عاصفة عالمية على وشك الحدوث جرّاء الصفقة السرية المشينة بين بلجيكا ونظام الملالي
بينما اعتمدت لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان البلجيكي على تصويت الائتلاف الذي تقوده الحكومة لتبني مشروع قانون حديث لتبادل السجناء مع نظام الملالي، كان هناك تطور مختلف تمامًا نال اهتمام عالمي غير مسبوق. حيث انطلقت حملة دولية لإلقاء الضوء على اتفاق بروكسل غير الشرعي مع نظام الملالي، الأمر الذي تسبب في حدوث توترات كبيرة حتى خلال جلسات البرلمان البلجيكي يومي 5 و 6 يوليو/ تمّوز.
أكدّ السناتور الأمريكي روبرت مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي، والذي ألقى موقفه ومواقف زملائه بظلال طويلة على جلسة لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان البلجيكي يوم الأربعاء، على محاسبة نظام الملالي بالنظر إلى سجله الطويل في دعم الإرهاب وأخذ الرهائن.
شجب السناتور تيد كروز، عضو جمهوري كبير في نفس اللجنة، بشدة ركوع بلجيكا أمام نظام الملالي باعتباره النظام الأكثر نشاطًا في العالم رعاية للإرهاب.
كما سلّط النائب دان بيكون، عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي، الضوء على حقيقة أن إرهابيي نظام الملالي قد أدينوا بناءًا على إجراءات قانونية، ودعا البرلمان البلجيكي إلى رفض تبادل السجناء مع نظام الملالي.
بينما أصدر 13 عضوًا آخر من أعضاء مجلس النواب الأمريكي من كلا الحزبين خطابًا إلى رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو يطالبونه وحكومته بمواصلة الالتزام بحملة تخليص العالم من الإرهاب.
وكتب الموقّعون: “نحثكم على قيادة البرلمان البلجيكي لرفض أي صفقة بين حكومتكم وجمهورية الملالي من شأنها إعادة الإرهابي أسد الله أسدي – أو أي إرهابي إيراني مدان آخر في هذه القضية، إلى وطنهم”.
أشارت المعارضة البلجيكية، التحالف الفلمنكي الجديد، إلى سجل نظام الملالي البالغ من العمر 43 عامًا في استخدام احتجاز الرهائن كوسيلة للقيام بأعمال تجارية مع الغرب، وأضافوا أن اتفاق الحكومة البلجيكية مع مثل هذا النظام، من شأنه أن يغذّي استمرار هذا الأسلوب.
كما وصفت النائبة البلجيكية دريا صفاي، يوم الأربعاء الماضي، إقرار القانون في لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية البلجيكية بأنه “يوم أسود في تاريخ بلجيكا” من شأنه إضعاف الأمن البلجيكي أمام مطالب الملالي. وأضافت أن بروكسل يجب أن تخجل من نفسها، ووجّهت سؤالًا إلى أولئك الذين صوّتوا لصالح مشروع القانون: “هل يمكنكم النظر إلى أنفسكم في المرآة؟”
وشددّ ثيو فرانكن، نائب بلجيكي آخر، على الحقيقة التي لا يمكن إنكارها وهي أن أربعة عقود من الاسترضاء قد تم اختبارها وثبوت فشلها الذريع. “كلما تم مهادنة الملالي أكثر، زاد إرهابهم أكثر”.
دعا بيتر دي روفر، زعيم الحزب المعارض، الحكومة إلى الاستجابة لتحذيرات العديد من الشخصيات الدولية التي دقّت ناقوس الخطر بشأن عواقب استرضاء الملالي والإفراج عن دبلوماسيهم الإرهابي.
ووصفت أسيتا كانكو، عضو البرلمان الأوروبي من بلجيكا، الصفقة بأنها “اتفاقية مع الشيطان” وحذرّت من هجمات إرهابية مستقبلية ضد أوروبا.
تجاوز الغضب والضجة العالمية رداً على هذا الاتفاق المشين بين بروكسل وطهران النطاق السياسي، حيث يعبّر الأكاديميون والعلماء عن مواقف قوية في الإدانة.
كتب البروفيسور جون ماثر، الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء من عام 2006 وكبير علماء برنامج جيمس ويب تلسكوب الفضاء، رسالة إلى رئيس الوزراء البلجيكي، حذرّ فيها من أن تحرير أسدي “من شأنه أن يشجّع المزيد من إرهاب نظام الملالي في جميع أنحاء العالم ويطمئن مسؤولي النظام بأنه يمكنهم التهرب من المسؤولية عن الجرائم الدولية الكبرى”.
أكدّت الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، السيدة مريم رجوي أن الجهود العالمية لدحر هذه المؤامرة المخزية ستستمر. وأشادت بالموقف القوي للمغتربين الإيرانيين والنواب والحقوقيين وكبار المسؤولين والشخصيات السياسية في جميع أنحاء العالم الذين يشاركون في هذه الحملة المستمرة، وأضافت السيدة رجوي أن الدول النبيلة في العالم تدرك تمامًا مايحدث ولن تتراجع في وجه هذا العار.