الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

نظام الملالي العامل الرئیسي وراء تفشّي کورونا في إیران

انضموا إلى الحركة العالمية

نظام الملالي العامل الرئیسي وراء تفشّي کورونا في إیران نظرة على استغلال نظام الملالي لفيروس كورونا في إيران 2-2

نظام الملالي العامل الرئیسي وراء تفشّي کورونا في إیران

نظام الملالي العامل الرئیسي وراء تفشّي کورونا في إیران

نظرة على استغلال نظام الملالي لفيروس كورونا في إيران

2-2

 

بقلم عبدالرحمن کورکی (مهابادي)*

 

نظام الملالي العامل الرئیسي وراء تفشّي کورونا في إیران – اجتاح فیروس کورونا إیران بسرعة فائقة وانتشر فیها کما تنتشر النار في الهشیم بواسطة نظام الملالي الذي قام بـ “تخصیب” الفیروس علی حد تعبیر البعض بدلاً من احتوائه والسیطرة علیه والحیلولة دون أن یعمّ کافة أنحاء البلاد، لکن هذا لم یحدث وبالتالي غزا الفیروس الفتاك ما یقرب 250 مدینة إیرانیة. کثّف هذا العدو المجهري هجماته الشرسة علی المحرومین والکادحین والمهمّشین ممن هم “تحت خط الفقر” في إیران ویشکّلون نسبة 50 في المائة أو أکثر من إجمالي سكّان البلاد وفقاً للإحصائیات، فکانت لهم الحصة الأکبر من الإصابات والوفیات.

 

أمّا خامنئي فکانت له نظرة مختلفة لما حلّ بالشعب من کارثة إنسانیة مروّعة. فهو -ومنذ ظهور الفیروس  في إیران- کان بصدد استخدامه في سبیل تحقیق مآربه الخبیثة محاولاً لجم جماح الغضب الشعبي بتصریحات مخادعة لا تمتّ للواقع بصلة یطلقها هو وبقیة قادة النظام بین فترة وأخری. في هذا الصدد، صرّح ولي فقیه النظام في 3 مارس 2020 بأنّ “الوباء لیس عظیماً” قائلاً: «بلاء کورونا ليس كبيراً جداً وليس إستثنائیاً وقد شهدنا بلایا أكبر منه. هو مجرد قضیة عابرة وعلینا ألا نضخمها کثیرا. يمكن حل هذه القضیة بالدعاء وطلب الشفاعة»! ترجع سعادة خامنئي وعدم قلقه من فیروس کورونا إلی مقارنة أقامها في مخیلته بین خطر الفیروس وخطر انتفاضة نوفمبر 2019 الناریة للشعب الإیراني، التي وجّهت ضربة قاضیة علی الهیکل المهترئ لنظام ولایة الفقیه الکهنوتي وآذنت علي خامنئي بقرب سقوطه المحتوم، فبادر بقطع الإنترنت وأمر بقتل المتظاهرین بشکل جماعي مما أسفر عن مقتل أكثر من 1500 شاب إيراني علی ید قوات الحرس واعتقال عشرات الآلاف وتهديد مئات الآلاف من الإيرانيين.

 

استناداً علی هذه المقارنة ومحاسبة حجم الخطر الذي یشکّله کل من فیروس کورونا وانتفاضة نوفمبر بالنسبة لنظام الملالي، نجد خامنئي یصف ظهور الفیروس في إيران بأنه “نعمة” و”فرصة” للنظام، بعد أن اجتاز بشکل مؤقت مرحلة الانتفاضة التي کادت أن تودي به وبنظامه الإجرامي.

