي ترجع لعام 2015 بدون تحفظات أوطلبات جديدة، لكن هذا لم يحدث.
وكما ذكرت العديد من المنابر الإعلامية والمواقع التابعة للنظام، وموقع “عصر إيران” التابع للحكومة في 29 يوليو/ تمّوز2021 “حذرت الولايات المتحدة من أن المحادثات النووية مع إيران لإحياء “خطة العمل الشاملة المشتركة” لن تستمر إلى أجل غير مسمى. حيث قال وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكين” في بيان بالكويت (الخميس) “إن المحادثات مع إيران لا يمكن ولا ينبغي لها أن تستمر إلى ما لا نهاية.”
وأضاف الدبلوماسي الأمريكي الكبير مشيرًا إلى أن الوقت قد حان ليقرر النظام: “نحن ملتزمون بالدبلوماسية والكرة لا تزال في ملعبهم“.
ثم اعترفت هذه الوسائل الإعلامية بأن الولايات المتحدة لم تقبل جشع النظام وأضافت أنه: “وفقًا لبيان صدر مؤخرًا عن ممثل النظام لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث رفض دبلوماسيون أمريكيون خلال الجولات الست الأخيرة من محادثات فيينا رفع أكثر من 500 عقوبة ضد مختلف الأفراد والكيانات التابعة للنظام “.
وتابعت: “وفقًا لما قاله “كاظم غريب آبادي”، ممثل النظام في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خلال محادثات فيينا، فإن الأمريكيين أصروا على إدراج قضايا خارج نطاق القضية النووية، وأصروا على إضافة بند بشأن المفاوضات حول القضايا الإقليمية إلى اتفاقية إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة.
وفي الوقت نفسه، أكدت واشنطن أن الولايات المتحدة ستنتظر تشكيل حكومة رئيس النظام المعيّن “إبراهيم رئيسي” لمواصلة محادثات فيينا، ولكن واشنطن تقلل من نتيجة تلك المحادثات لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة وأنه لن تكون هناك تنازلات أخرى من واشنطن “.
أجرى موقع “أكسيوس” الإلكتروني مقابلة مع مسؤول أمريكي حول موقف واشنطن، وكتب:”شدد المسؤول على أن نافذة التوصل إلى اتفاق لن تفتح لفترة أطول، وعلى نظام الملالي أن يعود إلى طاولة المفاوضات بسرعة. كما نأمل ألا يعتقدوا أنهم سيحصلون على أكثرمما حصلت عليه الحكومة السابقة لأنهم أكثر صرامة. فالأمر لا يتعلق بأن تكون أكثر صرامة، بل يتعلق بالتنفيذ الكامل لبنود الاتفاق النووي لعام 2015. ولن يتغير موقف الولايات المتحدة، ولن يتمكن النظام من إعادة إحياء الاتفاق النووي أو أن يكون في وضع لا يفعل فيه إلا القليل، ونحن نفعل الكثير “. (أكسيوس ، 28 يوليو/ تمّوز2021).
وقال “كاظم غريب آبادي” في حديث آخر عن فشل المفاوضات: “ربط الأميركيون بين حدوث تفاهم كامل وقبول محادثات مستقبلية حول القضايا الإقليمية، وهو أمر ضار ولا صلة له بموضوع المفاوضات. وكان رفع بعض العقوبات، وكذلك شطب اسم قوات حرس نظام الملالي من قائمة الجماعات الإرهابية، مرهونًا بشكل مباشر بقبول هذا البند.
ورفض الأمريكيون تقديم ضمانات أثناء التفاوض بأنهم لن يكرروا نفس سلوك الإدارة السابقة في مواجهة الاتفاق النووي، بل ورفضوا رفع العقوبات عن أكثر من 500 فرد وكيان تم فرضها عليهم من قبل إدارة ترامب لأسباب غير متعلقة بنشاط النظام النووي. كما أنهم لم يقوموا بإلغاء قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات”.
لكن هذا ليس كل شيء. حيث يزداد وضع النظام سوءًا لدرجة أن التلفزيون الحكومي تم إجباره على الاعتراف بأنه لم يعد لديه فرصة للضغط على الحكومة الأمريكية وأنه يفقد هذه الأرضية السياسية المساعدة.
وحسب ما ذكرت القناة الثانية في التلفزيون الحكومي يوم 28 يوليو/ تمّوز: “الآن نرى أنه خلال أسبوع بين أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، بعضهم يكتب خطابات. والكثيرمنهم يكتب رسائل إلى السيد بايدن مفادها أنه مهما كانت الاتفاقية التي توصلت إليها مع إيران، عندما نتولى السلطة، فإننا سنقضي على كل هذه الاتفاقيات.
ولست بحاجة إلى الانتظار حتى عام 2024 للانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة. لأنه في العام المقبل لديك انتخابات الكونغرس 2022 والفجوة بين الديمقراطيين والجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي هي صوت واحد ومقعد واحد ويبدو أن مجلس الشيوخ الأمريكي على وشك السقوط في أيدي الجمهوريين العام المقبل.
“الآن مجلس الشيوخ الأمريكي في أيدي الديمقراطيين، ورئيس لجنة السياسة الخارجية هو “السيد بوب مينينديز”، الذي كان أحد المتحدثين في المؤتمر العالمي “من أجل إيران الحرة” الذي أقامته “منظمة مجاهدي خلق الإيرانية” الأسبوع الماضي.
وهذا يعني أن هذا الديمقراطي، المؤثر الآن في سياسة الولايات المتحدة تجاه النظام بسبب الدور الذي يلعبه الكونغرس الأمريكي في السياسة الخارجية، هو المتحدث عن “منظمة مجاهدي خلق الإيرانية”
وأخيرًا، أشار خبير النظام في الشؤون الدولية “محمد جمشيدي” إلى السبب الرئيسي لضعف النظام قائلًا:
“أولًا احتجاجات 2009، والتي حصلنا بعدها على قرار 1929 والعقوبات الأحادية الشديدة التي فرضتها الولايات المتحدة. وثانيًا مقتل “قاسم سليماني” بسبب انتفاضة نوفمبر/ تشرين الثاني 2019. وعندما يرى الطرف الآخر أنك ضعيف ومرتبك، سيوجّه لك المزيد من الضربات”.