
دعك من الخطاب الإعلامي الذي تروج له أجهزة النظام الايراني في الخارج، بأن العقوبات الأمريكية
فشلت قبل أن تبدأ، واذهب واطلع على ما تقوله الصحف المحلية الإيرانية في الداخل من تصاعد
الاضطرابات والإضرابات الداخلية، واليأس المتنامي بين الشباب، وعن معدلات البطالة المتفاقمة،
خاصة بين خريجي الجامعات والمعاهد العليا. وإذا أردت أن تعرف أكثر ابحث في أرقام التضخم التي
باتت حجرا ثقيلا يهوي بالطبقة المتوسطة الإيرانية إلى هاوية بلا قاع، عن معدلات الجريمة المتزايدة
نتيجة الوضع الاقتصادي التعيس، الذي يدفع يوميا المزيد من الإيرانيين إلى الحضيض.

بدأ النقل الجوي ووصل أول المعارضين الإيرانيين إلى العاصمة الألبانية منتقلين إلى بر الأمان من
جحيم كانوا قد تحملوه في مخيمي أشرف وليبرتي في العراق.
قد تكون ألبانيا بلدا صغيرا ولكن شعبها له قلوب كبيرة. وبعد أن عانت الحكومة الألبانية سنوات من
الاضطهاد في ظل الشيوعيين، اتحدت في تصميمها على توفير ملاذ آمن لمجاهدي إيران (منظمة
مجاهدي خلق الإيرانية). وسرعان ما تم إيواء 3000 من أعضاء مجاهدي خلق(MEK) الباقين على قيد
الحياة في أماكن لإقامة خاصة في تيرانا وفرتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.

إن کانت الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة ضد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بمثابة الزلزال تحت
أقدامه، فإن نشاطات وفعاليات معاقل الانتفاضة بقيادة أنصار منظمة مجاهدي خلق(MEK/PMOI)
في سائر أرجاء إيران، أشبه ماتکون بالنار المتقدة تحت أقدام النظام، ذلك إن معاقل الانتفاضة أکثر
خبرة وإطلاعا بهذا النظام وتعرف وتعلم جيدا کيف تمسك النظام من مواضع الالم.

عندما تضييق الانظمة الديکتاتورية ذرعا بالمعارضات الوطنية ويصعب عليها إنهاء دورها فإنها تلجأ
کعادتها دائما الى أساليبها المعروفة بالقمع والکذب والخداع والتضليل والتزوير والتحريف من أجل
تخفيف وطأة دور تلك المعارضات، وعندما يبادر نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في ظل الظروف
والاوضاع الحالية حيث تتصاعد فيه الاحتجاجات من جانب الشعب الايراني وفي أغلب مناطق إيران، الى
تنفيذ عمليات الاعدام علنا وبطرق بشعة ومنافية لأبسط الموازين والقيم الانسانية، فإنها تسعى من
خلال ذلك إخافة وترويع أبناء الشعب الايراني بالاعدام الذي ينتظرهم لو إستمروا بمواجهته.

مع استمرار الإضراب والتظاهرات الجريئة لعمّال هفت تبه لقصب السكر وعمّال الصلب في الأهواز،
وخوفًا من استمرار وتوسع نطاق الاحتجاجات، كلّف خامنئي، كبير الجلادين صادق لاريجاني رئيس
السلطة القضائية، بحضور الساحة ليطلق توعدًا للعمال بالويل والثبور. إنه قال: «يجب التعامل
بصرامة مع اولئك الذين يريدون العبث بنظم البلاد، بذريعة متابعة مطالبات العمال. … على العمال
أن لا يسمحوا بأن تصبح مطالباتهم، ذريعة لاستغلالها من قبل الأعداء والإخلال بالنظم». وأضاف: «لن
ينال العمّال مطالباتهم أبدًا، بأعمال شغب وخلق أزمات والقيام بممارسات خلافًا للنظم العام» (وكالة
أنباء إيرنا الحكومية 26 نوفمبر2018).