الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

إيران: أصول أزمة المياه في همدان

انضموا إلى الحركة العالمية

إيران: أصول أزمة المياه في همدان

إيران: أصول أزمة المياه في همدان

إيران: أصول أزمة المياه في همدان

في الأسبوع الماضي، احتشد السكان المحليون في مدينة همدان غربي إيران، احتجاجًا على نقص المياه. واندلعت احتجاجات في مدينة همدان بعد أيام قليلة من قمع قوات النظام الأمنية للمواطنين في شهر كرد، مركزمحافظة جهارمحال وبختياري، بعد أيام من الاحتجاجات على نقص المياه.

كانت همدان وشهر كرد من المدن الغنية بالمياه، ولكن في السنوات الأخيرة عانى السكان المحليون في هذه المدن من أزمة المياه الوطنية الأكثر دراماتيكية.

إلقاء اللوم على العناصر غير المرئية أو العقوبات أو “الأعداء” في جميع الأزمات التي أصبحت العلامة التجارية للنظام، لكن الإيرانيون لم يعودوا ينخدعون بتلك الأمور. لقد أجبر الوضع الرهيب وسائل الإعلام الحكومية الخاضعة لسيطرة مشددة على الاعتراف بفشل النظام في إلقاء اللوم على الآخرين.

وحسبما كتبت صحيفة اعتماد الحكومية في 27 أغسطس/ آب “يتجاهل المسؤولون واجباتهم تجاه المواطنين الإيرانيين من خلال استخدام الأعذار مثل العقوبات، والقضايا المصرفية، وانخفاض صادرات النفط، فضلًا عن انخفاض العائدات الحكومية. لكن قبل خمس سنوات، عندما لم تكن هناك أي عقوبات وآثارها المعوقة، نسى مسؤولو النظام مساعدة المواطنين.”

وأضاف المقال ” جميع أولئك المسؤولون الذين تولوا السلطة في السنوات الأخيرة لم يفعلوا شيئًا سوى تقديم وعود جوفاءلقد أصبح واضحاً إلى أي مدى تم تقويض حقوق الشعب الإيراني.”

كما أقرّت صحيفة صحيفة اعتماد اليومية بأن أزمة المياه الحالية في إيران كان من الممكن تفاديها منذ ما يقرب من عقدين من الزمن. وتقرّ الصحيفة: وتابعت الصحيفة “وفقًا لخبراء المياه، كانت إجراءات [النظام] تهدف بشكل أساسي إلى تدمير وإهدار موارد المياه الجوفية باعتبارها أثمن رأس مال لهذه الأرض”.

وبحسب صحيفة اعتماد اليومية، فقد حذرّ خبراء المياه النظام من أن “تجفيف عشرات الأراضي الرطبة القيمة في إيران، وتجفيف 95 بالمئة من بحيرة أورميه بسبب الاستخدام المفرط لخزانات المياه الجوفية، وسوء الإدارة في تغيير نمط الزراعة، وتجاهل الانخفاض التدريجي في هطول الأمطار، كل هذا من شأنه أن يؤدي إلى حدوث كارثة.

ومع ذلك، تجاهلت سلطات نظام الملالي كل هذه التحذيرات لأنها استفادت بشكل كبير من بناء السدود غير المدروسة علميًا، وإزالة الغابات لبيع الأخشاب، وتشغيل المصانع دون عائد حقيقي على الإيرانيين.

محافظة همدان، التي تضم عشرات المدن الإيرانية القديمة وكانت تعتبر محافظة غنية بالمياه، تعاني الآن من نقص المياه نتيجة للأفعال التخريبية لنظام الملالي.

ما هي الأسباب الكامنة وراء أزمة همدان؟

نتج عن الوضع الحالي في مدينة همدان عاملين رئيسيين. الأول هو الإجراءات الجماعية للنظام التي أدّت إلى تجفيف سد اكباتان، الذي يمد همدان بالمياه، كما أدّى إلى تدمير التربة.