 

على الرغم من أنّ فیروس كورونا قد أحال الوضع المتفجّر للمجتمع إلی أجل قریب، وجعل المناخ مواتیاً لخامنئي بعض الشيء، إلّا أنّ مصیر نظام الملالي المحتوم لا مفرّ منه وأنّ «نار کورونا ستلتهم عبایة الملالي» وفقاً لما قالته السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهوریة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية. خامنئي کان على دراية تامة بظهور فیروس کورونا في إیران منذ وقت مبکر، وکان من الممکن احتواء الوباء في نقطة البدء، لكنه أمر نظامه بإخفاء المعلومات عن تفشّي المرض باتخاذ تدابیر أمنیة مشدّدة حتى يتمكّن من إقامة مظاهرة 11 فبرایر (ذکری الإطاحة بدیکتاتوریة محمدرضا شاه بهلوی عام في 1979 واغتصاب الحکم في إیران من قبل دیکتاتوریة الملالي) ومهزلة انتخابات مجلس الشوری في 21 فبرایر في نسختها الحادیة عشرة.

 

إلا أنّ تلك المظاهرات المقرفة والانتخابات المزیّفة قد فشلتا فشلاً ذریعاً نتیجةً للسخط الشعبي والکراهیة العامة إزاء نظام ولایة الفقیه إلی جانب الدور الریادي والفذّ الذي لعبته المقاومة الإيرانية في قيادة الانتفاضة وتوجیهها.

 

ماذا فعل نظام الملالي إزاء فیروس کورونا وماذا سیفعل؟

یدخل فیروس کورونا المستجد شهره الرابع منذ ظهوره لأول مرة في الصین. وقد شقّ الفیروس طریقه إلی إیران بمساعدة قوات الحرس وورحلات “ماهان إیر”.

وفقاً لخطة أعدّها خامنئي، كان الصمت ثم إنكار وجود الفيروس وفي المرحلة اللاحقة التکتّم علی انتشاره، هو النهج المعتمد والمتّبع إزاء الفیروس في البيت العنکبوتي لولایة الفقیه.

وقد أدّى هذا النهج الحکومي لاحقاً إلى سلسلة من الأكاذيب المقرفة والمتناقضة التي أطلقها قادة النظام للتستّر علی الحقائق وصولاً إلی المطالبة بـ “رفع العقوبات الدولیة”!

لهذا السبب فإنّ فیروس كورونا في إيران تشرّب بسمات ولایة الفقیه وسمّي بـ “کورونا ولایة الفقیه” آخذاً بعداً سیاسیاً بشعاً.

فيما یلي نشیر بشکل موجز إلی ما فعله علي خامنئي وحرسه خلال الشهرين الماضيين وما زالوا يصرون عليه عبر استغلال فيروس كورونا من أجل الحفاظ علی النظام واستمراره في الحکم:

خوفاً من المرحلة القادمة للانتفاضة الشعبیة المتصلة بالمقاومة الإيرانية، سعی النظام إلی تقزیم الحقائق المتعلّقة بتفشّي الوباء في إیران وتصویر حجم الکارثة أصغر بکثیر مما هو علیه في الواقع اعتماداً علی سياسة “التقطیر” في الإعلان عن إحصائیات الوفیات، لاحتواء الوضع المتفجّر للمجتمع والسيطرة علیه! النظام کان يدرك جيداً أنه يتعيّن عليه زيادة الأعداد والإحصائيات بشکل تدریجي وعلی مهل، لأنّ الاستعجال في الإعلان من شأنه أن یفجّر الغضب الشعبي!

 

یبقي النظام رقاب الناس وأعضاء المقاومة تحت حدّ سیف فيروس كورونا الذي یهوي به علی الرقاب کلّما تطلّب الأمر. عشرات الآلاف من السجناء خاصة السجناء السياسيين، هم في متناول حدّ السیف باعتبارهم الهدف الأول الذي یرید النظام التخلّص منه وإزاحته عن طریقه عبر نقل الفیروس إلی السجون. الادعاء الکاذب للنظام بإطلاق سراح السجناء وفي المقابل تمرّد السجناء وهروب الکثیر منهم من سجون کيلان وتبريز وسقز یثبت هذه الحقيقة.

