النظام الإيراني بين مطرقة العقوبات وسندان الرفض الشعبي العارم
النظام الإيراني بين مطرقة العقوبات وسندان الرفض الشعبي العارم – يحاول النظام الإيراني جهد إمکانه الإيحاء بأنه قد عبر وتجاوز مرحلة الخطر بعدم إنتخاب ترامب
النظام الإيراني بين مطرقة العقوبات وسندان الرفض الشعبي العارم – يحاول النظام الإيراني جهد إمکانه الإيحاء بأنه قد عبر وتجاوز مرحلة الخطر بعدم إنتخاب ترامب
وأخيرا صحى نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من غفوته التي أخذته طوال 40 عاما وهو يتصور بأن
أهدافه وغاياته ستتحقق على أحسن مايکون، إذ إصطدم بأکثر من جدار وعائق غير عادي أمامه، فمن
إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، التي قادرها منظمة مجاهدي خلق والاحتجاجات التي أعقبتها
وتأسيس معاقل الانتفاضة الى العقوبات الامريکية بدفعتيها والى المشاکل والازمات الحادة التي
تحاصر النظام من کل جانب، فوجد النظام نفسه بسبب من کل ذلك على مشارف هاوية شديدة
الانحدار من دون أن يتمکن من لملمة نفسه والعودة للوراء.
قادة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وفي غمرة بحثهم عن مخرج للأزمة الخانقة التي يواجهها
نظامهم المحاصر بألف أزمة وأزمة وبشکل خاص بعد الانتفاضة الاخيرة وتزايد الاحتجاجات الشعبية
وفرض العقوبات الامريکية، يشنون الهجمات ضد بعضهم ويتبادلون التهم، وأساس الهجمات المتبادلة
يكمن في البحث عن مخرج للأزمة الاقتصادية وتبرير الأوضاع الوخيمة،
الکلام الذي يتم تکراره کثيرا من دون أن يترك أي أثر أو تأثير، يمکن القول بأنه کلام فقد مفعوله، تماما
مثل المواد الغذائية التي فقدت صلاحيتها ولم تعد صالحة للإستعمال، وإن التصريحات الصادرة من
جانب القادة والمسٶولين الايرانيين بشأن عدم تأثير العقوبات الامريکية على إيران، صار کلاما ممجوجا
ومملا بالنسبة للشعب الايراني بشکل خاص لأنه الذي يعيش المشکلة ويواجهها.
لم يعد خافيا على أحد بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يواجه أوضاعا غير عادية ويمر بواحدة
من أکثر المراحل حساسية وخطورة منذ تأسيسه ولاسيما وإن دوره وعلى مختلف الاصعدة لم يعد
فعالا ومٶثرا کما کان خلال الاعوام السابقة، وهو أمر يمکن ملاحظته ويتم التطرق إليه بصورة ملفتة
للنظر من جانب المراقبين السياسيين. وهذه الاوضاع ليست بسبب من العقوبات الامريکية بدفعتيها،
بل إن هناك أمور أخرى لايمکن تجاهلها والتغاضي عنها من حيث تأثيرها على هذا النظام.
يسعى القادة والمسٶولون الايرانيون للعب على حبال کثيرة ومتنوعة من أجل إيجاد مخرج ومنفذ
للمأزق والازمة العويصة التي إنتهوا إليها بعد الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي وبعد فرض
الدفعة الاولى من العقوبات الامريکية على إيران، وتبدو محاولاتهم في خطها العام کمساعي لجس
النبض الامريکي بشکل خاص والغربي بشکل عام والتصرف في ضوء ذلك
الخيارات المتاحة أمام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في ظل الاوضاع الصعبة و الحساسة التي يمر بها الان ولاسيما بعد الانتفاضة الاخيرة والعقوبات الامريکية، کلها تتمحور في نطاقات وأطر إرهابية و فوضوية تعتمد على إثارة الفتن والازمات و المشاکل و بطرق و اساليب مختلفة، والانکى من ذلك أن النظام وقبل إقدامه على تطبيق خياراته”الشريرة”المتاحة أمامه باشر بإرسال رسائل خاصة عبر تصريحات ذات مغزى صادرة من عناصر تابعة له في بلدان المنطقة وکلها تصب في سياق إشعال حريق طائفي فئوي و عرقي في دول محددة من المنطقة بالاضافة الى مناوراته العسکرية وإجرائه تجارب لإطلاق صواريخ أو إعلانه عن صنع طائرة مقاتلة بإسم”کوثر”ثبت فشله وکذبه والتي تهدف إرعاب المنطقة والعالم من أجل تخفيف الضغط عليه.
سلسلة المواقف المعلنة من جانب الميليشيات والفصائل الشيعية التابعة لإيران ضد العقوبات الامريکية المعلنة ضد النظام الايراني والتي تتوالى تباعا بعد دخول العقوبات حيز التنفيذ، جاء موقف منظمة بدر بزعامة هادي العامري، ليکون الاکثر تماديا وصلافة فيها، بحيث يمکن القول إنها تنافس مواقف الايرانيين المخلصين للنظام أنفسهم.
نظام الملالي بين مطرقة الاوضاع الداخلية وسندان عزلته الدولية- لئن حاول نظام الملالي من خلال ممارسته لأساليب الکذب والخداع والتمويه وبطرق وأنماط متباينة وبصورة مستمرة
مايجري العمل من أجله في إيران- کلما تتفاقم الازمات والمشاکل بوجه النظام الايراني وتعصف به کورقة في مهب الريح، يلجأ هذا النظام کعادته دائما لتبرير تلك الازمات والمشاکل ويسعى