إرهاب نظام الملالي بالطائرات المسيرّة- مثل ساحر الكرنفال، أبقت حكومة الملالي التركيز الدولي على برنامج تطوير الأسلحة النووية بينما تخفي عن السياسيين الغربيين برامج تطوير أسلحة لحرب غير متكافئة.
قام كلينتون باسترضاء نظام الملالي المتطرف باتفاقية أسلحة نووية كان الأصوليون ينتهكونها بشكل مستمر، والتي بدأت بمجرد جفاف الحبر على ورق الاتفاقية. لم يفعل جورج بوش بغزوه للعراق والسيطرة عليه سوى تدمير ميزان القوى في المنطقة.
كان العراق قد أصبح بالفعل تحت سيطرة نظام الملالي عندما أزال أوباما جميع التحديات التي تواجه نفوذ النظام، وذلك من خلال سحب القوات الأمريكية من البلاد في عام 2011. وعلى التوالي، تفاوض أوباما على صفقة أسلحة نووية معيبة، وخطة العمل الشاملة المشتركة، وفك الحظر عن 141 مليار دولار من الأصول المجمدة للنظام.
لم يذهب أي دولار من هذه الأموال على الإطلاق لمساعدة المواطنين الإيرانيين. ولكنها ذهبت لترسيخ مكانة النظام باعتباره المصدر الأول للإرهاب في العالم. عمل النظام على استثمار جزء من هذه المكاسب المالية غير المتوقعة لخدمة برنامج تطوير الأسلحة النووية، على الرغم من إدعاءات المتعاطفين من واشنطن والساسة الأوروبيين.
وذهب الجزء الأكبر من الأموال المتبقية إلى قوات حرس نظام الملالي وفيلق القدس التابع لها، الذين تمكنوا من توسيع العمليات الهجومية في جميع أنحاء المنطقة. مع فتح المجال الجوي العراقي والطرق البرية بشكل كامل، أصبح نقل المعدات العسكرية والتكنولوجيا وقوات النظام إلى سوريا ولبنان عمليات روتينية الآن. كما أن دعم حماس في غزة يتطلب عمليات تهريب. كما تتطلب عمليات النقل إلى اليمن باستخدام شركات النقل الجوي والبحري لغرض زعزعة استقرار شبه الجزيرة العربية.
تمكن النظام من تحقيق أكبر قدر من التقدم في البحث والتطوير والنشر في العشرين عامًا الماضية بشأن برنامج الطائرات المسيرّة للسنوات القليلة التي أعقبت غزو جورج بوش للعراق، وكان لدى الأمريكيين السيطرة الأكبر في مجال الطائرات المسيرّة في الشرق الأوسط. ولكن اليوم أصبح نظام الملالي هو صاحب السيطرة في هذا المجال في المنطقة. مع ثمانية مراكز تصنيع وسبعة منشآت للصيانة تقع في المناطق الشيعية في إيران، يمكن نشر الطائرات المسيرّة بكل سهولة ضد الأقليات، في المظاهرات والأهداف المعارضة، وشحنها خارج البلاد لتوسيع نطاق إرهاب التام للوصول إلى أماكن أخرى في مناطق أخرى من الشرق الأوسط.
على عكس السياسيين الأمريكيين والأوروبيين، لم تتجاهل القيادة المركزية الأمريكية هذا التهديد المتزايد. وفي وقت سابق من هذا العام، صرّح قائدها، الجنرال كينيث ماكنزي، أن المنطقة أصبحت “أرضية إثبات لانتشار وتوظيف أنظمة الأسلحة الآلية، والعديد منها ينطلق من إيران.”
في السنوات الماضية، كانت أكثر الأسلحة فتكًا التي تم استخدامها ضد ضحايا الهجوم هي العبوات الناسفة. تم وضعها إما ثابتة، في انتظار اقتراب الهدف، أو حملها بواسطة شخص انتحاري، أو مدمجة داخل سيارة. كان آخر سلاحين من الأسلحة الدقيقة ويتطلبان تضحية من يقوم بإيصالها.
تحافظ الطائرات المسيرّة على جانب الدقة في التسليم بينما، اعتمادًا على مستوى التكنولوجيا، تتيح للمشغل أن يكون على بعد مئات الأميال.
لقد نجحت الطائرات المسيرّة التابعة للنظام التي تم إطلاقها من اليمن بالفعل في ضرب مصفاة لتكرير النفط في المملكة العربية السعودية. أسفر هجوم آخر بطائرة مسيرّة عن مقتل العديد من كبار الضباط اليمنيين، بمن فيهم قائد المخابرات العسكرية. حتى الآن، تم استخدام طائرات مسيرّة أكبر حجمًا لإيصال المتفجرات. تحل الطائرات المسيرّة محل النشر التقليدي لأسمدة المحاصيل الزراعية. إنها مسألة وقت فقط قبل أن يتم وضع المواد الكيميائية القاتلة في خزانات الرش لشن هجمات على المراكز السكانية والأحداث الرياضية. فنظام الملالي هو مجرد نظام إرهابي يسعى دائمًا لفعل ذلك.
وكما صرّح الجنرال ماكنزي، يتم استخدام الشرق الأوسط اليوم كـ “أرض اختبار” لنظام الملالي. يحتاج القادة السياسيون الأمريكيون والأوروبيون إلى تجاوز فكرة الثقة وتصديق خطابات نظام الملالي.
إن المستوى العلمى المستخدم داخل إيران لتطوير أسلحة نووية، قادر تمامًا على تطوير أنظمة أسلحة أقل تقنية، ولكنها فتّاكة للغاية. هذا هو النظام الذي كان وراء هجمات الثكنات في بيروت عام 1983، والتي أسفرت عن مقتل 241 من مشاة البحرية الأمريكية، إلى جانب تفجير السفارة الأمريكية وملحق السفارة لاحقًا. أثبت مكتب التحقيقات الفيدرالي أن نظام الملالي كان وراء تفجير أبراج الخبر عام 1996 في المملكة العربية السعودي، مما أسفر عن مقتل تسعة عشر طيارًا أمريكيًا.
في الآونة الأخيرة، أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية تقريرها الاستقصائي الذي حدد تورط قوات حرس نظام الملالي في مقتل أكثر من 600 من أفراد الخدمة الأمريكية في العراق. في عام 2018، حاولت وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية تفجير تجمع حاشد خارج باريس حضره مئات من الشخصيات الدولية المرموقة، بما في ذلك عشرات الأمريكيين. أدت يقظة الشرطة الأوروبية إلى إلقاء القبض على خلية إرهابية تابعة لنظام الملالي وضبط متفجرات. لو تمت برمجة هذا الهجوم باستخدام طائرات مسيرّة، فمن المشكوك فيه أنه كان من الممكن إيقافه.
نظام الملالي عازم على زيادة تلطخ يديه بالدماء. يحتاج السياسيون والمواطنون الأمريكيون إلى التوقف عن توقع هجمات يقوم بها أشخاص حقيقيون وأن يدركوا أن وقوع هجمات الطائرات المسيرّة في أمريكا وأوروبا هو مجرد مسألة وقت. الجنرال ماكنزي على حق. الشرق الأوسط هو أرض الاختبار. ستصبح إسرائيل وأوروبا والولايات المتحدة الأهداف النهائية.