الإيرانيون في جميع أنحاء العالم يحتجّون على خطاب رئيسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة ويطالبون بمحاسبته على دوره في مذبحة عام 1988- نظمّ الإيرانيون وأنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، يوم الثلاثاء، وقفات احتجاجية في عشرات المدن على جانبي المحيط الأطلسي، أدانوا فيها الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان التي يمارسها نظام الملالي. وجاءت هذه الاحتجاجات بالتزامن مع خطاب الرئيس الجديد للنظام إبراهيم رئيسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقد نُظمّت هذه الاحتجاجات في نيويورك وباريس ولندن وبرلين وروما وفانكوفر ولاهاي وبروكسل وكولونيا وبوخارست وغوتنبرغ.
أدان أنصار منظمة مجاهدي خلق والجاليات الإيرانية بالخارج بالإجماع خطاب رئيسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأكدّوا أن تقاعس المجتمع الدولي والسماح لقاتل جماعي مثل رئيسي بمخاطبة العالم يغذّي فكرة الإفلات الممنهج من العقاب في إيران.
لعب إبراهيم رئيسي دورًا محوريًا خلال مذبحة عام 1988 التي راح ضحيتها أكثر من 30 ألف سجين سياسي. كان معظم الضحايا من أنصار وأعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
في نيويورك، نظمّ الإيرانيون وقفة احتجاجية، بالتزامن مع خطاب إبراهيم رئيسي في ساحة داغ همرشولد، بالقرب من المدخل الخاص بمقر الأمم المتحدة. وحثّ المحتجّون المجتمع الدولي على إحالة ملف انتهاكات النظام لحقوق الإنسان إلى مجلس الأمن الدولي ومحاسبة رئيسي على دوره في مذبحة عام 1988. كما حثّوا الدول الغربية على فرض عقوبات شاملة على النظام لانتهاكاته الممنهجة لحقوق الإنسان، وتصدير الإرهاب إلى الخارج، والبرنامج النووي المخالف لمصالح الوطن، وإنتاج أسلحة الدمار الشامل.
في أواخر أغسطس/ آب 2021، أكدّ محامون وخبراء قانونيون أوروبيون مشهورون أنه بناءً على فتوى روح الله خميني، والتي أسفرت عن مذبحة عام 1988 للسجناء السياسيين بسبب معتقداتهم الدينية، فإن مذبحة عام 1988 تعتبر إبادة جماعية. وبالتالي، فإن جميع القوى الغربية ملزمة بموجب شروط اتفاقية الإبادة الجماعية بمحاسبة القتلة ومرتكبي تلك الإبادة الجماعية.
وكررّ المتظاهرون في نيويورك هذا المطلب وذكّروا المجتمع الدولي بالتزاماته الإنسانية.
إلى جانب تلك الاحتجاجات، أقام الإيرانيون في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا معارض للصور لإحياءً لذكرى شهداء مجزرة عام 1988. كما حملوا لافتات كبيرة تدعم حركة السعي لتحقيق العدالة لضحايا مجزرة عام 1988، والتي بدأتها في البداية رئيسة المعارضة الإيرانية، السيدة مريم رجوي، في عام 2016.
21 سبتمبر/ أيلول 2021، نيويورك، الولايات المتحدة: وقفة احتجاجية من قبل أنصار مجاهدي خلق ضد القاتل الجماعي إبراهيم رئيسي
في يوم الثلاثاء الماضي في ستوكهولم، نظمّ الإيرانيون وقفة احتجاجية كبيرة أعقبها مؤتمر دولي. للإشارة إلى أن حميد نوري، الذي شارك في مجزرة عام 1988، قيد المحاكمة. وحضر المؤتمر في السويد العديد من السياسيين الأوروبيين البارزين وكذلك عشرات السجناء السياسيين الإيرانيين السابقين، ومعظمهم من الناجين من مذبحة عام 1988.
في كلمتها في المؤتمر، قالت السيدة رجوي: “قبل ثلاثة وثلاثين عامًا، بناءًا على الفتاوى المروعة التي أصدرها خميني، تم شنق 30 ألف سجين سياسي في الظلام المروّع لتلك الليالي. كان تسعون بالمائة منهم أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. كما ورد في تلك الفتاوى، سعى خميني إلى القضاء على منظمة مجاهدي خلق بشكل سريع. أراد خميني تنفيذ المجزرة المروعة في صمت تام. تم تصميم خطة القتل في العاصمة طهران وغيرها من عشرات المدن بحيث تبقى سرية على الجميع.”
وأضافت السيدة رجوي ” إن تجربة السنوات الـ 33 الماضية هي شهادة دامغة. وسيشهد التاريخ أن الحركة التي تسعى لتحقيق العدالة لضحايا مجزرة عام 1988 أفشلت صمت وتهاون الموالين للنظام.”
وجددّت السيدة رجوي دعوتها “إننا نحث المجتمع الدولي، وخاصة السويد والاتحاد الأوروبي، على الاعتراف بمذبحة السجناء السياسيين على أنها إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية. وندعوهم إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لإحالة هذه القضية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وإنهاء الإفلات من العقاب وتقديم المسؤولين عن هذه الجريمة الكبرى إلى العدالة، وبخاصة علي خامنئي وإبراهيم رئيسي.”
ومن الجدير بالذكر أن الجاليات الإيرانية الأمريكية في الولايات المتحدة استضافت يوم الاثنين حدثًا مهمًا في واشنطن العاصمة عشية خطاب رئيسي في الأمم المتحدة وحثت الإدارة الأمريكية على المطالبة بمقاضاته. كما طالبوا بسياسة حازمة تجاه نظام الملالي. حضر هذا الحدث العديد من السياسيين الأمريكيين المشهورين من كلا الحزبين السياسيين. كان مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي السابق، من بين المتحدثين في هذا المؤتمر.
تظاهر أنصار منظمة مجاهدي خلق مطالبين بتحقيق العدالة لشهداء مذبحة عام 1988 – ستوكهولم
كانت الرسالة الأساسية لجميع الأحداث والاحتجاجات يومي الاثنين والثلاثاء هي دعوة المجتمع الدولي للعمل لمحاسبة نظام الملالي على عقود من انتهاكات حقوق الإنسان. حثّ الإيرانيون والسياسيون الغربيون المشهورون المجتمع الدولي على اعتبار سلطات النظام، مثل المجرم إبراهيم رئيسي، منتهكين لحقوق الإنسان وممثلين لنظام إرهابي. ودعوا المجتمع الدولي إلى إنهاء عقود من الإفلات الممنهج من العقاب في إيران. وقد ذكّروا قادة العالم بأن تقاعسهم عن العمل يغذي هذا الإفلات من العقاب وله آثار مدمرة على الوضع العام لحقوق الإنسان في إيران. كما حثّوا المجتمع الدولي على التحقيق في مذبحة عام 1988 ومحاسبة مرتكبيها وإدانة مسؤولي النظام بمن فيهم إبراهيم رئيسي والمرشد الأعلى للملالي علي خامنئي.