مجلس الشيوخ الإيطالي يحتضن مؤتمرا للمقاومة الإيرانية- مؤتمر ينظر في الشأن الإيراني، وانتهاكات حقوق الإنسان، تحقیق العدالة ودور المجتمع الدولي.
نحن نعترف بالجميل.. فلروما تاريخ نبيل
إحتضن مجلس الشيوخ الإيطالي مساء الأمس الرابع من نوفمبر2021 مؤتمرا للمقادومة الإيرانية تحت عنوان إيران وانتهاكات حقوق الإنسان وتحقيق العدالة ودور المجتمع الدولي.
بداية/ ليس بجديد على الإيطاليين مروئتهم ونبلهم ومواقفهم الجميلة وتشهد المقاومة الإيرانية وأصدقاؤها بذلك وقد أشارت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إلى ذلك من خلال سردها لمواقف وأقوال إيطالية حرة، ونحن نقول إننا نعترف بالجميل فلروما تاريخ نبيل، ولمجلس الشيوخ الإيطالي سجل حافل مميز وشجاع في دعمه للشعب والمقاومة الإيرانيين.
لقد كانت كلمة السيدة مريم رجوي كلمةً مباشرة مؤثرة دقيقة ومدروسة بعناية تحمل سمة علاقة متينة بين المقاومة الإيرانية ومجلس الشيوخ الإيطالي، وكذلك تنم على أن السيدة رجوي تعول على شجاعة السياسيين الإيطاليين كثيراً وهي محقة في ذلك.
وكان من أبرز ما أكدت عليه السيدة مريم رجوي هو وجوب التعامل مع الحقائق حقيقة أن مجزرة عام 1988 التي راح ضحيتها 30ألف سجين سياسي من خيرة ابناء الإنسانية هي بلا شك ولا تردد مجزرة إبادة جماعية بكل المقاييس القانونية والإنسانية ولا تحتاج إلى دراسة أو مناقشة أو تداول فهذه الجريمة تفسر نفسها بنفسها وخير من يفسرها مرتكبو هذه الجريمة أنفسهم، ومن الحقائق الأخرى التي يجب التعامل معها أن النظام الإيراني لا زال سائرا على نهجه الإجرامي متجاهلا الشرعية الدولية كلها، فلماذا هذا التقاعس الدولي الذي لن يؤدي إلا إلى المزيد من المجازر وأقبح إنتهاكات حقوق الإنسان؟
.، إضافة إلى حقيقة أن كلا العصابتين في إيران سواء عصابة من يسمون أنفسهم بالإصلاحيين ومنهم خاتمي الذي غرر بالغرب واغرقه في شرك الخديعة لسنين طويلة، أو العصابة الأخرى ما يسمونها بالمتشددة أو المتطرفة فكلاهما وجهين لعملة واحدة وباعتراف السيد فرانكو فراتيني وزير الخارجية الإيطالي السابق أنه خلال تعامله مع وجهي العملة تلك لم يجد أي فرق بينهما، ومن الحقائق التي ذكرتها السيدة مريم رجوي أيضا أن النظام الإيراني تهديد عالمي، ومع هذا الإيجاز لهذه الحقائق وتلك لا زال المجتمع الدولي متقاعسا غاضا للبصر، لكن الأمل معقود على المقاومة الإيرانية وأشرف مصنع الحرية، ووحدات الشعب المنتفضة في عموم أرجاء إيران، وأحرار أيطاليا وسلوفينيا وأوروبا واميركا والعالم.
كلمات تبعث على الفخر
كانت كلمات المشاركين في المؤتمر بالرغم من قصر وقته كلمات دافئة شجاعة تبعث على الفخر، ومن بينها أولا كانت كلمة السيدة بيتزوبان عضوة البرلمان الإيطالي عندما قالت: “آمل أن نكون أول برلمان يكرم ذكرى النساء الرجال الذين ذُبِحوا في مجزرة الإبادة الجماعية عام 1988” لقد حرصت على فخر الموقف لوطنها لها كل الإحترام والتقدير.
أما السيد جوليو ترتزي وزير الخارجية الإيطالي السابق كعادته بمواقفه المباشرة وحبه لمبدأ الشجاعة كانت مواقفه ثابته شجاعة حيث قال ضمن أهم ما قاله: “نعلن عن دعمنا الكامل لبرنامج السيدة رجوي برنامج العشرة بنود”و”يجب أن تدعم السياسة الخارجية لبلدنا برنامج السيدة رجوي برنامج العشرة بنود.”
وكان لجميع الحاضرين مواقفهم الموحدة الشجاعة الداعمة للمقاومة الإيرانية وشرعية نضالها، معبرين عن إيمانهم ببرنامج البنود العشرة الذي تطرحه السيدة رجوي وتتبناه كرؤية واضحة لمستقبل إيران.
ختاما لا يعبر عنوان المؤتمر عن عمق المأساة التي يعيشها الشعب الإيراني فقط وإنما عن الكارثة التي يعيشها العالم بشكل عام والشرق الأوسط وإيران بشكل خاص بسبب وجود نظام الملالي على سدة منذ 43 سنة من البؤس والخراب والتخلف والتعسف والقمع والإجرام المتستر بالدين والدين براء مما يفعلون، والمجتمع الدولي اليوم في أمس الحاجة إلى حماية نفسه ومبادئه وقيمه وتشريعاته من عبث نظام كنظام الملالي المارق، فعالم اليوم لا يطاق مع وجود متناقضات اساسها سياسة المراضاة المُتبعة مع النظام الإيراني غير النووي!! فماذا يكون حال العالم في حال أصبح النظام الإيراني نوويا؟ فقد تصبح المراضاة عند ذلك غير مرضية للنظام الإيراني، ومن المقدر في تلك الأحوال أن يركع المجتمع راضخا متناسيا ما شرع وما سن وما فرض على ذاته والإنسانية وتصبح قيم الحريات وحقوق الأنسان مجرد كمية من الحبر سالت عن طريق الخطأ على ورق خاطىء… فهل سيفيق المجتمع الدولي.