الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

الحل المستحيل

انضموا إلى الحركة العالمية

الحل المستحيل

 

الحل المستحيل

 

بقلم حسيب الصالحي

 

قادة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وفي غمرة بحثهم عن مخرج للأزمة الخانقة التي يواجهها نظامهم المحاصر بألف أزمة وأزمة يشنون الهجمات ضد بعضهم ويتبادلون التهم، وأساس الهجمات المتبادلة يكمن في البحث عن مخرج للأزمة الاقتصادية وتبرير الأوضاع الوخيمة، لكن المشكلة الكبرى في هذا النظام، أنه ليس هناك أي تفاهم أو انسجام أو أسلوب من أساليب الحوار الديمقراطي من أخذ ورد، وإنما كل طرف وتيار يتصرف وكأنه الوحيد الذي يمکنه معالجة الاوضاع وإيجاد حلول للمشاکل والازمات وإن الطرف الآخر لايمکنه تقديم أي شئ، وهذا مايجعل النظام أمام طريق مسدود.

الحديث الآن في طهران يتركز على البحث عن مخرج للأزمة الحالية ببعديها الاقتصادي والسياسي، خصوصا بعد أن وصلت الأوضاع إلى درجة حرجة جدا تنذر بالانهيار في أية لحظة، فوخامة الأوضاع الاقتصادية تجاوزت الحدود المألوفة بكثير وباتت تخيم بظلالها على الحرس الثوري والأجهزة الأمنية للنظام، خصوصا بعد أن بات هناك ترکيز دولي على دور ونشاط الحرس الثوري والاجهزة الامنية الايرانية خصوصا بعد إفتضاح النشاطات الارهابية للنظام والتي کانت بمشارکة وتنسيق بين وزارة المخابرات والحرس الثوري، وهذا يشكل تهديدا كبيرا جدا لأمن واستقرار النظام ويكسر واحدة من أهم صمامات الأمان للنظام، ومن هنا وفي ظل تصاعد الاحتجاجات ونشاطات معاقل الانتفاضة التي صارت توجه ضربات موجعة للنظام، فإن هناك تحديات غير عادية بوجه النظام وتتطلب عملا جادا وإلا فإن هناك مفاجآت أنكى وأدهى.

النظام الايراني الذي طالما عالج المشاكل والأزمات بالترقيع وعمليات تجميل ظاهرية، يواجه هذه المرة مشاكل وأزمات من طابع خاص، والذي يقض مضجع الملالي أن خصمهم العنيد، منظمة مجاهدي خلق قد صارت تقود الاحتجاجات وعملية النضال والمواجهة في داخل إيران ضد النظام وهو دور يتزايد قوته وتأثيره منذ إنتفاضة 28 ديسمبر.کانون الاول2017، وبرزت من جديد على الساحة بشكل غير تقليدي، وتابعت عن كثب الأوضاع في إيران دائما، وهي تعتبر حاليا قوة تغيير رئيسية في إيران بل وحتى إنها تطرح کبديل سياسي ـ فکري للنظام، ولذلك فإن النظام يحاول المستحيل من أجل إيجاد حل ما لمأزقه الحالي لکن وکما تٶکد الاوضاع فإن ذلك المستحيل بعينه.

تزايد النضال الشعبي في داخل إيران وبلوغه مستويات غير مسبوقة الى جانب تصاعد العقوبات الدولية على النظام الإيراني، والانفتاح الدولي على الشعب الإيراني وقواه الوطنية المناضلة وعلى رأسها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، تعطي الامل بقرب نهاية هذا النظام.