 

خلال فترة انتشار الوباء، حاول النظام القضاء على الانتفاضة الشعبية ومنع استمرارها من خلال نشر فيروس كورونا في مدن وأحياء محدّدة. إذ یقوم مخطط النظام علی إصابة أکبر عدد ممکن من الناس وزجّهم في صراع محتدم مع المرض لینصرفوا عن القیام بانتفاضة مناهضة للحکومة. لكن هذا المخطط الشریر لم یفلح، وما زال الشعب الإیراني عازماً ومصرّاً بشدة على الإطاحة بنظام الملالي!

 

شنّ النظام موجة جديدة من الاعتقالات في المدن الإيرانية مع تدشین ما يسمى بـ “مقر صحي وعلاجي” و”المناورة البيولوجية”، بالإضافة إلى تصعید أجواء الرعب والفزع في المدن بغیظ اعتقال أعضاء المقاومة الإیرانیة ومعاقل الانتفاضة والقضاء علیهم بفیروس کورونا داخل السجون!

 

عزّز النظام سیطرته الأمنية والعسكرية علی المدن فارضاً حکماً عسكرياً غير معلن في بعض أنحاء البلاد بذریعة مکافحة فیروس کورونا وتقدیم الرعایة الطبية للمصابین.

جرّد علي خامنئي، الشعب الإیراني من المعدّات والمستلزمات الطبیة متعمّداً لیخصصها لقواته القمعیة في الحرس الثوري والباسیج تارکاً الشعب وحیداً بلا حمایة في حربه الضروس ضد فیروس کورونا، على الرغم من قدرة النظام على شراء وتوفیر المعدّات الطبية اللازمة للقطاع الصحي المستثنی من العقوبات الدولية.

 

من خلال استغلال الوضع الراهن بشكل غير قانوني، يحاول النظام بيع المستلزمات الطبیة والوقائیة مثل الکمامات والمطهرات بأسعار باهظة عبر منعها من الأسواق وحتى الدوائر الحكومية وتوفیرها بالحد الذي یناسبه، وبالتالي زیادة الضغط الاقتصادي والمالي على الشعب الإيراني الفقير. فضلاً عن مصادرة النظام للمساعدات الشعبية وبیعها بأسعار مضاعفة في الأسواق السوداء!

 

وفقاً للعدید من المصادر الخبریة، سعی النظام إلی إلحاق الأذی بشعوب البلدان المجاورة وشلّ حکوماتها من خلال نقل عدوی فیروس کورونا إلیها. ویتصدّر العراق قائمة المتضررین بـ “فیروس ولایة الفقیه” نظراً إلی تصاعد الانتفاضة الشعبیة المناهضة لتدخّلات النظام الإیراني في شؤون البلاد منذ قرابة ستة أشهر وما تشکّله من تهدید وتحدّ خطیر لإستراتیجیة النظام وسیاساته الإقلیمیة التوسعیة!

 

الأهم من ذلك هو سعي النظام الحثیث لاثبات ادعائه المزیّف بأنّ العقوبات الدولية هي السبب الرئيسي وراء خلق هذه الكارثة الإنسانية المروّعة في إيران من خلال التضحیة بأكبر عدد ممكن من أرواح الشعب الإیراني. رفض الملالي للمساعدات الإنسانية الدولیة المقدّمة للشعب الإيراني في ظل أزمة کورونا الراهنة وطرده لوفد “أطباء بلا حدود” من إيران هي نماذج تؤکد محاولات النظام لابتزاز المجتمع الدولي والحصول علی تنازلات منه فیما یتعلّق بالعقوبات، مع العلم أنّ القطاع الصحي بما في ذلك الأدوية والمعدّات الطبية لم یخضع أبداً للعقوبات وأنّ مزاعم النظام في هذا الصدد كاذبة جملة وتفصیلا.

 

@m_abdorrahman

*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

Verified by MonsterInsights