الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

سيل الطبيعة وسيل الأزمات!

انضموا إلى الحركة العالمية

سيل الطبيعة وسيل الأزمات!

سيل الطبيعة وسيل الأزمات!

سيل الطبيعة وسيل الأزمات!

المحامي عبد المجيد محمد

كاتب حقوقي وخبير في الشؤون الإيرانية

 

 

مازال صدى المياه الطائفة المتدفقة الناجمة عن السيل يسمع في المناطق التي ضربها السيل. العديد

من المزارع أبيدت ودمرت العديد من المنازل والمباني على أثر اختراق السيل.

وبسبب هذه الظروف حصلت الكوارث وغضب واحتجاج الشعب المنكوب الذي ضربه السيل يزداد يوما

بعد يوم.

الشعب الإيراني الذي لمس ورأى بأم أعينه سياسات النظام الحاكم المناهضة للشعب طوال ٤٠ عاما

يعتبر أن هذه السياسات نفسها هي المسبب في هذه الكوارث وفي الجهة المقابلة بسبب اطلاع

النظام على هذا الموضوع تجده خائفا بشكل واضح وقواته القمعية في وضع استعداد وتأهب تام في

أكثر المحافظات التي ضربها السيل وفي بعض المدن المدمرة والمتضررة مثل المدينة التاريخية شيراز

تم فرض ظروف أمنية وبوليسية شديدة.

النظام يسعى لقمع الاحتجاجات والثورات ويسعى لعدم السماح لهذه الاحتجاجات بكسح النظام مثل

سيل جارف.

ولهذا السبب سافر الملا روحاني لمحافظات غولستان ومازندران وخوزستان وبالتزامن مع زيارته سافر

معه القادة العسكريون وغير العسكريين للنظام ومن بينهم الحرسي محمد علي جعفري قائد قوات

الحرس واسحاق جهانغير نائب روحاني للمناطق المتضررة بالسيل لعلهم يتمكنوا من السيطرة على

حالة الغضب والكره التي ظهرت على الأهالي المتضررين بالسيل على النظام.

ويسعى نظام الملالي بخداعه المعروف لربط الأزمة والدمار الناجم عن السيل بالطبيعة والشؤون

البيئية. فاسحاق جهانغير تحدث حول الدمار الذي تركه السيل على كثير من مناطق شيراز قائلا:

“السيل لا ينذر أحدا. أمطرت لمدة عشر دقائق بشكل شديد وبعدها حدث السيل”.

ومن الواضح أن حديث جهانغير هو خداع للعامة والشعب ومحض افتراء فهو يريد أن يلصق تقصير

سياسات النظام المناهضة للشعب بالطبيعة وانهمار المطر وإخفاء عدم فعالية حكومة روحاني في

منع حدوث السيل.

ويأتي هذا الحديث في وقت يعلم فيه جميع مسؤولي النظام وخاصة قادة قوات الحرس الأساسيين

بأن معدل الدمار والخراب ليس مرتبطا فقط بهطول المطر الشديد وحدوث السيل بل سببه الرئيسي

هو السياسات التخريبية للنظام وخاصة السياسات الفاسدة والناهبة لقوات الحرس في تخريب وتدمير

الطبيعة وتدمير جمال البيئة في إيران.

إن تدمير المصادر الطبيعية ومن بينها الغابات والمراعي ومجاري الأنهر والسيول هي من بين الأعمال

التي ارتكبها النظام الإيراني خلال ٤٠ عاما مضت ولايمكن إخفائها أبدا.

إن دور النظام وجميع أجهزة النظام الفاسدة في تكثيف الأوضاع المتأزمة واضحة بشكل كبير بحيث أن

الحرسي باقري رئيس هيئة القوات المسلحة في النظام قال يوم الخميس ٢٨ مارس على التلفزيون

الرسمي للنظام: “لقد أرسلنا ١٠ آلاف شخص من القوات المسلحة للمناطق التي ضربها السيل”.

هذا الحرسي يحاول أن يظهر أن القوات العسكرية قد تم إرسالها من أجل مساعدة المتضررين بالسيل

ولكن الشعب المنكوب والغارق بالسيول لم ير أي شخص من هذه القوات العسكرية في مشاهد

السيل والشعب يعلم بأت تصريح هذه الجمل من قبل هذا الحرسي المجرم على تلفزيون النظلم ما

هي إلا خداع وكذب محض.

وجميع المتضريين بالسيل يعلمون بأن كل المساعدات التي قدمت لمحافظة غولستان كانت من

الشعب ولم يكن لأي شخص عسكري أو حرسي أي حضور أو تواجد في عملية المساعدة.

الملا روحاني أيضا الذي سافر للمنطقة أيضا واجه هجمات واحتجاجات شعبية شديدة.

كما تم إخلاء أحياء شيراز من الطين تم من قبل الناس أنفسهم باستخدام أقل المعدات ، مثل دلاء

وأقداح خاصة بهم ولم تقدم الأجهزة الحكومية أية تجهيزات وإمكانات للمساعدة.

