الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

الأشخاص الذين يتم سحقهم لاجل الخبز

انضموا إلى الحركة العالمية

الأشخاص الذين يتم سحقهم لاجل الخبز

الأشخاص الذين يتم سحقهم لاجل الخبز

الأشخاص الذين يتم سحقهم لاجل الخبز

 

تقرير حول تحول نمط التوظيف

 

موقع إيران الحرة :
اعترافات صحيفة حكومية بالاوضاع المعيشية المسأوية للشعب الإيراني

من ورشة الخياطة في شارع فردوسى إلى صناديق النفايات في العاصمة 

وفقا لمراسل ايلنا الحكومية يدعى مينا. لا يتجاوز عمرها أربعين عامًا. عند ما تراها من الخلف، تظن أنها

ربما تكون قد خسرت شيئًا جديرًا بالاهتمام، بحيث هكذا أدخلت يديها حتى المرفقين في الصندوق؛

لكنك عندما تقترب، تدرك أنها تبحث عن النفايات.

مينا ترتدي نظارة مدخنة وقفازات بيضاء وقناع على وجهها، ترفع أكمام ثوبها النظيفة والمحبكة، وتنقح

المواد المعاد تدويرها.

رؤية مثل هذه المرأة بهذه المواصفات تلفت عيون الناظرين إليها ربما كانت استثناء مؤلم، ولكن اليوم

اتسعت هذه الظاهرة على نطاق واسع، وشيئا فشيئا اصبحت وباء، و راحت العيون تعتاد عليها، على

الأطفال الباحثين عن النفايات، على النساء المحترمات في منتصف اعمارهن أولجن رؤوسهن في

صناديق القمامة، و على الجماهير التي تبحث عن رزقها بين نفايات الآخرين. تعودت عيوننا على مثل

هذه المشاهد لكن قلوبنا ابت التعود، تقبل “الحياة” يقتضي عدم التعود عليها؛ لا يمكنك أن تستهين

بحزن التشرد في عيون مينا.

إجبار يسحق الناس

إذا مررنا على زوايا العاصمة الملطخة بالدخان، فإننا نرى أن أنماط الحياة والعمالة قد تغيرت؛ فيما

مضى كان المدمنون الذين يصفهم المسؤولون الحكوميون “المجاهرون”، وكما يصفهم

الجمهور”الواصلين إلى نهاية الطريق” فقط ممن يدخلون أيديهم و رؤسهم في صناديق القمامة، لكن

اليوم ، نرى صرنا نلاحظ فئات اخرى من الناس أصبحت مجبرة على البحث في “النفايات”. في بعض

الأحيان يرتدون نظارات مدخنة؛ أو يأتون أحيانًا في وقت متأخر من الليل في بيكابات أو دراجات نارية؛

فخبزهم ياتي من نفايات الأشخاص الآخرين مضطرين بذلك حتمًا إلى مواجهة نظرات الاحتقار.


إن التغييرات الواسعة في أنماط البحث عن لقمة الخبز فی النفایات والمهن الغير الرسمية عالية

الخطورة هي نموذج جديد في سوق العمل، وليس في إيران بل في العالم کله يمكن أن يكون علامة

على “انهيار” وشيك، انهيار اجتماعي واقتصادي وحتى عائلي وأخلاقي. و ما حدث صادم للغاية.

في إيران، في أعقاب انتشار البطالة على نطاق واسع في السنوات الأخيرة، امتهن الكثيرون أعمالا غير

رسمية، ابتداء من الباعة المتجولين إلى الممرات المظلمة في المترو إلى البحث في القمامة وشراء

وبيع زبد الخبز. كل هذا في تسارع منذ أبريل. ومع الارتفاع الحاد في سعر الصرف والتضخم ، لم يعد

الكثيرون قادرون على تأمين مصاريف معيشتهم بدوام جزئي، فوجدوا انفسهم مجبرين على امتهان

وظائف اخرى كالبحث في النفايات. خاصة مع ارتفاع تكاليف المعيشة بنسبة 60٪ تقريبًا. حاولوا حفظ

ماء وجههم بأية طريقة، وذلك بدق أي باب للحصول على لقمة العيش الحلال؛ والكثيرون ، مثل “مينا”

، اضطروا إلى اللجوء إلى صناديق القمامة.

