مؤتمر المقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة بحضور النائب السابق للرئيس الأمريكي “مايك بنس”عقد أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، يوم الخميس 28 أكتوبر/ تشرين الأول، مؤتمرًا كبيرًا في العاصمة الأمريكية واشنطن.
كان المؤتمر بعنوان “قمة من أجل إيران الحرة 2021: لمحاسبة إبراهيم رئيسي على جرائمه ضد الإنسانية والإبادة الجماعية والتدخلات الإقليمية والأنشطة النووية”.
كان هذا المؤتمر مختلفًا بشكل كبير عن الاجتماعات والمؤتمرات المماثلة التي عُقدت سابقًا في الولايات المتحدة. حيث أنه في هذا المؤتمر، بالإضافة إلى وجود العديد من الشخصيات الأمريكية المتميزة مثل السناتور جو ليبرمان، مرشح نائب الرئيس الأمريكي (2000)، السناتور توريسيلي، السناتور الأمريكي (1997-2003)، والقاضي المحترم مايكل موكاسي، و المدعي العام الأمريكي الحادي والثمانين، الجنرال جيمس كونواي، القائد السابق لمشاة البحرية الأمريكية، وغيره الكثير من الذين حضروا بالفعل مثل هذه الاجتماعات مرات عديدة في الماضي وأعربوا عن دعمهم لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. ولكن حضور النائب الأسبق لرئيس الولايات المتحدة “مايك بنس” قد عززّ من أهمية هذا المؤتمر بشكل كبير. وفي خطابه، صرّح بنس، الذي نادرًا ما ظهر علنًا منذ انتخابات نوفمبر/ تشرين الأول، أنه كان يحضر الاجتماع باعتباره أول فرصة له بعد ترك منصبه للتحدث بالتفصيل عن إيران.
وذكر أنه على الرغم من أنه لم يعد يتحدث كجزء من الحكومة الأمريكية، إلا أنه أكدّ للجمهور أنه كان يعبّر عن آراء وأمنيات عشرات الملايين من الأمريكيين الذين يؤيدون بشدة إقامة جمهورية ديمقراطية في إيران، تقوم على فصل الدين عن الدولة. وواصل حديثه بإدانة إبراهيم رئيسي والدعوة إلى محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وكذلك مذبحة 30 ألف سجين سياسي عام 1988، قائلاً إن تعيين إبراهيم رئيسي كرئيس لنظام الملالي كان علامة على أن النظام في حالة اليأس والضعف.
تشير جميع الدلائل إلى أن النظام الاستبدادي في إيران يعرف أن أيامه باتت معدودة، لكن من أكبر الأكاذيب التي يحاول الملالي إقناع العالم بها، هي عدم إمكانية وجود بديل عنهم، وبالتالي يجب قبول الوضع الحالي كما هو. وردًا على ذلك، ذكر نائب الرئيس مايك بنس أنه على العكس من ذلك، هناك بديل قوي، وهو منظم جيدًا وفي قمة الجاهزية.
هذا البديل له كل الدعم ويحظى بتأييد قوي من الشعب الإيراني. يعرف هذا البديل باسم “منظمة مجاهدي خلق الإيرانية”. وأضاف بنس ” إن المنظمة ملتزمة بالحرية وحقوق الإنسان لجميع الإيرانيين وتقودها امرأة عظيمة تدعى مريم رجوي تلهم العالم. كما تضمن خطتها ذات النقاط العشر لمستقبل إيران، حرية التعبير للشعب الإيراني.
كما تنص على حرية التجمع وحرية جميع الإيرانيين في انتخاب قادتهم والتعايش السلمي مع جميع الدول المستقلة في المنطقة.
يبدو أن دعم مايك بنس الكامل لسعي الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية، بقيادة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ومريم رجوي، يعكس فهمًا عميقًا بين السياسيين والإعلاميين في الولايات المتحدة واعترافًا بهشاشة نظام الملالي وعدم وجود أي شعبية له، من جهة، ووجود بديل قوي، من ناحية أخرى.
من الجدير بالذكر أن وزير الخارجية الأسبق “مايك بومبيو” شارك في يوليو/ تموز الماضي في مؤتمر عبر الإنترنت وتحدث في اجتماع استمر ثلاثة أيام نظمته الجاليات الأمريكية الإيرانية المؤيدة للمقاومة في الولايات المتحدة. كما أعرب بومبيو في خطابه عن دعمه لمقاومة الشعب الإيراني، وأشار إلى أن وقت إقامة حقبة ملكية أخرى في إيران قد انتهى.
قبل خطاب بومبيو في المؤتمر عبر الإنترنت، أعرب العشرات من أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء الكونغرس من كلا الحزبين السياسيين في أمريكا ( الديمقراطي والجمهوري)، بالإضافة إلى عدد كبير من الجنرالات الأمريكيين، عن دعمهم الكامل لإنشاء جمهورية ديمقراطية بقيادة السيدة مريم رجوي.
لكن في إيران، جاء رد فعل إعلام النظام على خطاب نائب الرئيس “مايك بنس” عدائيًا للغاية، كما كان متوقعًا. غطت جميع وسائل الإعلام الحكومية تقريبًا هذا الاجتماع وحضور “مايك بنس” ودعمه لمنظمة مجاهدي خلق والسيدة رجوي ومعارضتهم لاتفاقية خطة العمل الشاملة المشتركة، مستخدمين بالطبع لغتهم وثقافتهم! لأنهم، من ناحية، لا يريدون إفساد الروح المعنوية لقواتهم غير المستقرة من خلال نشر مثل هذه الأخبار عن وضعهم المزري، ومن ناحية أخرى، فهم قلقون من أنه تحت ضغط معارضي خطة العمل الشاملة المشتركة ، مثل بنس وبومبيو، فإن الحكومة الأمريكية والبريطانية، والفرنسية والألمانية، الراغبين في مواصلة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق جديد، يصلون إلى استنتاج أن تلك المفاوضات عديمة الجدوى ومضيعة للوقت ولا ينتج عنها سوى إعطاء الوقت لنظام الملالي للتقدم في برنامجه النووي والحصول على قنبلة نووية، وبالتالي البدء في خطة (ب).
تتمثل الخطة (ب) في إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وإعادة فرض جميع عقوبات الأمم المتحدة، وتنفيذ الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يصرح بالعمليات العسكرية ضد المنشآت النووية للنظام، الأمر الذي سيسرع بالتأكيد في الإطاحة بنظام الملالي.
بقلم: سيروس يعقوبي
سيروس يعقوبي هو محلل أبحاث ومعلق إيراني للشؤون الخارجية يبحث في القضايا الاجتماعية والاقتصاد في دول الشرق الأوسط بشكل عام وإيران بشكل خاص.