وأيضا في سيل منطقة خوزستان لم يرى أي حالة من حالات دعم القوات العسكرية.

في خرم آباد جرف السيل الأهالي وتجهيزات منازلهم وأموالهم وكانوا هم منقذين أنفسهم ولم يقدم

لهم أي نوع من أنواع المساعدة من قبل قوات الحرس والعسكريين المأمورين من قبل خامنئي.

أن يوجد السيل دمار وخرابا وأزمة ليس أمرا عجيبا وغريبا وبعيدا عن الأذهان وغير قابل للتقدير أو

التحليل ولكن ما يتعلق بالنظام الحاكم في إيران هو تاريخه وسجله المشين المليئ بالعداء للشعب

الإيراني والمثير للدهشة.

وفي ظل الظروف الحالية للنظام نواجه الشعب المكلوم الذي خسر كل شئ يملكه وبعضا من أحبائه.

الشعب الثائر والمحتج يجب جل مشاكله ومصائبه. وبعد انحسار السيل ستبدأ مرحلة الثورات

والاحتجاجات والأزمات الجديدة بالنسبة للنظام.

وبالعودة لنفس هذه المشاكل والمعضلات وعد الملا روحاني الشعب بحل جميع المشاكل المتعلقة

بالسيل حتى نهاية فصل الربيع أو بداية فصل الصيف كحد أكثر.

ولكن الحقيقة هي أن كلام روحاني ليس له أي مبنى وأسس حقيقية. لأن حكومة روحاني تواجه عجزا

شديدا في الميزانية بحيث أن تنفيذ العقوبات وعدم بيع النفط الذي يعتبر أحد الأسس الرئيسية لميزانية

النظام أضعف هذا النظام بشدة وخلقت مشاكل عديدة له.

ولذلك السؤال الذي يطرح على روحاني وبقية مسؤولي النظام هو كيف سيتمكنون من تعويض آلاف

البيوت المدمرة ومئات الشوارع وسكك الحديد المدمرة وعشرات أحواض تربية الأسماك ومئات

المعامل والمصانع الصغيرة والمتوسطة التي تلقت خسائر فادحة و عشرات الآلاف من الهكتارات

الزراعية والحدائق المسحوقة؟؟!.

إن عدم قدرة وكذب النظام في حل التناقضات والأزمات ليست حديثا أو موضوعا فكريا. جميع الشعب

الإيراني وخاصة المواطنين المظلومين والمتضررين في محافظة كرمنشاه في زلزال العام الماضي

أخبروا هذا النظام وعلموا أنه لم يقم بأي عمل لحل هذه الكوراث وهناك العديد من المواطنين الذين

ضربهم الزلزال مازالوا يعيشون في خيم وبيوت من الصفيح بعد مضي ١٦ شهرا على حدوث الزلزال.

وبالإضافة لذلك لو كان الملالي يفكرون بشأن الشعب الإيراني بشكل حقيقي ويحملون هم السيل

والمنكوبين لما أقدموا على عمل كل هذا القدر من الدمار والتخريب للغابات والمراعي ومجاري الأنهار

خلال أربعة عقود من حكمهم المشؤوم.

لما كانوا أقدموا على تجفيف الأهوار والمجمعات المائية وكان يجب أن يفكروا في كيفية توجيه المياه

حتى لا يتحول المطر الشديد لسيل مدمر.

الحقيقة التي لا يمكن كتمانها هي أن النظام قلق من التداعيات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن

كارثة السيل التي سمتها السيدة مريم رجوي كارثة وطنية و يسعى لمنع الانعكاسات الخطيرة

والحقيقة المتعلقة بالسيل.

السيدة مريم رجوي خلال رسالة لها في تاريخ ١ أبريل ٢٠١٩ طالبت عموم الشعب الإيراني وخاص

ة الشبان بتشكيل مجالس شعبية لتقديم عمليات مساعدة مستقلة للمتضررين بالسيل وخاصة في

محافظات خوزستان ولرستان وايلام وقالت في الوقت الذي يسعى فيه الملالي لحماية وحفظ حكمهم

وسلطتهم المشؤومة ويسرقون وينهبون الشعب فإن التعاون والتضامن الشعبي هو السبيل الوحيد

لمواجهة هذا السيل المدمر.

وأضافت السيدة مريم رجوي إن عمليات السرقة الكبيرة وإضاعة الثروات على القمع والإرهاب

والحروب جعلت من إيران غير محصنة أمام الكوارث وأدت لزيادة الضحايا وتشريد الملايين بسب

السيل.

وخلاصة الحديث إن هذا الحجم من الأزمات بالنسبة للنظام الذي لا يريد ولا يستطيع مداواة آلام

الشعب يعادل أزمة سقوط النظام الذي ستحققه همة الشعب والمقاومة الإيرانية ومعاقل الانتفاضة.