يجب أن نرى ظواهر مثل البحث في النفايات بين النساء

ويعتبر حسين راغفر (خبير اقتصادي مؤسسي) أن هذه الظاهرة الغير السارة هي نتاج تعديلات هيكلية

غير متقنة وعدم الاهتمام بمعايير الموثوقية مثل المساواة والإنصاف، ويقول: في يونيو من هذا

العام، كان مؤشرارتفاع أسعار المستهلك أعلى بنسبة ثلاثة بالمائة عن الشهر الماضي، وثلاثة بالمائة

نسبة النمو في شهر يعني ان التضخم فاق الأربعين في المئة. كان مؤشر التكلفة للمنتج في يونيو 10

٪، مما يعني أن لدينا أكثر من 140 ٪ من التضخم في الصناعة. وهناك نقطة أخرى وهي حصول أزمة

إنتاج غير مسبوقة؛ فالعمل سيتعرض للتلف؛ وسيتوسع الفقر، وفي ظل غياب أي إشارات إيجابية

لتعديل الهيكلية، يجب أن نرى ظواهر مثل البحث في النفايات بين النساء.


إن أمثال مينا كثر؛ فعلى مدى عقود، لم تكن لسيطرة سياسة التكيّف الهيكلي في الاقتصاد المافياوي

النتائج الإيجابية، كما يزعم النيو ليبراليون، بل أيضاً تسببت في انتشار الفقر والبطالة سيطرة “الشبهة

الحكومية” وأباطرة الوكلاء؛ في العقود الماضية، على الرغم من الشعارات الملونة الموجودة لدعم

الإنتاج، لم يكن الإنتاج الحقيقي مدعومًا بأي شكل من الأشكال، وظل الاقتصاد عبارة عن اقتصاد

المونتاج؛ وفي النهاية، تم إغلاق المنتجين الحقيقيين واحدا تلو الآخر.

تم إيقاف صوت العجلات

من المصانع الشهيرة المعروفة مثل آرج وعلاء الدين إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة، تضرر الكل

من هذا الجو المظلم والمضطرب، ونمت ثروة التجار والوسطاء أكثر من أي وقت مضى. في هذه

الأثناء، تم إسكات أصوات العجلات والآلات؛ وجاءت البطالة؛ تلاها الفقر ثم الجوع؛ كانت قصة مينا

ذيله نتاج لتلك الأحداث المتتالية بعد الكثير من الإصرار للحفاظ على اسمها وصورتها الحقيقية، اعترفت

بهذا السرد. هو:

“لسنوات كنت أعمل في ورشة الخياطة في شارع الفردوسي، کان صاحب العمل من النساء، والعمال

جميعهم من النساء, أغلبيتهن معيلات والوضع لم يكن سيئا، كان لدينا أوامر كثيرة لإنتاج السلع، اغلبية

الأقمشة كانت مستوردة من تركيا و كان علينا خياطتها لمحلات الملابس، كنت املك تأمينا اجتماعيا،

ولكن فجأة فبل بضعة أشهر قبل نهاية العام، مطلع خريف العام الماضي، تحول كل شيء، قلت أوامر

إنتاج السلع, ذهبنا نحو الدمار، وبدأ صاحب العمل بطرد الشباب و غیر متآهلین، في غضون شهر،

“شهرين” اضطر الى طردنا جميعًا ؛ مع إغلاق ورشة العمل هذه، أغلقت حياتي؛ انفصلت عن زوجتي

لسنوات عديدة، ولدي ابنتان في الثانوية، وبقيت وحيدا مع حزن العالم كله …. “

عند ما وصلت الى هذا الكلام صار صوتها مزيجا من الأسى والمعاناة:

“كان لربة العمل رأس مال على الأقل؛ كانت ورشة الخياطة ملكا لها، وكان لديها العديد من آلات

الخياطة المتطورة؛ حسناً، بعد بيعها وايداع أموالها في البنك ستتمكن من ادارة حياتها، ولكن ماذا

عني؟! كان حبي للخياطة؛ لم يكن لدي أي حرفة أخرى غير فني؛ ليس لدي مشترون…

باتت مينا حائرة لبعض الوقت عندما اصبحت عاطلة عن العمل، تأمل أن تخيط للمعارف والجوار،

وتعمل بآلة خياطتها القديمة في المنزل، لكن هذا لا يكفيد لأن تمضي حياتها وحياة ابنتيها.