وفي يوم 28 أغسطس/ آب، كتبت صحيفة “رسالت” الحكومية في هذا الصدد “لم تمتص التربة الأمطار الغزيرة الأخيرة في أجزاء كثيرة من همدان، وهذه المشكلة ناتجة عن التلاعب الكبير في الجبال. فقد أدّت إزالة الغابات لتوفير الوقود وتدمير المراعي إلى خلق ذلك الوضع الحالي. لذلك، لا يتم تخزين المياه بشكل كافٍ في سد اكباتان.”

إلى جانب ذلك، فإن أنشطة التعدين مدمرة للغاية، وفي الغالب لا قيمة لها، ولن يؤثر وقفها على الاقتصاد الوطني. لكن بما أن قلة من [المسؤولين] يستفيدون من هذه المشكلة، تسبب ذلك في فقدان التربة التي يمكن أن تمتص الماء”.

من العوامل الأخرى التي أدّت إلى أزمة المياه الحالية في مدينة همدان وجود محطة توليد الطاقة الحرارية “مفتاح”. تم بناء محطة الطاقة هذه منذ 27 عامًا ، وهي تلحق أضرارًا جسيمة بالبيئة.

كشفت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية، في 16 فبراير/ شباط 2019، عن بعض الآثار السلبية لمحطة كهرباء مفتاح.

كما أقرّت وكالة أنباء إسنا بأن “محطة كهرباء مفتاح، التي تم بناؤها قبل 22 عامًا في شمال شرق مدينة همدان، بالإضافة إلى استخدام المياه الجوفية لسهل فامينين والانخفاض الطبيعي في منسوب المياه الجوفية في المنطقة، خلقت 25 حفرة حولها. إلى جانب ذلك، تسبب إطلاق مياه الصرف الصحي في المزارع المجاورة في ملوحة التربة وتقليل إنتاجية المحاصيل من حولها.”

كما تستخدم محطة كهرباء مفتاح زيت الوقود في الشتاء، الأمر الذي يتسبب في تلوث الهواء ويعرض حياة المواطنين للخطر.

في عام 2013، حذرّت وسائل الإعلام الحكومية التابعة لنظام الملالي من الآثار السلبية لمحطة الطاقة هذه على البيئة، لكن مسؤولي النظام قرروا تجاهل هذه التحذيرات.

في 7 ديسمبر/ كانون الثاني 2013، أقرّت وكالة مهر للأنباء الحكومية، وهي منفذ تابع لوزارة الاستخبارات التابعة للنظام “يحتاج هذا المجمع إلى حوالي 10 إلى 11 مليون متر مكعب من المياه سنويًا لتبريد أبراجها، وبالتالي إمدادها بالمياه من 20 بئراً محفورة فقط من أجلها. قد يتسبب ذلك في أزمة مياه في محافظة همدان في المستقبل.”

توجد الآبار المستخدمة لتزويد محطة الطاقة الحرارية هذه في سهول كبودرأهنغ، التي كانت تعتبر ذات مرة احتياطي المقاطعة الطبيعي من طبقات المياه الجوفية.

وفقًا لدراسة عام 2010 نُشرت على Springer Link، فإن طبقات المياه الجوفية في سهول كبودرأهنغ تحتوي على صخور قاعدية من الحجر الجيري في قاعدتها من الطمي الغريني المتماسك. كما أن النقاوة العالية للحجر الجيري، والمسامية الكبيرة والعديد من الفواصل والشروخ يميزها ارتفاع ظاهرة الكارستيشن للحجر الجيري.

وأضافات الدراسة”أدّى الاستغلال المفرط للمياه الجوفية خلال العقود الماضية إلى انخفاض كبير في منسوب المياه الجوفية.”

تلتهم محطة مفتاح احتياطي المياه في همدان، ونتيجة لقلة الأمطار في السنوات الأخيرة، تم استخدام طبقات المياه الجوفية لسهول كبودرأهنغ لتزويد المحافظة بالمياه. لذلك، لا يوجد حل طويل الأمد لأزمة المياه الحالية في همدان لأن الموارد المائية آخذة في الجفاف بشكل سريع.

إن الأزمة الحالية في همدان وكيفية تفاقم النظام هي مجرد غيض من فيض. إنه مجرد مثال واحد على السياسات المدمرة لنظام الملالي.