الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

حكومة الملالي لا تحتاج إلى أن تكون منبوذة

انضموا إلى الحركة العالمية

حكومة الملالي لا تحتاج إلى أن تكون منبوذة

حكومة الملالي لا تحتاج إلى أن تكون منبوذة

حكومة الملالي لا تحتاج إلى أن تكون منبوذة 

أدّى المسار الذي سلكته حكومة الملالي على مدى العقود الأربعة الماضية إلى اعتبار إيران دولة غير شعبية ومنبوذة على جميع المستويات، محليًا، وإقليميًا، وعالميًا. لكن جمهورية الملالي لديها خيارات وطرق أخرى تسلكها إذا كانت ترغب في التغيير. 

في الواقع، لدى حكومة الملالي الفرصة لتصبح قوة محترمة على الساحة الإقليمية والعالمية، وأن تكون لها علاقات جيدة مع الدول العربية – ولا سيما الخليجية منها – لتصبح أكثر ازدهارًا على المستوى الاقتصادي وتنتشل غالبية سكانها من الفقر. 

تخيل مقدار الإيرادات التي يمكن أن يحققها قادة النظام للأمة الإيرانية من خلال التجارة والاستثمارات إذا كانت لديهم علاقات ودية مع جيرانهم، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت. تخيل كم ستكون المنطقة أكثر أمناً وسلماً إذا تعاونت طهران مع الدول العربية. 

لكن هذا يتطلب إرادة سياسية قوية، مع اضطرار حكومة الملالي إلى اتخاذ عدد من الخطوات. أولا وقبل كل شيء، لا يحتاج قادة نظام الملالي إلى أسلحة نووية ليكونوا دولة قوية ومحترمة. هناك العديد من الحكومات حول العالم التي لا تمتلك أسلحة نووية لكنها تحتفظ بهالة من القوة العسكرية والاقتصادية وقدر وافر من الاحترام. وتشمل هذه الدول اليابان وألمانيا والدول الاسكندنافية والمملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة. 

كان البرنامج النووي لنظام الملالي أحد أهم مصادر التوتر في المنطقة. ويرجع ذلك إلى حقيقة أن جمهورية الملالي لم تكن صادقة وصريحة بشأن أنشطتها النووية، على الرغم من كونها طرفًا في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. حيث تنص هذه المعاهدة على أن كل دولة لا تمتلك أسلحة النووية طرف في الاتفاقية ” تتعهد بعدم نقل الأسلحة النووية أو الأجهزة المتفجرة النووية الأخرى وعدم مساعدة الدول غير الحائزة على الأسلحة النووية أو تشجيعها أو حثها على حيازة متفجرات نووية بأي شكل من الأشكال. بالإضافة إلى عدم تلقي أو تصنيع أو حيازة أسلحة نووية أو التماس أو تلقي أي مساعدة في تصنيع الأسلحة النووية أو غيرها من الأجهزة النووية المتفجرة” 

لسوء الحظ، فإن البرنامج النووي لحكومة الملالي مليء بالخداع والأنشطة السرية، بما في ذلك الكشف عن مفاعليها النوويين في نطنز وأراك من قبل المجموعة المعارضة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، والكشف عن آثار يورانيوم مشع في موقع نووي غير معلن، ومحاولات لدفع برنامجه النووي سرًا. ووفقًا لتقرير صدر في شهر يونيو/ حزيران، كانت وكالة الاستخبارات المحلية الألمانية “قادرة على تحديد زيادة كبيرة في مؤشرات محاولات الشراء المتعلقة بالانتشار من قبل نظام الملالي فيما يخص برنامجه النووي“. 

ثانيًا، يمكن لحكومة الملالي أن تصبح طرفًا فاعلًا محترمًا على الساحة الإقليمية والعالمية – وكذلك على الأرجح توفير مليارات الدولارات كل عام – من خلال إنهاء الإنفاق المالي الضخم على الأسلحة للإرهاب والميليشيات. في العصر الحديث، هناك طريقة أكثر فاعلية وكفاءة من حيث التكلفة للدول لممارسة القوة والنفوذ، وذلك من خلال القوة الناعمة واقتصادها، وليس من خلال تسليح وتمويل الجماعات المتطرفة وإثارة الكراهية والعداء والحروب والمآسي الإنسانية. 

يمكن بدلاً من ذلك إنفاق الأموال التي يستنزفها النظام على وكلائه، مثل الحوثيين وحزب الله والميليشيات الشيعية العراقية، على تحسين البنية التحتية للبلاد، وخلق فرص عمل للشباب، وخفض نسب التضخم، وزيادة قيمة عملة الدولة ورفع مستويات المعيشة والقوة الشرائية في البلاد. جدير بالذكر أن نظام الملالي أنفق أكثر من 100 مليار دولار، ما بين 15 مليار دولار و 20 مليار دولار سنويًا، فقط على الصراع السوري. كان من الممكن أن يحدث هذا المبلغ من المال فرقًا كبيرًا إذا تم إنفاقه داخل البلاد، حيث يعيش نصف السكان تحت خط الفقر. 

إذا سلك قادة نظام الملالي هذا الطريق وقضوا على الفساد المالي والسياسي، فسيزول غضب المواطنين وإحباطهم من المؤسسة. الأمر الذي سيعالج مخاوف السلطات من ثورة محتملة. كثير من المواطنين في إيران غاضبون من إنفاق ثروة الأمة على الإرهاب وجماعات الميليشيات. وهذا هو السبب وراء أن هتافات مثل “اتركوا سوريا وشأنها وفكروا فينا بدلاً من ذلك”، “الموت لحزب الله”، “انسوا غزة، انسوا لبنان. سأضحي بحياتي من أجل إيران، “انسوا فلسطين، انسوا غزة، فكروا فينا” و “يعيش الناس مثل المتسولين، بينما يعيش المرشد الأعلى علي خامنئي مثل الإله”، أصبحت شائعة في تكرار احتجاجات في جميع أنحاء إيران. 

تتطلب كل هذه الخطوات إرادة سياسية في القيادة الإيرانية لتغيير المهمة الأساسية للمؤسسة، والمتمثلة في “ضمان استمرار الثورة في الداخل والخارج”. 

يحتاج النظام إلى إعطاء الأولوية لوطنه واقتصاده، بدلاً من مبادئه الأيديولوجية والثورية. 

• الدكتور مجيد رفيع زاده عالم سياسي إيراني أمريكي تلقى تعليمه في جامعة هارفارد. تويتر:Dr_Rafizadeh