 

“إبرة على ابرة، ولكن المال الذي احصل عليه لا يغطي سوى تكاليف اجار المنزل فقط بعد جهد وعناء

كبيرين. على اي حال حتى العام الجديد كانت الأوضاع جيدة، لكنها ومن مايو فما بعده ساءت كثيرا،

صار كل شيء باهظ الثمن، ولم أستطع شراء حتى كيلو من الفاكهة لابنتاي، أردت أولاً شراء البضائع

وبيعها في المترو، لكن البائعات قلن إنه ليس لدينا أي دخل آخر، فالسلع باهظة الثمن ولا يملك الناس

المال لشرائها؛ لم أكن أعرف أي باب أدق؛ إلى أين أذهب؛ حتى أتى ابن أخي إليّ في إحدى الأمسيات!

وقال: لدي شاحنة صغيرة، وظيفتي هي فصل القمامة؛ سأطرد صاحبي من العمل؛ تعالي للعمل

معي؛ نفصل البلاستيك وأقسام النفايات ونبيعها للشركات؛

في البداية لم أستطع تقبل الفكرة؛ لكنني رضيت بالأمر، كان علي أن أرضى… “

دخل مينا ليس كثيرًا؛ بالطبع، أضافت الخياطة بالليل على ذلك! تفصل النفايات وتعمل بالإبرة أيضا،

وتدير الحياة بشق الانفس:

“بعد مضي الأيام ذهب عني الخجل! والآن دخلي من تفكيك النفايات مليون تومان شهريا؛ سأقضي

الباقي من الوقت في الخياطة؛ الحياة هي نفسها! يجب أن تمر، لكن مرة أخرى، قولي هو: “حبي هو

الخياطة، وأتمنى أن تتغير الأمور …”

تغيير نمط الوظائف غير الرسمية ليس أمرا غير متوقع

وحید شقاقی شهری (خبير اقتصادي) لا يستبعده ويقول:

التحول في نمط الوظائف غير الرسمية، ولا سيما “الاسترزاق من النفايات”، ليس أمرا غير متوقع. إن

اقتصادنا وسوق العمل لم يكن يطيق سعر الدولار بثمانية آلاف أو عشرة آلاف تومان، لذا فقد تضرر

ببساطة.

وهو يعتقد: في المستقبل الغير البعيد، في الواقع، في الأشهر المقبلة، سيكون علينا أن نرى المزيد

من التدهور في ورشات الإنتاج.

وتابع شقاقي: إذا لم يتغير الروتين الحالي، في الأشهر المقبلة، فسيتم إغلاق ما بين 50٪ و60٪ من

الشركات، مما يعني تراكم جيش العاطلين.

يستمر الخبير الاقتصادي: مع الارتفاع الحاد في سعر الدولار، شهدنا أزمات هائلة. تم تعطيل

المؤسسات التابعة لاقتصادنا المونتاجي الواحد تلو الآخر بسبب عدم القدرة على توريد المواد الخام،

من ناحية أخرى، فقد الناس قدرتهم الشرائية، لذلك فمن الطبيعي في ظل هذه الظروف، تغيير “نمط

الاستهلاك” و “نمط التوظيف”.

بالطبع، لا يمكننا وصف الوضع ب “المتغير”؛ يجب أن نقول “المتحول” هو أيضًا التحول الأساسي.

تذكر “مينا”، في آخر حكايتها، لا أحد يعرف كيف تمر الأيام، ولا أحد يعرف عملها، فهذا “سر”، ولأجل

ابنتیها لا تريد الكشف عنه. كانت تتكلم ببطء، لكنني كنت أحدق في عينيها الألم انه “الألم المشترك”.

ما نراه اليوم في زوايا المدينة هن النساء اللواتي يعانين الألم، وفي عيونهن نظارات مدخنة ، قفازات

بلاستيكية على ايديهن ومطاطئة رؤوسهن … أمهات شريفات لهن حق أكثر من هذا بكثير…

حسب تقرير نشر في موقع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية  :  80% من المجتمع الإيراني يعيشون تحت خط الفقر

و ايضاً :

توسع الفقر في إيران في ظل ارتفاع أسعار اللحوم ومنتجات الألبان